شراكات إماراتية تقود العالم نحو مستقبل أكثر إشراقا
جهود إماراتية متواصلة لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتكنولوجي والإنساني مع دول العالم، في إطار دبلوماسية بناء الجسور الهادفة لتعزيز الازدهار والاستقرار وخدمة البشرية بشكل عام.
ضمن تلك الدبلوماسية عقدت دولة الإمارات العديد من الشراكات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، فضلا عن تعزيز التعاون السياسي والإنساني مع مختلف دول العالم شرقا وغرباً.
أيضا ضمن تلك الدبلوماسية تحرص دولة الإمارات على المشاركة في مختلف الفعاليات الاقتصادية والسياسية الدولية لتعزيز الحوار والتعاون الدولي وبحث مختلف التحديات الإقليمية والدولية، ونقل تجاربها وخبراتها وتعميم الاستفادة من مبادراتها.
من بين أحدث تلك الفعاليات جاءت مشاركة الإمارات في «حوار رايسينا» التي تستضيفه الهند في الفترة من 21 إلى 23 فبراير/شباط الجاري، بمشاركة ممثلين عن 115 دولة، ويعد المؤتمر الرائد في الهند بمجال الجغرافيا السياسية والاقتصاد الجغرافي.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي”إكس”: “سعدت بالمشاركة في «حوار رايسينا» في نيودلهي مع وزراء خارجية الهند وهولندا وتنزانيا ورئيس بوليفيا السابق، في جلسة حول آفاق وتحديات النظام الدولي، أكدت خلالها رؤية الإمارات وحرص قيادتها على بناء جسور التواصل خاصة الاقتصادية والتكنولوجية باعتبارها جسراً للعلاقات الإيجابية بين الدول”.
رؤية ملهمة تعد جوهر دبلوماسية رائدة تعزز جهود دولة الإمارات المتسارعة لتعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات، لما يسهم في تحقيق الازدهار والاستقرار في العالم من جانب، وتحقيق هدفها بأن تكون الأفضل بالعالم والأكثر تقدماً في مئوية 2071 من جانب آخر.
جهود تتواصل وشراكات تتزايد وحوارات تستمر حتى “أصبحت دولة الإمارات في قلب كل تحرك إيجابي من أجل التنمية والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي”، كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد الـ52 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
تعزيز الشراكات
وتوجت تلك الجهود بثقة دولية متزايدة في سياسات دولة الإمارات، ظهرت جلية في حرص دول العالم على استضافتها في فعالياتها وتعزيز التعاون والشراكة معها، الأمر الذي توج بانضمامها إلى مجموعة “بريكس”، بدءا من عام 2024.
وتؤمن دولة الإمارات بأن الشراكات وحدها قادرة على تخطي تحديات اليوم المركبة والمتداخلة، وأهمها أمن الغذاء والطاقة، وتغير المناخ، والرعاية الصحية، وأنها السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم والرخاء والازدهار والتنمية.
وبخطى متسارعة، تواصل دولة الإمارات تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع العالم، وسط توقعات بتحقيق تجارتها الخارجية رقما قياسيا جديدا بـ2024.
وضمن أحدث تلك الشراكات وقعت دولة الإمارات وجورجيا، في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، والتي تهدف إلى مضاعفة التجارة غير النفطية من 481 مليون دولار إلى 1.5 مليار سنوياً في غضون 5 أعوام.
وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع جورجيا هي السادسة التي تبرمها دولة الإمارات لتوسيع شبكة شركائها التجاريين حول العالم، ضمن خططها لمضاعفة تجارتها الخارجية غير النفطية وصولاً إلى 4 تريليونات درهم، والصادرات الإماراتية إلى 800 مليار درهم بحلول عام 2031.
ثقة دولية
أيضا تتجلى الثقة الدولية برؤية الإمارات وقيادتها، في المشاركات الدولية الكبيرة رفيعة المستوى في الفعاليات التي تنظمها، وهو ما ظهر جلياً في القمة العالمية للحكومات التي استضافتها خلال الفترة من 12 إلي 14 فبراير/شباط الجاري.
وشارك في القمة العالمية للحكومات 120 وفداً حكومياً وأكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، إضافة إلى نخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 4 آلاف مشارك.
وبحثت القمة العالمية للحكومات في دورتها الأخيرة 6 محاور رئيسية، و15 منتدى عالمياً تناولت التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، تحدث فيها 200 شخصية عالمية من بينهم أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة ووزراء وخبراء ومفكرون وصناع المستقبل، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.
وحرصت دولة الإمارات خلال تلك القمة على إبراز التجربة الإماراتية التنموية الملهمة في هذا المحفل الدولي المهم، وعرض إنجازاتها ومشاركة أفضل التجارب والخبرات والممارسات المتميزة في مجال التنمية المستدامة، بما يسهم في دعم جاهزية الحكومات للمستقبل والإسهام في تحسين حياة المجتمعات.
كما حرصت على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الدولي لتعزيز التنمية المستدامة ودعم أمن واستقرار العالم.
وظهر ذلك جليا في المباحثات المهمة التي عقدتها القيادة الإماراتية على هامش القمة العالمية للحكومات، مع عدد من رؤساء دول وحكومات العالم المشاركين في القمة.
تعزيز التعاون العلمي
على الصعيد العلمي دشنت دولة الإمارات عام 2024 بإضافة نوعية لسجل إنجازاتها الحافل في مجال الفضاء، وذلك بالإعلان 7 يناير/كانون الثاني الماضي عن انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية بجانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، مؤكدة عزمها على استكمال البناء على ما حققته من إنجازات في الأعوام الماضية عبر مجموعة من البرامج والمهام الفضائية الطموحة التي تعزز ريادتها في هذا المجال.
ويجسد انضمام دولة الإمارات إلى المشروع العالمي الأبرز في القرن الـ21 مدى حرصها تطوير وتفعيل آليات التعاون الدولي في مجال الفضاء بما يخدم البشرية ويعود بالنفع والتقدم والازدهار، كما يبرز حجم الثقة بالكوادر الوطنية وقدرتها على لعب أدوار مؤثرة في أصعب وأدق المشروعات العلمية ذات الطابع العالمي.
ويعد المشروع الأكثر تقدماً لعودة البشر إلى القمر بعد غياب تجاوز الخمسين عاما، للنزول على سطحه وجعله قاعدة لمهمات مستقبلية نحو المريخ، وستتولى دولة الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عاما قابلة للتمديد.
وستحصل دولة الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.
وقبل 6 شهور، وصل رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض، مختتما أول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية، استمرت 6 أشهر وشارك خلالها في إجراء أكثر من 200 تجربة علمية، ستسهم نتائجها في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية، وخدمة البشرية.
يأتي هذا فيما يواصل “مسبار الأمل” الإماراتي أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية منذ وصوله الكوكب الأحمر في 9 فبراير/شباط 2021.
وقدم “مسبار الأمل” منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ أكثر من 3.3 تيرابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، تعد مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة، تم إتاحتها مجاناً أمام المجتمع العلمي حول العالم.
وتسعى دولة الإمارات خلال العام الجاري إلى تحقيق المزيد من الأهداف في قطاع الفضاء، الذي أصبح واحداً من القطاعات الاستراتيجية التي تطمح الدولة إلى تطويرها ولا سيما في مجالات البحث والمهام العلمية والتصنيع وبناء الكفاءات والقدرات التخصصية، فضلاً عن زيادة إسهام القطاع الخاص في هذا المجال عبر تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي في صناعة الفضاء، وجذب الشركات الفضائية العالمية.
ويشهد عام 2024 إطلاق القمر الصناعي “MBZ-SAT” ثاني الأقمار الصناعية التي يتم تطويرها وبناؤها بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد “خليفة سات”، وسيوفر خدمات متطورة جداً، اعتماداً على تطور تقنياته الكبيرة، خاصة أنه يعد أحد أفضل الأقمار الاصطناعية على مستوى العالم.
ويتميز مشروع القمر “MBZ-Sat”، الذي يعد رابع قمر اصطناعي لرصد الأرض، بتوفير البيانات بدقة وسرعة عالية للمستفيدين، الذين سيكون بمقدورهم وللمرة الأولى تقديم طلبات الجهات المعنية للحصول على الصور التي يريدونها بشكل آلي، ومن ثم الحصول عليها بشكل مباشر وسريع، وعلى مدار الساعة، ودون التواصل مع أشخاص.
وعلى صعيد رواد الفضاء الإماراتيين، ينهي رائدا الفضاء محمد الملا، ونورا المطروشي، تدريباتهما خلال العام الجاري ليتخرجا ويصبحا بعدها جاهزَين لخوض المهمات. وهما من الدفعة الثانية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، حيث تم اختيارهما مع 10 رواد من وكالة ناسا ضمن برنامج ناسا لرواد الفضاء 2021.
ويتواصل في عام 2024 العمل في دولة الإمارات على مجموعة من المشروعات الطموحة في قطاع الفضاء ومن أبرزها مشروع تطوير الأقمار الاصطناعية الرادارية “سرب”، ومشروع استكشاف حزام الذي يستغرق 13 عاماً. منها 6 سنوات للتطوير و7 سنوات لرحلة الاستكشاف. ستقطع خلالها المركبة الإماراتية “MBR Explorer 5” مليار كيلومتر متجاوزة كوكب المريخ لاستكشاف 7 كويكبات والهبوط على آخر كويكب في 2034.
مستقبل زاهر
إنجازات في مختلف المجالات سيجني الإماراتيون والعالم ثمارها خلال المرحلة المقبلة. التي أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد الـ52 أنها .ستكون ” أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً”، مشددا على أن ” الإنسان هو الأساس والمحور لأي عمل حقيقي لصنع التقدم”.
فـ«الإمارات دولة لا تتوقف عن السير إلى الأمام في جميع مجالات التنمية. لأنها تؤمن بأن التوقف عن السير لا يعني الثبات في المكان، لكنه يعني التراجع إلى الخلف».. كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في كلمته.
وآنذاك، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات «حققت إنجازات حضارية كبيرة خلال العقود الماضية، لكن نمضي بإذن الله وتوفيقه إلى إنجازات أكبر وأكثر طموحاً. ونسير نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً».