فايز السراج أم باشاغا من المتحكم في زمام الأمور في طرابلس؟
شهدت الفترة الأخيرة اجتماعات متتالية للتشاور حول الأزمة الليبية، لتعزيز سبل الحل السلمي ووقف إطلاق النار الدائم في ليبيا، بداية من اجتماعات بوزنيقة مروراً باجتماعات مونترو السويسرية والمشاورات بين الفرقاء في مصر.
وفي المقابل تضم العاصمة الفرنسية (باريس) لقاءاً مرتقباً يجمع الفرقاء الليبيين، من أجل إجراء مباحثات تمهد الطريق أمام تسوية الأزمة، وفق موقع “إنتلجنس أونلاين” الفرنسي.
الخبر الذي نشر يوم الاثنين، تسبب في ردة فعل في الأوساط السياسية الليبية والدولية، حيث كشفت تقارير عن تراجع فريق رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج أم باشاغا من المتحكم في زمام الأمور في طرابلس؟، عن زيارة باريس، في ظل ضغط من تركيا، مضيفا بأنه لن يستطيع زيارة فرنسا، خلال الأسبوع الجاري، لأنه يحتاج أولاً إلى توجيه خطاب ضروري للشعب الليبي، من أجل عرض إطار إجراء المفاوضات.
و لكن حقيقة الأمر ليست هكذا، فقد اتضحت من خلال قرار المجلس الرئاسي بإرسال وزير الداخلية المفوض، فتحي باشاغا، ليحل محل السراج في المفاوضات، وهو أمر يفتح الباب حول تساؤلات كثيرة، منها: هل بات فعلاً باشاغا المتحكم في زمام الأمور في طرابلس؟
منذ عودة باشاغا من تركيا، مساء 29 أغسطس الماضي، وظهوره ضمن موكب تجاوز 300 آلية عسكرية، باتت الصورة واضحة في من يملك زمام الأمور في طرابلس، بالإضافة لكون التحقيق الذي خضع له، كانت محاولة من السراج لتحجيم نفوذ رجل تركيا القوي في ليبيا، لكنه لم ينجح، وعاد الأخير لعمله بصلاحيات أقوى.
انضم باشاغا لمفاوضات باريس المرتقبة، لكن من المؤكد أنه جاء بإذن تركي، فهي التي منعت السراج، وكلاهما يعمل بإمرة أنقرة، نظراً لأن الأخير هو من يملك زمام الأمور الفعلية، ويمتلك القوة على الأرض، على ما وصفته صحيفة corriere الإيطالية .
ومنذ أن بدأ الدعم التركي لحكومة الوفاق، تم تكليف باشاغا بإدارة شؤون جبهات القتال، فهو مهندس الصفقة من البداية والممهد لها لدى الوفاق، حيث يعتبره الرئيس التركي رجب أردوغان ساعده الأيمن في ليبيا، خاصة وأن رجل مصراته يحظى بدعم قوي من الإخوان المسلمين.
والأخير يسهل لتركيا سرقة ثروات الليبيين، فالسراج كان يعد صفقات علنية لتسهيل السيطرة التركية، وهو الأمر الذي بات مفضوحاً لدى المجتمع الدولي، لوجود ذراع أردوغان، لن يجعل أنقرة في حاجة لتلك الصفقات.
الأمر كاد أن يتم في الأسابيع الماضية، حين أعلنت ميليشيات مصراتة، النفير واستدعت عناصرها، مطالبة بتشكيل حكومة أزمة مصغرة وتغيير كل الوزراء، وإخراج الحكومة من طرابلس، ما يعني أن النية كانت مبيتة للاستيلاء على السلطة، لولا التدخل التركي، وإرجاء الأمور لتكون بشكل رسمي.
ويعزز تلك المؤشرات، ما نشرته صحيفة الساعة 24، اليوم الثلاثاء، حول نية فايز السراج لتقديم استقالته، والخروج من المشهد السياسي بلا رجعة، ما يعني أن أيام السراج باتت معدودة، وكل الأمور ميسرة لسيطرة باشاغا.
وأضاف وزير داخلية الوفاق بنبرة صارمة : يجب مكافحة الفساد داخل وزارة الداخلية وتعزيز السيطرة الأمنية على العاصمة ودمج الميليشيات المسلحة داخل وزارة الداخلية.
أصدر وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا،مساء أمس الاثنين، قراراً بتشكيل لجنة لدمج وتأهيل المجموعات المسلحة والمقاتلين بوزارة الداخلية، أو تفكيك أخرى، حيث أنه قسم قرار المقاتلين المستهدفين إلى 3 فئات بألوان الأخضر والأصفر والأحمر، ويتم دمج المصنفين باللونين الأخضر والأصفر، و يتم تفكيك المصنفين باللون الأحمر بالقوة.