ذكرى سقوط بن علي وفوضى إخوان تونس
قام الرئيس التونسي قيس سعيد بجولة في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس قبل يوم واحد من تحركات دعا إليها تنظيم الإخوان وكذلك المعارضة في تونس للتظاهر في نفس الشارع يوم غد السبت، لإحياء ذكرى سقوط نظام زين العابدين بن علي عام 2011.
جولة الرئيس التونسي اليوم، حسب مراقبين، يكشف من خلالها أنه لم يفقد شعبيته، وأن الشارع يصطف إلى جانبه ويساند مسار 25 يوليو 2021.
ويعتزم إخوان تونس وعدد من الأحزاب المعارضة لمسار 25 يوليو 2021، تنظيم مظاهرات في شارع الحبيب بورقيبة يوم غد السبت. حسب دعوات التظاهر من أجل استعادة الحكم في ذكرى سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وللتعبير عن رفض مشروع الرئيس قيس سعيّد. والتنديد بالقرارات الأخيرة بإحالة عدد من قياداتها البارزة إلى القضاء للتحقيق معها في تهم إرهابية وعلى رأسهم القيادي الاخواني علي العريض وزير الداخلية الأسبق.
كما صرّح الرئيس التونسي خلال جولته بأنه “لا مكان للخونة والعملاء في تونس”، وأضاف أنه “لا يخشى أي شيء سوى الله”.
وخلال جولته بالعاصمة، تجمع حول سعيّد العشرات من التونسيين، وطالبه بعضهم بـ”محاسبة الخونة والعملاء والمتآمرين على الدولة وعلى الشعب من الإخوان والمتحالفين معهم”.
فشل الإخوان في الحشد
ويستعد الإخوان للنزول يوم غد بكثافة، زاعمين أنهم سيسقطون نظام قيس سعيّد، لكن على أرض الواقع فشلت حركة النهضة الإخوانية منذ 25 يوليو 2021 في إقناع الشارع التونسي وحشده، رغم الدعوة إليها من قبل معظم قادة الإخوان، فقد كانت المشاركة ضعيفة جداً.
ويرى مراقبون أنّ حركة النهضة فقدت ثقة التونسيين بها، ولم يتبقّ لها في الشارع التونسي أيّ موالين أو قواعد، كما أن تأثيرها أصبح محدوداً، وأتباعها عددهم قليل، وهم من المنتفعين من الحركة وعائلاتهم.
ووصف رئيس حزب التحالف من أجل تونس، سرحان الناصري، دعوات حركة النهضة للتظاهر غدا السبت في شارع الحبيب بورقيبة، بـ”اللاسلمية”، باعتبارها دعوات تهدف لإدخال البلاد في الفوضى والحرب الأهلية والتحارب.
وحذر الناصري من الانجرار وراء هذه الدعوات لمنع أي فوضى يمكن أن تبث في الشارع، خاصة أن غدا السبت سيكون يوم احتفالات كبيرة.
وأكد ضرورة ضبط النفس من طرف قوات الأمن التونسية، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات التي ستعمل على إحداثها حركة النهضة يوم غد.
وقال الناصري إن قيادات حركة النهضة تعتبر “الإطاحة برئيس الجمهورية فرض عين وجهاد”.
الأمن يحذر
فيما أفادت وزارة الدّاخليّة التونسية بأن السلطات المحلية وافقت على عدد من طلبات الترخيص في تنظيم مظاهرات سلميّة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة يوم غد السبت.
كما نبهت الوزارة في بيان لها إلى “عدم الانسياق وراء بعض الخطابات التحريضيّة العنيفة التي تمّ تداولها مؤخرا والدّاعية إلى عدم الالتزام بمضامين التراخيص وتجاوزها إلى الاعتصام بالشارع والخروج عن المسالك المرخص فيها وافتعال المواجهات مع قوّات الأمن المُكلفة بتأمين المظاهرات السلمية والزجّ بكبار السن والأطفال فيها”.
وفي أحدث استطلاع رأي، أعرب 67% من التونسيين عن ثقتهم في الرئيس قيس سعيّد، حين تصدّر لائحة الشخصيات السياسية الموثوق بها. فيما واصل زعيم الإخوان بتونس راشد الغنوشي تصدر لائحة الشخصيات السياسية التي تنعدم كلياً ثقة التونسيين فيها.
وكشف الاستطلاع الذي أجرته شركة “سيغما” لأبحاث الرأي أنّ 89% لا يثقون في الغنوشي إطلاقاً. كذلك، حلّ القيادي بالنهضة علي العريض ثالثاً في ترتيب الشخصيات التي لا يثق فيها التونسيون بنسبة 80%، يليه النائب عن ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف بـ78%، ثم الرئيس السابق المنصف المرزوقي بـ76%.