الخليج العربي

رئيس الإمارات في واشنطن: التركيز على الاقتصاد في المباحثات


يولي رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد الأولوية للاقتصاد خلال أول رحلة له إلى واشنطن كحاكم للبلاد، التي ستتضمن اجتماعات مع القادة الرئيسيين في الكابيتول هيل بالإضافة إلى المديرين التنفيذيين لشركات كبيرة مقرها الولايات المتحدة.

وسيجري الشيخ محمد بن زايد الأسبوع المقبل مناقشات مع الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية التي تتنافس في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، وستتناول آخر المستجدات السياسية في المنطقة، لكن المصادر الإماراتية ووكالة بلومبيرغ الأميركية تؤكد أنها ستتضمن في المقام الأول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء، إضافة إلى الطاقة المتجددة ومواجهة التغير المناخي وحلول الاستدامة وغيرها من الجوانب التي تخدم رؤية البلدين.

وقال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الاماراتي في إفادة صحفية بدبي الخميس “أحيانا يحب الناس الحديث عن بعض التوترات في العلاقة، لكن القصة الكبيرة هي أن هذا هو تحالفنا الاستراتيجي الأكثر أهمية”.

وأضاف أن الرحلة إلى واشنطن تتماشى مع ما تحاول الدولة الغنية بالنفط تحقيقه ويشمل ذلك التركيز على العلاقات الاقتصادية. وتابع “الكثير من الأشياء التي تقوم بها الإمارات اليوم هي من منظور أن الاقتصاد يأتي أولا”. وأشار إلى أن الهدف الرئيسي للإمارات هو الشراكات في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

وأوضح قرقاش أنه في حين من المرجح أن يناقش بن زايد وبايدن تطورات الوضع في الشرق الأوسط، فإن الهدف الرئيسي يتمثل في التركيز على إبرام الشراكات في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وأكد أنه عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا؛ “لدينا التمويل. في الوقت الذي تحتاج فيه الكثير من مشاريع الذكاء الاصطناعي إلى ضخّ أموال ضخمة”.

وتلتزم الإمارات والولايات المتحدة برؤية استراتيجية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية، خاصة في المجالات الجديدة، وأبرزها الذكاء الاصطناعي، وتراهن الإمارات بشكل كبير على استباق التحول الكبير في شكل ونمط الاقتصاد والتكنولوجيا خلال السنوات العشر المقبلة، والتخطيط لمرحلة ما بعد النفط.

وقدمت الإمارات الدعم المالي لشركات التكنولوجيا القائمة والشركات الناشئة الواعدة، والعديد منها في الولايات المتحدة، وعلى سبيل المثال قامت مبادلة باستثمار لمدة 17 عاماً في شركة جلوبال فاوندريز ومقرها نيويورك، ما ساعد على إعادة تنشيط صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة مع تطوير الخبرة الإماراتية في هذا القطاع.

وتعاونت شركة “جي42” مع شركة “سيريبراس سيستمز” في كاليفورنيا لبناء أكبر كمبيوتر فائق السرعة في العالم للتدريب على الذكاء الاصطناعي، كذلك أعلنت شركة “إم.جي.إكس”، وهي شركة إماراتية متخصصة في مجال التكنولوجيا تركز على تسريع تطوير وتبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، عن شراكة مع “بلاك روك” و”جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز” و”مايكروسوفت”، لإطلاق “الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي“، وذلك للاستثمار في مراكز البيانات الجديدة والموسعة، تلبيةً للطلب المتزايد على القدرة الحوسبية الفائقة.

وتعد الولايات المتحدة من أهم موردي السلاح لدولة الإمارات طوال ال 30 عاماً الماضية، وتسهم في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، وتستضيف مركزاً مشتركاً للحرب الجوية، وتدريبات مشتركة مع القوات الأميركية.

وتشهد العلاقات الإماراتية الأميركية نمواً متزايداً في مختلف القطاعات، فالإمارات هي الشريك التجاري الأول عربياً للولايات المتحدة، فيما جاءت الولايات المتحدة كثالث أكبر شريك تجاري للدولة عالمياً.

وبحسب الأرقام الرسمية للعام 2023، فإن التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات والولايات المتحدة حققت نمواً بنسبة 20  بالمئة لتصل إلى أكثر من 40 مليار دولار في العام 2023 مقارنة بعام 2022 وبنسبة نمو أكثر من 50 بالمئة مقارنة مع مستويات ما قبل الجائحة عام 2019، كما أن الواردات الإماراتية من الولايات المتحدة أسهمت في دعم أكثر من 166 ألف فرصة عمل في الأسواق الأميركية.

وبلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة 38 مليار دولار وتركز على النقل والأنشطة التجارية وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والأغذية والمشروبات والفضاء. وهناك أكثر من 4.3 مليارات دولار استثمارات الولايات المتحدة في الأسواق الإماراتية، وأكثر من 16 ألف مواطن أميركي يساهمون في رخص تجارية رسمية داخل الدولة، كما أن 60 بالمئة من الشركات في مركز دبي المالي هي شركات أميركية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022 أبرم الجانبان اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في كلا البلدين ومختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035 وذلك بهدف تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة ودعم العمل المناخي.

ويعيش في دولة الإمارات 55 ألف أميركي، فيما يزور الدولة نحو مليون زائر كل عام، وهناك نحو 142 رحلة طيران أسبوعية بين البلدين، في مختلف المطارات، مما يمنح فرصاً كبيرة للدفع بالعلاقات الاقتصادية إلى المزيد من النمو خلال الفترة المقبلة.

من جانب آخر أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن بايدن سيستقبل الاثنين المقبل، نظيره الإماراتي لبحث النزاعين في غزة والسودان، رغم المخاوف بشأن دور أبوظبي في السودان، وفقا لفرانس برس. وخلال هذه “الزيارة التاريخية” سيعقد الشيخ محمد بن زايد أيضا اجتماعا منفصلا مع هاريس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى