سامح شكري في دمشق وأنقرة نحو انعطافة محتملة لتطبيع العلاقات
ساهم الزلزال المدمر الذي شهدته كل من سوريا وتركيا في ترميم العلاقات السورية مع العديد من الدول المجاورة.
وتعد مصر واحدة من هذه الدول، حيث مثلت هذه الكارثة فرصة من اجل مزيد تطبيع علاقاتها مع البلدين والتي شهدت برودا خلال العقد الماضي بفعل الكثير من التطورات السياسية.
وقد اعتبر اتصال الرئيس عبدالفتاح السيسي بكل من الرئيس السوري بشار الاسد والتركي رجب طيب اردوغان للتعزية في ضحايا الكارثة خطوة اولى لتحقيق تقارب قبل ان تعلن الخارجية المصرية نية الوزير سامح شكري زيارة دمشق وانقرة.
رسالة تضامن
استقبل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وزير الخارجية المصري في مطار دمشق الدولي، حسب وكالة ” سانا”.
وفي بيان لها افادت الخارجية المصرية “ان سامح شكري من المنتظر ان يحل الاثنين بسوريا وتركيا، للمرة الأولى منذ عقد، بعد فتور ساد العلاقة بين القاهرة وكل من البلدي”.
وحسب البيان، إن شكري سيزور البلدين بهدف “نقل رسالة تضامن من مصر مع الدولتين وشعبيهما الشقيقين عقب كارثة زلزال يوم السادس من فبراير الجاري” والذي خلف حوالي 46 ألف قتيل في البلدين” نقلا عن المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد قوله.
كما أشار البيان إلى أن شكري سيؤكد خلال لقاءاته في سوريا وتركيا “استعداد مصر الدائم لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين في المناطق المنكوبة بالبلدين”.
تواصل غير مسبوق
غداة الزلزال، اتصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد اتّصل بنظيره السوري بشار الأسد، في تواصل غير مسبوق بين الرجلين.
وأجرى السيسي بعد ذلك اتّصالا بنظيره التركي رجب طيب إردوغان، خصمه السابق، علما بأن الرجلين كانا قد تصافحا في نوفمبر خلال فاعليات كأس العالم بكرة القدم التي استضافتها قطر، كذلك سجّل تواصل هاتفي بين وزيري خارجية سوريا ومصر.
استئناف العلاقات مع دمشق
كان الرئيس السوري بشار الأسد معزولا دبلوماسيا على الساحة العربية، علما بأن عضوية سوريا في جامعة الدول العربية ومقرها القاهرة معلّقة منذ قمع احتجاجات مناهضة للنظام بدأت في العام 2011 وتحوّلت إلى حرب أهلية.
وفقا لمحلّلين يمكن أن تستفيد سوريا من الوضع الحالي أعقاب الزلزال الذي دمّر مناطق في سوريا وتركيا، للخروج من عزلتها الدبلوماسية، بعد أن استأنفت دول عربية التواصل مع دمشق.
ومن جانب آخر يؤيد عدد متزايد من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ، على رأسها العراق استعادة سوريا عضويتها في المنظمة التي تشهد انقساما حادا وتراجعا لدورها.
زيارة مصرية رفيعة لدمشق
ويعد استقبال الأسد وفد رؤساء البرلمانات العربية خطوة أولى على هذا الصعيد، وقد وضم الوفد رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي الذي وصفه الإعلام المصري الرسمي بأنه “أرفع مسؤول مصري” يزور دمشق منذ أكثر من عقد.
إذ لم تنقطع يوما بشكل كامل العلاقات بين البلدين، وكان مدير إدارة المخابرات العامة اللواء علي المملوك قد توجّه إلى القاهرة في العام 2016 في أول زيارة معلن عنها أجراها إلى الخارج منذ اندلاع الحرب في سوريا في العام 2011.
العلاقات بين مصر وتركيا
وكانت العلاقات بين مصر وتركيا قد توتّرت بعد وصول السيسي إلى الرئاسة في العام 2013 إثر إطاحته الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي كانت أنقرة من أبرز داعميه، وكان إردوغان، حليف مرسي المنتمي لجماعة “الإخوان المسلمين” قد أعلن حينها مرارا أنه لن يتواصل “أبدا” مع شخص مثل السيسي.
لكن العلاقات بين البلدين لم تتحسن إلا مؤخرا إلا مؤخرا، خاصة بعد أن أعرب الرئيس التركي أعرب في نوفمبر، لدى مغادرته قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، عن استعداده لإعادة بناء العلاقات مع القاهرة “من الصفر”.
وبعدها سارعت أنقرة إلى نشر صورة المصافحة بين اردوغان والسسي في قطر.
ومن جانبها أكدت القاهرة حينها أن الرجلين جددا التأكيد على “عمق الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين”، وتوافقا على “أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين”.
الدعم التركي والمصري مع ليبيا
لكن أنقرة الداعم الكبير لجماعة “الأخوان المسلمين”، والقاهرة التي تعتبر هذا الفصيل “إرهابيا”، تدعمان معسكرين متواجهين في ليبيا.
كانت تركيا قد أوفدت مستشارين عسكريين وأرسلت مسيّرات لمواجهة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، والمدعوم خصوصا من مصر.
وتجاريا، عزّز البلدان تبادلاتهما التي ارتفعت قيمتها من 4.4 مليارات دولار في العام 2007 إلى 11.1 مليار دولار في العام 2020، وفق مركز كارنيغي للأبحاث.