تركيا

زعيم المعارضة التركية: إردوغان سينسحب من سباق الرئاسة


رجح كمال كيليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا أن يعلن الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الانسحاب من سباق الرئاسة في لحظة معينة يشعر فيها بأنه لن يفوز.

وتابع في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية في مقر حزبه، أن أردوغان لا يريد أن يخسر في هذه الانتخابات المقررة في يونيو 2023. وفي اللحظة التي سيدرك فيها أنه سيخر سيقول “إنه كان يريد أن يخوض السابق الرئاسي لكن هيئة الانتخابات منعته”.

وتابع إذا رأى أنه سيخسر مائة بالمائة، فلن يكون مرشحا. لست وحدي ولكن دائرته المقربة من الناس تقول هذا أيضا”.

ويعتبر زعيم حزب الشعب الجمهوري احد مرشحي المعارضة لانتخابات الرئاسة. بينما كان من المتوقع أيضا أن يترشح لخوض سباق الرئاسة القيادي البارز في الحزب أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول الذي صدر بحقه حكما بالسجن بعامين و7 أشهر بتهمة اهانة هيئة الانتخابات في واقعة تعود للعام 2019. كما تم حظر نشاطه السياسي ما يعني عمليا منعه من الترشح.

ويقول متابعون للشأن التركي إن الرئيس أردوغان يواجه اختبارا حقيقيا في الاستحقاق الانتخابي. وأنه يبدو مربكا حيث يواجه متاعب سياسية واقتصادية تؤثر على حظوظه وحظوظ حزبه العدالة والتنمية الحاكم منذ العام 2002.

ويجد هؤلاء أن الانتخابات العامة تأتي في ظرف مختلف عن ذلك الذي كان قبل سنوات، مشيرين إلى تراكم الأزمات المالية والسياسية والاجتماعية. وأن انهيار الليرة والارتفاع القياسي في معدل التضخم وتردي الوضع المعيشي للأتراك عوامل ستحدد مسار صوت الناخبين.

وتتحدث مصادر تركية عن حالة احتقان اجتماعي بسبب تردي الوضع المعيشي وأن الإجراءات التي اتخذها أردوغان. ومنها رفع الحد الأدنى للأجور للمرة الثالثة على التوالي لن يشفع له خلال الاستحقاق الانتخابي لأنه حل هش وتسكيني لا يعالج أساس الأزمة ولا تأثير اقتصادي له بالنظر إلى ضعف قيمة الليرة مقابل موجة غلاء قاسية.  

والوضع يبدو صعبا بالنسبة للرئيس التركي أيضا بسبب تشكل تكتلات سياسية وازنة تسعى لعزله ومنها التكتل السداسي.

ستة أحزاب تركية تتكتل في جبهة واحدة لعزل الرئيس التركي سياسيا في انتخابات الرئاسة المقبلة
ستة أحزاب تركية تتكتل في جبهة واحدة لعزل الرئيس التركي سياسيا في انتخابات الرئاسة المقبلة.

وقال كيليتشدار أوغلو إن أردوغان مستعد لفعل كل شيء من أجل تفكيك التحالف السداسي الذي تضم أحزاب المعارضة. مضيفا أنه “لا توجد فرصة لتفكك الطاولة السداسية وسيفوز المرشح المشترك عن هذه الطاولة في الانتخابات الرئاسية”.

وتعليقا على الحكم القضائي بحق أكرم إمام أوغلو قال زعيم حزب الشعب الجمهوري موجها كلامه لأردوغان “أنت تستخدم القضاء كعصا. لكن الشعب يعرف ويدرك أن هذا الوضع ليس صائبا. إن كنت ترغب في اتهام أكرم إمام أوغلو بارتكاب خطأ للرأي العام وتتهمه بدون حق فإن إرادة الشعب هي الأقوى”.

وتابع “لنلجأ إلى إرادة الشعب ونعقد انتخابات مبكرة. وإن كنت شجاعا لنفعل الشيء نفسه في يالوفا. صدرت ثلاث تقارير خبراء وثلاثتهم جاءت في صالح رئيس البلدية، لكنه لا يزال يعجز عن أداء مهامه”.

كما طالب كيليتشدار أوغلو الرئيس التركي إلى انتخابات مبكرة لرئاسة بلدية اسطنبول ويالوفا قائلا  “دعنا ننتقل على الفور إلى انتخابات بلدية إسطنبول الحضرية وجميع البلديات في إسطنبول. إذا كان لديه القلب، إذا كان لديه الشجاعة، فإننا نتحداه علانية”.

وأضاف “إذا كنت تؤمن حقا بالديمقراطية، إذا كنت تؤمن بإرادة الشعب، فاسحب جنودك الرئيسيين. بعبارة أخرى، اسحبهم جميعا من القاضي إلى البيروقراطي”.

وخلص إلى القول بأنه إذ قبل أردوغان هذا الاقتراح فسيكون أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري عن إسطنبول ووفاء أوزمن وعن يالوفا.

يأتي ذلك بعد الحكم بالسجن والحظر السياسي على عمدة بلدية إسطنبول المنتمي لحزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو.

وتأتي تصريحات زعيم حزب الشعب الجمهوري بينما كشف صحفي تركي أن حزب العدالة والتنمية يحضر في الغرف المغلقة لمرشح سيحل محل أكرم إمام أوغلو على راس بلدية اسطنبول.

ونقلت وسائل إعلام تركية معارضة عن الصحفي باريش ياركاداش قوله أيضا إن السلطات تعد كذلك لحملة تطهير واسعة لموظفي بلدية اسطنبول. موضحا أن وزارة الداخلية أعدت قائمة اسمية لنحو 300 موظف تتهمهم بشبهات تتعلق بالإرهاب في عملية تهدف للاستحواذ على البلدية وإخراجها من أيدي حزب الشعب الجمهوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى