سياسة

قصف متبادل بين إسرائيل وحزب الله ينذر بمواجهة أوسع


قتل مدني إسرائيلي بصاروخ أطلق من لبنان وفق ما أكدته وسائل إعلام عبرية، بينما أعلن حزب الله اللبناني تصديه لمقاتلات إسرائيلية اخترقت حاجز الصوت فوق أجواء لبنان، في وقت يثير فيه الرد الإسرائيلي  المنتظر على الهجوم الذي استهدف ملعبا في قرية مجدل شمس بالجولان وأسفر عن 12 قتيلا ونفت الجماعة اللبنانية مسؤوليتها عنه، مخاوف من اندلاع حرب شاملة.

وأعلنت “نجمة داوود الحمراء” مقتل رجل يبلغ من العمر 30 عاما بعد إصابته بشظايا، وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته “تقصف مصادر النيران بعد إطلاق القذائف من لبنان”.

وأعلن حزب الله اليوم الثلاثاء تصديه لمقاتلات إسرائيلية اخترقت أجواء لبنان، وقال إنه أجبرها على الانكفاء، فيما نفذت إسرائيل غارات أخرى استهدفت منازل في عدة بلدات جنوب لبنان.
 من جهتها قالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إن “الطيران الحربي الإسرائيلي خرق جدار الصوت في أجواء مدينة صيدا والزهراني والقرى الجنوبية، مسبباً دوي انفجارين متتاليين سمع صداهما القوي في أنحاء المنطقة”.

وأفادت الوكالة في خبر منفصل بتنفيذ طائرات حربية إسرائيلية غارة استهدفت منزلا غير مأهول في منطقة الخلة بين بلدتي جبشيت وعدشيت بصاروخين وألحقت فيه أضرارا كبيرة.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء إن التهديدات الإسرائيلية ضد بلاده والتهويل بحرب شاملة لن يثني اللبنانيين عن التمسك بحقهم بالدفاع عن أرضهم بكل الوسائل التي تقرّها الشرائع الدولية، وفق بيان لمكتبه في إطار مواصلة اتصالاته ولقاءاته الدبلوماسية المكثفة في إطار مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتهديدات المستجدة بتوجيه ضربة قوية له ردا على هجوم مجدل شمس.
وبحسب البيان، شدد ميقاتي خلال هذه الاتصالات على “أن لبنان يدين كل اشكال العنف ولا سيما التعرض للمدنيين”.

وطالب “بوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 كاملا”، مضيفا “من المستغرب أن العدو الإسرائيلي الذي يشن حربا بلا هوادة على الفلسطينيين، قتلا وتدميرا وتهجيرا، يزعم التفجّع على ضحايا عرب سقطوا في منطقة عربية محتلة من قبل إسرائيل ويهدد ويتوعّد، علما أن الملابسات الكاملة لما حصل لا تزال غير معروفة بعد”.
وأكد أن “هذا موقف لبنان تم إبلاغه إلى جميع أصدقاء البلد في العالم وإلى الاتحاد الأوروبي، كما سيتم الرد على المزاعم والاتهامات الإسرائيلية في رسالة مفصلة إلى مجلس الأمن الدولي”.

وشكر ميقاتي “الدول العربية والأجنبية التي عبّرت عن تضامنها الكامل مع لبنان إزاء التهديدات الإسرائيلية”، و”سعيها الدؤوب لوقف العدوان الإسرائيلي” عليه، داعيا إلى “عدم الانجرار خلف الشائعات والأخبار الكاذبة التي تهدف إلى بث الهلع في قلوب جميع اللبنانيين”.
واعتبر أن “الحرب النفسية التي يشنها العدو الإسرائيلي تهدف أولا وأخيرا إلى ضرب معنويات اللبنانيين خصوصا في عز موسم سياحي يحمل الكثير من الآمال والمؤشرات الإيجابية”.
وشدد على أن “الحكومة حاضرة بكل وزاراتها وأجهزتها لمواجهة أي طارئ، لكن الإجراءات المطلوبة يجري اتخاذها بطريقة لا تثير الهلع عند اللبنانيين”.

وعلى خلفية مقتل 12 درزيا معظمهم أطفال وإصابة آخرين السبت جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم ببلدة مجدل شمس بهضبة الجولان السورية، تتزايد توقعات بتصعيد كبير مرتقب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وبينما اتهم الجيش الإسرائيلي الجماعة اللبنانية بالوقوف خلف هذه الحادثة ويتوعد بالرد، نفى الحزب نفيا قاطعا أي مسؤولية عنها.
ووسط مخاوف من التصعيد، شهدت حركة الطيران من وإلى لبنان عبر المطار الوحيد في العاصمة بيروت بين الأحد والاثنين، حالة من الترقب والحذر، خاصة مع إعلان عدد من شركات الطيران الدولية تأجيل أو إلغاء رحلاتها.

ووجهت خارجيات العديد من الدول العربية والغربية مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان في الوقت الراهن، ومغادرته أو اتخاذ إجراءات أمان خاصة في حال بقائهم فيه، تحسبًا لضربة إسرائيلية متوقعة.
وقال مسؤول لبناني اليوم الثلاثاء إن مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت لم يتلق أي تهديدات أو معلومات عن ضربة إسرائيلية محتملة ضده، وفق ما أكده رئيس مجلس إدارة شركة “طيران الشرق الأوسط” محمد الحوت، عقب لقائه ميقاتي، في مقر الحكومة وسط بيروت.

وأوضح الحوت أن الشركة أخرت بعض الرحلات المجدولة مساء الاثنين/فجر الثلاثاء إلى اليوم التالي “لأسباب تتعلق بمخاطر السلامة، تفاديا لوجود عدد كبير من الطائرات، إن حدثت ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة”.
وتابع “ما نعرفه أن المطار لم يتعرض لأي تهديد، ومن المفترض أن يكون المطار محايدا، لأنه لو كان لدينا أي تخوف من حصول ضربة، فإننا لن نترك نصف عدد الطائرات في المطار، بل كنا أخرجناها”.

ورفض قادة دينيون ومحليون دروز في الجولان السوري المحتل إراقة “قطرة دم واحدة” بعدما توعّدت إسرائيل بالرد على ضربة بلدة مجدل شمس.

وسكان مجدل شمس الذين يبلغ عددهم اكثر من11 ألف نسمة هم من الدروز الذين ما زالوا يحملون الجنسية السورية في غالبيتهم ورفضوا الحصول على الجنسية الإسرائيلية.

وقالت الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل في بيان ليل الإثنين “نرفض أن تُراق قطرة دم واحدة تحت مُسمى الانتقام لأطفالنا، فالتاريخ يشهد لنا بأننا كُنا وما زلنا دُعاة سلام ووئام بين الشعوب والأُمم حيث تُحرم عقيدتنا القتل والانتقام بأي صفة أو هدف”.

وشددت على أن “التصريحات الخارجة عن الإجماع الجولاني سواء كانت من داخل الجولان أو خارجه لا تمثل إلا صاحبها”.

وأوضحت أن “الجولان يرفض أي مواقف رسمية تحريضية، ومحاولة استغلال اسم مجدل شمس كمنبر سياسي على حساب دماء أطفالنا، وتوزيع تصريحات من غير تفويض”.

وعادت بعض مظاهر الحياة الطبيعية إلى مجدل شمس اليوم الثلاثاء تدريجيا، ففتحت المتاجر أبوابها وعاد السكان الى الشوارعن لكن القادة الدروز  أكدوا أن “الخطب جلل، والواقع أليم، والمصاب مُشترك لكل بيت في الجولان”.

وقال المسعف نبيه أبوصالح (48 عاما) “إن بلدة مجدل شمس تعيش في حالة حداد قد يمتد لأسبوع. نحن ضد أي رد اسرائيلي. من لديه ذرة ضمير لا يطالب بالرد”، متسائلا “من سنضرب؟ أهلنا في سوريا ولبنان؟ نريد السلام وفقط السلام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى