روبوتات شبيهة بالبشر: كيف تغيّر الابتكارات المستقبلية قواعد اللعبة؟
تشهد السوق العالمية للروبوتات الشبيهة بالبشر تطورًا غير مسبوق مع استمرار الشركات الكبرى والناشئة في دفع حدود التكنولوجيا نحو آفاق جديدة.
ويُتوقع أن يسجل هذا القطاع نموًا هائلًا في الأعوام المقبلة، خاصة مع التراجع الكبير في تكاليف إنتاج الروبوتات المتقدمة بنسبة تصل إلى 40% خلال عام 2024.
ويُنظر إلى عام 2025 على أنه نقطة تحول في مجال الروبوتات، حيث ستصبح هذه التقنيات متاحة على نطاق واسع للاستخدامات المنزلية.
طلب متزايد في مختلف القطاعات
إلى جانب التحسن في التصنيع وتكلفة الإنتاج، يعزى الطلب المتزايد على الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى تطورها الكبير في أداء المهام ضمن بيئات صعبة.
وفي القطاعات التجارية مثل البناء والتصنيع والتعدين وإنقاذ الكوارث، تُعتبر هذه الروبوتات أدوات فعالة لتنفيذ المهام الخطرة، ما يعزز السلامة والكفاءة البشرية.
أما على الصعيد الاستهلاكي، فإن هذه الروبوتات تُستخدم بشكل متزايد في المهام المنزلية والرعاية الشخصية، ما يسهم في معالجة نقص العمالة وتلبية احتياجات المسنين، لا سيما أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية طبية مستمرة.
نماذج رائدة لتطور الروبوتات الشبيهة بالبشر
شهدت السنوات الأخيرة ابتكار عدد من الروبوتات التي تعكس تقدم التكنولوجيا في محاكاة الشكل البشري وأفعاله. وفيما يلي أبرز النماذج:
أطلس
من إنتاج شركة “بوسطن ديناميكس”، يمثل “أطلس” نموذجًا بارزًا للروبوتات الشبيهة بالبشر منذ إطلاقه في العام 2013. الإصدار الأحدث مزود بنظام تحكم متطور ومكونات حديثة تمنحه القوة والتوازن لأداء حركات معقدة مثل القفزات، ورغم أنه بدأ كمشروع بحثي، إلا أن أطلس اليوم مهيأ للتطبيقات العملية.
أوبتيموس
أطلقته شركة “تسلا” بقيادة إيلون ماسك، ويمثل هذا الروبوت تقاطعًا بين تقنيات السيارات ذاتية القيادة وتطبيقات الروبوتات.
ويعتمد “أوبتيموس” على نظام القيادة الذاتية من تسلا ويتميز بقدرات متقدمة للتنقل واتخاذ القرارات في بيئته، إلى جانب ميزات أمان تجعله مناسبًا للمهام المتكررة والعمالة المكثفة. ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجه في عام 2025.
روبوت 01
من تطوير شركة “Figure AI”، صُمم هذا الروبوت للعمل في صناعات متعددة كالتصنيع والخدمات اللوجستية والتجزئة. يتميز بقدرة فائقة على التنقل عبر التضاريس الوعرة ومعالجة الأشياء بدقة، ما يجعله مثاليًا للاستخدام العسكري.
فينيكس
الجيل السادس من هذا الروبوت يشمل تحسينات جوهرية تشمل نظام ذكاء اصطناعي متقدم، استشعارًا لمسيًا دقيقًا، وزيادة في وقت التشغيل وسرعته. تسمح هذه المزايا بأداء مهام معقدة وجمع وتحليل بيانات بشرية دقيقة في الوقت الفعلي.
أشوكا
من تطوير شركة “هوندا” اليابانية، يتميز هذا الروبوت بقدرته على المشي، الركض، وصعود السلالم، فضلًا عن التفاعل مع البشر عبر الأوامر الصوتية.
صوفيا
طورتها شركة “هانسون روبوتيكس”، وتعد “صوفيا” من أشهر الروبوتات عالميًا بفضل قدرتها على التعبير عن مشاعر مختلفة والتفاعل البشري بشكل طبيعي للغاية.
جومي
طُور في جامعة أوساكا اليابانية، ويتميز بوجه قريب جدًا من الشكل البشري في المظهر والحركة، ما يجعله محورًا للأبحاث المتعلقة بالتفاعل بين البشر والروبوتات.
آفاق واعدة ومستقبل مشرق
مع التقدم المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يبدو مستقبل الروبوتات الشبيهة بالبشر واعدًا ومليئًا بالتحديات. ومن المتوقع أن تُحدث هذه الروبوتات تأثيرًا جوهريًا في مختلف الصناعات، مما يعزز الإنتاجية ويحسن جودة الحياة اليومية.
وبفضل هذا التطور، تقترب الروبوتات من أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة البشر، لتفتح آفاقًا جديدة تلامس جميع جوانب الحياة.