شائعات موت الفنانين من يقف وراءها؟
تمثل شائعات موت الفنانين ظاهرة آخذة بالانتشار السريع، فهل هي مقصودة أم أنها تصدر عن أشخاص لا يفكرون بعواقبها؟.
وتقف الحسابات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وراء انتشار الشائعات التي تلاحق المشاهير، بالإضافة إلى حسابات وقنوات على يوتيوب لأشخاص عاديين، يحاولون زيادة عدد المتابعين، وبالتالي الشهرة أو الإعلانات أو الظهور الإعلامي.
ويرجع انتشار هذا النوع من الشائعات لعدم وجود ضوابط لفوضى “السوشيال ميديا”، الأمر الذي يفرض ضرورة التدخل لوضع لوائح وقوانين لمحاسبة من يقوم بنشر الأكاذيب.
وفي سياق “فوضى الشائعات”، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، شائعة وفاة الفنانة دلال عبد العزيز بعد رحلتها مع المرض جراء إصابتها بفيروس كورونا، ما دفع الإعلامي رامي رضوان لنفي ما تردد عبر بعض المواقع الإلكترونية عن وفاتها قائلا في تصريحات صحفية: “الأمر مجرد شائعة”.
كذلك لحق شبح الشائعات بالفنانة بدرية طلبة، حيث تداول رواد موقع التواصل، الخميس، خبر وفاة الفنانة إثر تعرضها لحادث سير، الأمر الذي دفع ببدرية بالرد على هذه الشائعة، وذلك من خلال حسابها على موقع “إنستغرام”، ونشرها بدرية فيديو قالت فيه: “كل الحبايب اللي اتصلوا بيا أنا بخير الحمد لله وزي الفل، وحسبي الله ونعم الوكيل في الاشاعات الدنيا، اتقلبت اخواتي كانوا مرعوبين وبطمن كل حبايبي”.
وطالت الشائعة على مرّ السنوات الماضية الفنان عادل إمام، وهو ما دفع المخرج رامي إمام لنفي وفاة والده مرات عديدة.
ولم تقتصر شائعة وفاة الفنانين على مصر فقط، بل طالت فنانين آخرين مثل كاظم الساهر، حيث تداول البعض وفاة الفنان العراقي في حادث أثناء تواجده بإحدى البلدان الأوروبية، بينما قال آخرون إنه توفي عقب تناوله لوجبة مسممة.
وخرج الساهر، ونفى شائعة وفاته عبر حسابه على فيسبوك، حيث نشر مقطعا من واحدة من أغانيه، وكتب: “تمردٌ أيضا أنا وحبيبتى متمردة متمردان مميزانِ وعاشقانِ بعنفوانِ وحياتنا متجددة”.
ووقعت الفنانة يسرا ضحية لشائعة الوفاة، حيث تم تداول شائعة وفاتها، مما أصاب والدتها بأزمة قلبية بعد سماعها الخبر، لتكتشف بعدها أنها مجرد شائعة.
تحرك نقابي
نقابة الممثلين لها موقف ثابت ومعروف من هذا النوع من الشائعات، وقد تحركت بشكل حاسم أكثر من مرة في هذا المجال، وقد أكد أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية بمصر، أن هذه الشائعات أمر سخيف ومسيء في نفس الوقت، وقال في تصريحات سابقة، إن مروجي مثل هذه الشائعات لا يتمتعون بأي أخلاقيات ومعدومي الإنسانية، لأن بعض الفنانين يكونون في حالة صحية حرجة بالفعل، وبالتالي عندما يقرأون مثل هذه الشائعات يصابون بحالة نفسية سيئة قد تؤثر بالفعل على حالتهم الصحية.
ومن جانبه يقول الناقد الفني محمد عبد الرحمن، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”: “شائعة وفاة أي فنان تعد من أكثر وأسهل أنواع الشائعات انتشارا، ويمكن إرجاع ذلك لسببين أحدهما يكون التعمد كأن يكون هناك شخص أو جهة ما تريد النيل من هذا الفنان وإحداث توتر يؤثر على أعماله أو إفساد عمل له، والأخر يكون بالصدفة، كتشابه الأسماء بين الفنانين وبين أشخاص آخرين مثلما حدث في واقعة نشر الفنانة وفاء عامر منشورا عن وفاة صديق لها اسمه محمد السعدني فاعتقد الجميع أن المتوفى هو الفنان الشاب محمد السعدني فكلاهما يحملان نفس الاسم”.
وأضاف عبد الرحمن: “الفنان عادل إمام والفنانة صباح كانوا دائما محورا لتلك الشائعات والتي يكون الهدف منها إحداث ضجة فقط أو التشويش على اسم نجم كبير”.
وتابع قائلا: “الحالة الصحية للفنانين وخصوصا أثناء فترة تلقيهم لعلاج معين يسهّل من انتشار شائعة وفاتهم نظرا للاهتمام الكبير الذي يوليه الجمهور لهم ومتابعة مستجدات الحالة الصحية”.
وفيما يتعلق بالتصدي للشائعات، قال عبد الرحمن: “الحل لهذه المشكلة في يد الجمهور، فعليه ألا يرثي أي فنان إلا بعد التأكد، وعلى الجهات المختصة القيام بدورها في هذا المجال من خلال تطوير صفحاتهم عبر السوشيال ميديا والرد السريع على تلك الشائعات، فالنقابات الفنية والسينمائية والموسيقية تقوم بنشر خبر الوفاة بعد تناقله بين الصحف و التأكد من صحته”.