صحة

“فوضى النوم”: كيف تؤثر اضطرابات النوم على صحة القلب؟


نعلم جميعًا أن النوم الجيد مرتبط بالضرورة بصحة أفضل عموماً، فهو يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف ويحسّن صحة القلب.

لكن دراسة جديدة، نُشرت في مجلة Journal of Epidemiology and Community Health، كشفت أن انتظام مواعيد النوم قد يكون بنفس أهمية عدد ساعات النوم.

تأثير النوم غير المنتظم على الصحة

حلّل العلماء بيانات من 72,269 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عامًا، ضمن دراسة UK Biobank.  وارتدى المشاركون أجهزة تعقب للنشاط لتسجيل أوقات النوم والاستيقاظ.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لم يلتزموا بمواعيد نوم واستيقاظ منتظمة كانوا أكثر عرضة بنسبة 26% للإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية أو فشل القلب، حتى لو حصلوا على ساعات نوم كافية.

أما الذين كانت لديهم أنماط نوم غير منتظمة بشكل معتدل، فكانوا أكثر عرضة بنسبة 8% للإصابة بهذه المشكلات، فكلما زاد التفاوت في مواعيد النوم والاستيقاظ، زادت احتمالية الإصابة بتلك الحالات.

وأوصى الباحث الرئيسي، جان فيليب شابو، بالالتزام بفارق لا يتجاوز 30 دقيقة في مواعيد النوم والاستيقاظ يوميًا، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع.

وأضاف شابو في حديثه لصحيفة The Guardian أن الاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا أكثر أهمية من النوم في وقت محدد. وأشار إلى أن تعويض ساعات النوم المفقودة من خلال النوم مبكرًا أفضل من النوم لساعات إضافية في الصباح.

متى ينبغي القلق؟

وفقًا للباحثين فإن تجاوز ساعة واحدة عن مواعيد النوم والاستيقاظ قد يزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية.

وتوصي Mayo Clinic باتباع خطوات ضرورية لتحسين نمط النوم.

ومن أهم تلك الخطوات، الالتزام بجدول نوم منتظم، ومراقبة الطعام والشراب، وتوفير بيئة نوم مريحة، والحدّ من القيلولة في النهار، وممارسة النشاط البدني يوميًا، وإدارة التوتر قدر الإمكان.

يُعد النوم الجيد أحد أهم العوامل للحفاظ على صحة القلب، لكن في عالمنا الحديث، يعاني الكثيرون من اضطرابات النوم مثل الأرق، توقف التنفس أثناء النوم، واضطراب إيقاع الساعة البيولوجية. فكيف تؤثر هذه الفوضى الليلية على صحة القلب؟

 اضطرابات النوم ترفع ضغط الدم

عند عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، يبقى الجهاز العصبي في حالة تأهب، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي تؤدي بدورها إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو أحد أخطر العوامل التي تهدد صحة القلب.

 اضطرابات النوم تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب

تشير الأبحاث إلى أن النوم غير المنتظم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20-40%. الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات يوميًا أكثر عرضة للإصابة بـ:

  • الجلطات القلبية
  • الرجفان الأذيني (اضطراب ضربات القلب)
  • قصور القلب

 قلة النوم تؤدي إلى مقاومة الإنسولين والسمنة

قلة النوم تؤثر على عملية الأيض، مما يزيد من مقاومة الإنسولين، وهو عامل رئيسي في الإصابة بالسكري من النوع الثاني، الذي بدوره يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. كما أن اضطرابات النوم تزيد من الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية، مما يؤدي إلى السمنة وارتفاع الكوليسترول الضار (LDL).

 توقف التنفس أثناء النوم.. القاتل الصامت للقلب

يُعد توقف التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea) من أخطر اضطرابات النوم، حيث يؤدي إلى انقطاع النفس بشكل متكرر أثناء النوم، مما يسبب:

  • نقص الأكسجين في الدم
  • زيادة ضغط الدم
  • إجهاد القلب

الأشخاص المصابون بهذه الحالة لديهم ضعف خطر الإصابة بجلطات القلب والسكتات الدماغية مقارنة بغيرهم.

 النوم المتقطع يسبب التهابات مزمنة

اضطراب النوم يؤدي إلى زيادة التهابات الجسم، مما يزيد من خطر تصلب الشرايين وأمراض الأوعية الدموية.

 كيف تحمي قلبك من اضطرابات النوم؟

حافظ على مواعيد نوم منتظمة (7-9 ساعات يوميًا).

 تجنب الشاشات الزرقاء قبل النوم لتقليل اضطرابات الساعة البيولوجية.

مارس الرياضة بانتظام لتحسين جودة النوم وتقليل التوتر.

 قلل من الكافيين والمنبهات قبل النوم.

 إذا كنت تعاني من الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم، استشر الطبيب فورًا.

“فوضى النوم” ليست مجرد إزعاج، بل خطر حقيقي يهدد صحة القلب. لذا، لا تهمل جودة نومك، لأن القلب يحتاج إلى راحة منتظمة ليواصل النبض بقوة وصحة!  

تعرف على أسباب استيقاظك في الساعة 4 صباحاً

كشفت ليزا أرتيس، نائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة Sleep Charity، في مقابلة مع SurreyLive، عن السبب وراء استيقاظ العديد من الأشخاص في الساعة الرابعة صباحًا، مقدمة نصائح لتجنب هذه المشكلة. 

وقالت أرتيس، إن النوم يتم تنظيمه بواسطة الساعة البيولوجية أو الإيقاع اليومي، الذي يتأثر بمستويات هرمونَي الميلاتونين والكورتيزول. بينما يساعد الميلاتونين في النوم، يعمل الكورتيزول على إبقاء الشخص مستيقظًا.

وأضافت أن انخفاض هرمون الإستروجين قبل وأثناء انقطاع الطمث قد يؤثر على توازن الميلاتونين والكورتيزول، ما يؤدي إلى اضطراب النوم.

ومن جانبها، نصحت الدكتورة مريم مالك بضرورة تجنب الشاشات قبل النوم واستخدام مرشحات الضوء الأزرق للمساعدة في إنتاج الميلاتونين. كما أوصت بتجنب الكافيين، الوجبات الثقيلة، والكحول قبل النوم، مؤكدة أن نظامًا غذائيًّا غنيًّا بالسكر والكربوهيدرات المكررة يمكن أن يسبب تقلبات في نسبة السكر في الدم؛ مما يسبب الاستيقاظ في الليل.

كما أكدت على أهمية الانخراط في أنشطة مهدئة مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة قبل النوم، وتجنب شرب السوائل في الساعات التي تسبق النوم.

وأوضحت أن اضطرابات النوم تزداد مع التقدم في العمر، مشيرة إلى عوامل مثل التغيرات في الإيقاع اليومي وانخفاض إنتاج الميلاتونين كأسباب شائعة لهذه المشكلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى