سياسة

رسالة أمريكية لحزب الله.. ماذا فيها؟


جهود مكثفة بذلها آموس هوكستين المبعوث الأمريكي الخاص للبنان، خلال رحلته على بيروت بحثا عن حلّ يجنّب لبنان الحرب الواسعة.

وأنجز المبعوث الأمريكي فرضه وأوصل رسالة واشنطن إلى حزب الله ببرقية مستعجلة أودعت صندوق بريد رئيس المجلس النواب اللبناني نبيه بري، تقول بصراحة إن “هدنة غزة لا تمتد أوتوماتيكياً إلى لبنان”، وهدنة الجنوب لها شروطها، والوقف المؤقت لإطلاق النار غير كافٍ، وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن احتواؤها.

وبحسب مصادر مطلعة على لقاءات المبعوث الأمريكي فإنه طرح شرطين، الأول وقف الاعتداءات المتبادلة من على طرفي الحدود، والثاني انسحاب حزب الله إلى جنوب الليطاني وإنهاء أي ظهور عسكري للحزب في المنطقة، بحيث يبقى على الحدود الشمالية الجيش الإسرائيلي بعد انسحابه من نقاط حدودية تنازعية، وعلى الحدود الجنوبية قوات اليونيفيل والجيش اللبناني بعد تعزيزه بمعدات وتجهيزات عسكرية جديدة.

 وبحسب المصادر بعد تنفيذ الشرطين، تبدأ المراحل اللاحقة والتي تشمل تنفيذ برنامج دعم اقتصادي للجنوب، واستئناف الشركات العالمية التنقيب عن النفط والغاز، الترسيم البري ومعه يحل الاستقرار الدائم في المنطقة.

وقال هوكستين بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: “أنا هنا من أجل الحث للوصول إلى حل دبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان وإسرائيل”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل من أجل الوصول إلى حل طويل الأمد من خلال مسار سياسي، وهذا ما يمكن أن يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم والأمر نفسه على الجانب الآخر من الحدود”.

وأكد هوكستين أن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار غير كاف، وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن احتواؤها ، وأن الوضع الأمني على طول الخط الأزرق يجب أن يضمن أمن كل طرف.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تؤمن بأن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لوضع حد للعمليات الحربية القائمة وبالتالي الوصول إلى الاستقرار الطويل الأمد.

وأكد أن واشنطن تعمل مع شركائها في العالم لخلق فرصة تعزز الاستقرار والازدهار للبنان وشعبه ومؤسساته ولاقتصاده.

لقاءات مكثفة

المبعوث الأمريكي الذي التقى رئيسي مجلس النواب والحكومة، ونائب رئيس المجلس إلياس بو صعب، وقائد الجيش جوزيف عون ووزير الطاقة وليد فياض، وسّع لقاءاته، والتقى لأول مرة وفداً من نواب المعارضة ضم حزبي “الكتائب” و”القوات” وحركة الاستقلال.

المبعوث الأمريكي مع نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني - رويترز

رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل قال إن “هوكستين يعمل على طرح لوقف الحرب في الجنوب ونأمل أن يصل إلى نتيجة، لكن هذا لا يجب أن يحدث على حساب الدولة وسيادتها وأن يسلّم مستقبل الشعب اللبناني للآخرين”.

وكشف عن أن وفد المعارضة تحدّث عن هواجس اللبنانيين، لافتًا إلى أن الهاجس الأكبر والأولوية قبل أحداث غزة وبعدها وبعد بعد أحداث غزة هو لبنان وسيادة الدولة اللبنانية.

النائب المعارض إلياس حنكش الذي كان ضمن من التقاهم هوكستين، إنه “على الجميع أن يعلم أن هناك رأيا آخر في البلد معارض تماماً لفكرة الحرب وكان من الضروري الاستماع إليه بالعمق، فهو يمثّل رأي أغلبية اللبنانيين الذين يرفضون أن يكون قرار السلم والحرب في لبنان بيد حزب الله“.

وأضاف حنكش “حديثنا مع هوكستين كان واضحًا جدًّا، وتكلّمنا باسم الشعب وما يعانيه، إضافة إلى معاناة لبنان بسبب سيطرة حزب الله على قرار السلم والحرب وأخذ اللبنانيين رهائن في هذه الحرب، إضافة إلى التأثير الاجتماعي والاقتصادي الذي ينعكس سلبًا على لبنان وهويته”.

وأكد أن المعارضة متوافقة على هذه المقاربة وكانت واضحة بفصل لبنان عن حرب غزة واحترام الاستحقاقات الدستورية ولا سيما رئاسة الجمهورية، وقال أكدنا التمسك بتطبيق القرار 1701 كاملًا”.

وأشار إلى وجود مساع جدية بأن يكون المخرج بحلّ دبلوماسي لتهدئة جبهة الجنوب ووقف إطلاق النار بعدها، لحين حل موضوع ترسيم الحدود.

من جهته، قال المحلل والكاتب السياسي إبراهيم بيرم إن “هوكستين يعلم ألا أملا بالحديث عن وقف للأعمال الحربية في جنوب لبنان في ظل استمرار القتال على جبهة غزة”.

وأضاف أن “الجانب الأمريكي يعتقد أن هناك إمكانية للعمل على تمهيد الوضع لمرحلة “اليوم التالي للحرب بما يعني ترتيب الوضع على الحدود الجنوبية”.

واعتبر أنه لا يوجد شيء ملموس بعد، خاصة وأن المستشار الأمريكي لم يقدم أفكاراً واضحة، ولا يزال في مرحلة الاستعراض الأولي ولم يحمل أي ورقة تفنّد آلية تطبيق القرار الدولي كما تريدها الولايات المتحدة.

وقال: “هوكستين شدد فقط على استمرارهم في تحمّل المسؤولية بعدم توسعة الحرب وفرض جو التهدئة جنوباً، مع التحضير لجولات من المفاوضات بهدف اتخاذ خطوات تثبّت وقف إطلاق النار وتطوّره مستقبلاً ليصبح هدوءاً دائماً على الحدود مع إسرائيل، وفقاً للقرار 1701 والحدود البرية ضمناً ووقف الخروق الإسرائيلية”.

وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلًا يوميًا للقصف بين حزب الله والدولة العبرية على خلفية الحرب في قطاع غزة التي اندلعت قبل أكثر من 5 أشهر.

ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى