عالقون بلا رواتب.. مرتزقة أردوغان في ليبيا ينتظرون العودة بعد انتهاء مهامهم
أشبه بالمقاتلين الترانزيت، إنهم مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا، ينتظرون عبثا العبور، في ظل استياء بدأ منسوبه يتصاعد بسبب اقتطاع وتأخر حصولهم على رواتبهم، علاوة على توقف رحلات إعادتهم لأوطانهم، في وقت تخطو فيه ليبيا حثيثا نحو تسوية سياسية تجهض الأطماع التركية.
وفي بيان أصدره يوم السبت، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تصاعد الاستياء في صفوف المرتزقة السوريين بسبب الاحتيال عليهم ماديًا، عبر المتاجرة برواتبهم الشهرية واقتطاع قسم كبير منها، فضلاً عن التأخير بتسليمهم إياها، موضحا أنه رغم أن قضية الاحتيال تشمل جميع المرتزقة، إلا أن عناصر المليشيات التركمانية تعامل بشكل جيد نسبياً مقارنة بغيرهم، وفق ما نقلت العين الإخبارية.
وبحسب المرصد، فإنه يتم اقتطاع 500 دولار من الراتب الشهري للمقاتل التركماني، مقابل اقتطاع مبلغ مضاعف لغيرهم، علما أن الراتب الشهري لكل عنصر يبلغ نحو 2000 دولار وفقاً للاتفاق مع الأتراك.
وأكد المصدر نفسه أنه لم ترد أي معلومات حول مصير المرتزقة في ليبيا، حيث كان من المفترض أن تعود دفعة منهم إلى سوريا يوم الجمعة الماضي، إلا أن أحدًا لم يعد، رغم انتهاء دورهم الفعلي هناك في ظل التوافق الليبي – الليبي.
وكشف المرصد السوري في الأول من يناير الجاري، عن وجود استياء في أوساط المرتزقة بليبيا، على خلفية تأخير تسليم مستحقاتهم واقتطاع جزء منها من قبل قادة المليشيات، مشيرا إلى أن عودة مقاتلي الفصائل من ليبيا إلى سوريا لاتزال متوقفة منذ 53 يوماً، وتحديداً منذ منتصف نوفمبر الماضي، متسائلا عن أسباب بقائهم هناك.
من جانبها، تحدثت تقارير إعلامية عن وجود أزمة مالية وراء غضب المرتزقة السوريين في ليبيا، حيث تأخرت تركيا وحكومة فايز السراج بالعاصمة طرابلس، عن دفع رواتبهم لمدة 5 شهور حتى الآن.
ومنتصف نوفمبر الماضي، كشف المرصد السوري أن إجمالي المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا بلغ 18 ألف سوري، إضافة إلى 2500 تونسي، مؤكدًا أن بينهم أطفال أقل من 18 عاما وصل عددهم إلى 350، مضيفا أن 10 آلاف و750 مرتزقا عادوا إلى سوريا بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، مؤكدا وجود 10 آلاف آخرين من الموالين لتركيا، بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية.
وتتزامن أزمة المرتزقة مع اجتماع دعت إليه أنقرة الأسبوع الجاري، من المنتظر أن يعقد مع 16 من قادة المليشيات المسلحة في طرابلس، ورئيس حكومة الوفاق غير الشرعية فايز السراج.
اجتماع لم يعلن موعده بدقة، أكد خبراء في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أنه يهدف إلى نسف كل محاولات الاستقرار في ليبيا، لضمان بقائها في البلد الغني بالثروات، والذي يعد طوق نجاة لها من أزماتها.
وأكد الخبراء أن تركيا تخشى من مصالحة ليبية-ليبية تفضي لتشكيل حكومة وحدة وطنية لن تكون خاضعة للنفوذ التركي، مؤكدين أن أنقرة لا تريد إنجاز أي مصالحة قبل أن تحصل على ضمانات بعدم تعرض نفوذها لأي انحسار.
وتواصل تركيا صب الزيت على النار الليبية، متحدية مخرجات مؤتمر العاصمة الألمانية برلين، واتفاق جنيف لوقف إطلاق النار، الذي ينص على إخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة بإعادتها إلى معسكراتها، بالتزامن مع خروج جميع المرتزقة والمسلحين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا، في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من تاريخ التوقيع على وقف إطلاق النار.