مجتمع

“سلو”.. تحلية لا يستغني عنها المغاربة في رمضان الرباط


تتهيأ النساء المغربيات قبيل شهر رمضان لتحضير تحلية “سَلّو”؛ وهو من الأطباق الضرورية على موائد الإفطار الرمضانية في جميع أنحاء المغرب من دون استثناء.

وتقتني النساء المغربيات خلال هذه الأيام اللوازم والعناصر المتنوعة لإعداد طبق “سَلّو” المتميز. ويتعلق الأمر أساسا باللوز والسمسم والينسون (أو النافع)، والعسل.

ويتم تحضير “سَلّو” بمزج اللوز والزنجلان (السمسم) والينسون والمستكة الحرة. مع الدقيق المُحمّر، مع إضافة الزيت والزبدة والعسل، ثم تطحن جميعا حتى يصبح قوامه مُرمّلاً. والبعض يفضل أن يكون متماسكاً أكثر.

تقول الشيف هاجر الزموري إن “طبق سَلّو من تقاليد المائدة المغربية. ومن أكثر التحليات الشعبية تقديما في رمضان بشكل خاص، خصوصا أنه يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المقوّية”.

وأضافت الزموري أن “ما يُميز هذا الطبق المغربي التقليدي كونه يُحفظ لمدة طويلة في ظروف عادية. من دون أن يطرأ عليه أي تغيير يذكر. إذ تتم عادة إعداد كميات كبيرة منه لكي يدوم طوال شهر الصيام وأيام عيد الفطر”.

ولفتت المتحدثة ذاتها أن “تحلية سَلّو، التي لا يتم الاستغناء عنها في شهر الصيام. تُقدم في العادة بين العِشاء والسّحور، مصحوبةً بالشاي المغربي”.

ويتداول في المغرب أن “سَلّو”، قبل أن يصبح اليوم تحلية رمضانية. كان في السابق زادا وقوتا للمغاربة في ترحالهم وسفرهم؛ إذ صنعها ساكنة الأطلس (وسط) الأمازيغ غذاء في الصحراء والمسافات الطويلة؛ كونها سهلة الحمل والتحضير، ومُغذّية.

واعتبر الخبير في تاريخ المطبخ المغربي، الراحل حسين الهواري. في مدونته، أن سَلّو لم يكن لها بديل في القرون السابقة، “خاصة للوقاية من الجوع خلال أيام السفر والتغرّب”.

وأوضح الخبير الراحل أن الوصفات العصرية لهذا الطبق “تختلف في طريقة تحضيرها عن الزمن القديم. كما أن هناك اختلافا في طريقة تحضير التحلية حسب المناطق والمدن المغربية”.

وأشار الخبير في تاريخ المطبخ المغربي إلى أن المؤرخ والجغرافي أبو عبد الله الإدريسي. الذي عاش في القرن الثاني عشر، ذكر هذه التحلية القديمة في كتابه “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق”، موردًا أن هذا الطعام الشهي يُسمى “آسلو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى