شنغهاي تدشّن أول صالة رياضية من نوعها للحيوانات الأليفة

تستعد مدينة شنغهاي لافتتاح أول صالة رياضية مخصصة للحيوانات الأليفة في الصين، تحت اسم Gogogym، في خطوة جديدة تهدف إلى تحسين صحة الكلاب الجسدية والوقاية من الأمراض عبر برامج رياضية مخصصة.
الصالة تابعة للعلامة التجارية السنغافورية Hill Pet Care، المتخصصة في رعاية الحيوانات الأليفة، وتُعد منشأة متكاملة تشمل أربعة أقسام رئيسة: صالة تمارين بدنية، منطقة سبا لإعادة التأهيل، غرفة تدليك، ومساحة ترفيهية للكلاب.

ويؤكد القائمون على Gogogym أن المشروع لا يهدف فقط إلى الترفيه، بل يسعى لتوفير رعاية صحية شاملة للحيوانات الأليفة من خلال خطط تدريب شخصية يُشرف عليها مدربون متخصصون، تُراعي عمر الكلب، وحجمه، وسلالته، ووضعه الصحي.
وتجري الصالة حاليًّا مرحلة تشغيل تجريبي، تمهيدًا للافتتاح الرسمي المقرر في أواخر يونيو، فيما لم تُحدد بعد أسعار العضوية النهائية، لكن المشاركين في الفعاليات الترويجية يحصلون على دخول مجاني أو خصومات حصرية.
في إطار التسويق للمشروع، أطلقت Gogogym مسابقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاختيار كلاب لتكون واجهة دعائية للمركز. وقد حصل الفائزون الأوائل على عضويات مجانية وإمكانية الوصول المبكر للحصص التدريبية.
ولاقت التجربة اهتمامًا واسعًا من أصحاب الحيوانات الأليفة في شنغهاي، حيث أشار العديد منهم إلى تحسن ملحوظ في لياقة كلابهم وصحتها النفسية بعد المشاركة في الجلسات التجريبية.
من جهته، قال معالج إعادة تأهيل الحيوانات الأليفة “يانغ”، إن التمارين المعتدلة، مثل: المشي على جهاز المشي، والسباحة، والقفز على الحواجز، تُعتبر مثالية لمعظم الكلاب، لكنه حذّر من التمارين المفرطة للجراء أو الكلاب الكبيرة، لما قد تسببه من ضرر في النمو العظمي.
وتعكس هذه المبادرة التحول الكبير الذي تشهده صناعة رعاية الحيوانات الأليفة في الصين، والتي تجاوز حجمها 300 مليار يوان (نحو 42 مليار دولار أمريكي) في العام الماضي، وفقًا للكتاب الأبيض لصناعة الحيوانات الأليفة؛ ما يدل على انتقال السوق من الرعاية التقليدية إلى حلول صحية متكاملة تواكب نمط الحياة العصري للحيوانات وأصحابها.
كما أظهرت الأنماط الحديثة زيادة كبيرة في امتلاك الحيوانات الأليفة، ما قد يساهم تربية بعضها في التأثير إيجابيا على البدن والعاطفة، إضافة إلى التخفيف من الوحدة.
ووفقًا للدكتورة نانسي جي، مديرة مركز التفاعل بين الإنسان والحيوان في جامعة فرجينيا كومنولث في الولايات المتحدة، فإن “الحيوانات الأليفة يمكن أن تساعد في التخفيف من الوحدة”، والتي تُعرف بتأثيراتها السلبية الكبيرة على الصحة النفسية والجسدية.
وبحسب تقرير نشره موقع “برين اتش كيو”، فقد اكتشف العديد من الأفراد، وخاصة كبار السن، أن إحضار حيوان أليف إلى المنزل يوفر لهم أكثر من مجرد الرفقة؛ بل مجموعة واسعة من الفوائد الصحية للجسم والعقل.
الفوائد العاطفية والبدنية
إحدى الفوائد الفورية لامتلاك حيوان أليف هي تأثيره الإيجابي على الرفاهية العاطفية. فصوت حوافر الحيوانات الأليفة المريح ومشهد الحيوان المرح يمكن أن يقلل بشكل كبير من مشاعر الوحدة، خاصة بين كبار السن الذين هم أكثر عرضة للعزلة الاجتماعية.
وتمتد الفوائد إلى ما هو أبعد من الدعم العاطفي، فقد أظهرت دراسة أجريت في 2023 أن أصحاب الحيوانات الأليفة يظهرون مستويات أعلى من النشاط البدني مقارنةً بالأشخاص الذين لا يملكون حيوانات أليفة.
ويعد هذا النشاط الزائد مهمًا بشكل خاص لكبار السن، الذين يميلون إلى ممارسة التمارين البدنية المنتظمة، مثل المشي أو اللعب مع حيواناتهم الأليفة.
وتساهم هذه الأنشطة في خفض ضغط الدم، وتقليل مستويات الكوليسترول، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
الصحة العقلية والوظائف الإدراكية
العلاقة بين الحيوانات الأليفة وصحة الدماغ مثيرة أيضًا، فقد تم ربط امتلاك الحيوانات الأليفة بتحسين الوظائف الإدراكية لدى كبار السن، خاصة في مجالات مثل الذاكرة، واتخاذ القرارات، واليقظة العقلية.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الخرف أو مرض الزهايمر، قد توفر الحيوانات الأليفة بيئة داعمة تبطئ من تدهور القدرات العقلية. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة مرض الزهايمر في 2021 أن مرضى الزهايمر الذين يمتلكون حيوانات أليفة كانوا أكثر قدرة على الحفاظ على الأنشطة اليومية، مثل العناية الشخصية، وأظهروا تقدمًا أبطأ في الأعراض.
كما يساعد التفاعل مع الحيوانات الأليفة في تقليل مستويات الكورتيزول، وهو هرمون مرتبط بالتوتر، مما يؤدي إلى مزاج أكثر استرخاءً وسعادة.
كيفية اختيار الحيوان الأليف المناسب
ويعد اختيار الحيوان الأليف المناسب مع نمط حياتك أمرًا بالغ الأهمية للاستفادة الكاملة من الفوائد الصحية لامتلاك الحيوانات الأليفة. قد يجد الأشخاص الذين يستمتعون بالنشاط البدني والروتين اليومي أن الكلب يناسب حياتهم اليومية، حيث يحتاج الكلب إلى الخروج للمشي عدة مرات يوميًا.
أما بالنسبة لأولئك الذين يفضلون رفيقًا قليل المتطلبات، فقد تكون القطط الخيار المثالي، حيث تقدم الرفقة دون الحاجة إلى الخروج بشكل متكرر. بالإضافة إلى ذلك، قد تناسب الحيوانات مثل الطيور أو الأسماك أولئك الذين يبحثون عن رفيق هادئ وأقل تطلبًا.
عند اختيار الحيوان الأليف، من المهم مراعاة العمر ومستوى الطاقة، فغالبًا ما تكون الحيوانات الأكبر سناً رفيقة رائعة لأولئك الذين يفضلون حيوانًا أقل نشاطًا أو تطلبًا. وتوفر مراكز التبني عادةً حيوانات أكبر سنًا تبحث عن منازل، مما يوفر فرصة مثالية للأشخاص الذين يبحثون عن حيوان هادئ وأقل حاجة للرعاية.
سواء كنت مالكًا للحيوانات الأليفة منذ فترة طويلة أو بدأت للتو في التفكير في الأمر، فإن الفوائد الصحية البدنية والعاطفية للحيوانات الأليفة لا يمكن إنكارها.