قلة النوم تُربك نفسية الأطفال.. تحذيرات من آثار تمتد حتى المراهقة

غالبًا ما يُنظر إلى اضطرابات النوم لدى الأطفال على أنها مجرد صعوبة في الخلود إلى النوم أو ليلة مزعجة، إلا أن تأثيرها يمتد إلى ما هو أعمق من ذلك. فالنوم ليس مجرد راحة للجسد، بل هو عنصر أساسي في نمو الطفل وتوازنه العاطفي.
خلال النوم، يُصلح الجسم نفسه ويُعالج الدماغ العواطف، وتُفرز الهرمونات المسؤولة عن النمو والمزاج. لذلك، فإن اضطرابات مثل الأرق، أو توقف التنفس أثناء النوم، أو متلازمة تململ الساق، أو الرعب الليلي، يمكن أن تؤثر بشكل مباشر في التطور الجسدي والعقلي والعاطفي للطفل.
ويؤكد الأطباء أن اضطرابات النوم المستمرة تختلف عن الليالي المتقطعة الطبيعية، إذ يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في المزاج والسلوك.
فالأطفال الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم غالبًا ما يصبحون أكثر عصبية وسريعي الانفعال، وتقل قدرتهم على التعامل مع الإحباط؛ ما يجعلهم عرضة لنوبات الغضب والانهيار العاطفي.
كما يمكن أن تولّد اضطرابات النوم، خصوصًا الكوابيس والرعب الليلي، شعورًا دائمًا بالخوف من وقت النوم. فينشأ لدى الطفل قلق مستمر من تكرار التجربة؛ ما يخلق حلقة مفرغة يتسبب فيها القلق بزيادة اضطرابات النوم، وسوء النوم بتفاقم القلق.
ولا تقتصر الآثار على الجانب العاطفي فقط، إذ إن نقص النوم يؤثر في وظائف الدماغ مثل التركيز والذاكرة وحل المشكلات. وقد يجد الأطفال صعوبة في متابعة دروسهم أو التفاعل الاجتماعي؛ ما ينعكس سلبًا على ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم.
وعلى المدى الطويل، يمكن أن تزيد اضطرابات النوم المزمنة خطرَ الإصابة بالقلق والاكتئاب واضطرابات المزاج، بسبب اضطراب إفراز هرمونات التوتر وضعف المرونة النفسية.
ولهذا، ينصح الخبراء بمراقبة أنماط نوم الأطفال والتدخل المبكر عند ظهور أي علامات اضطراب، لحمايتهم من آثار تمتد إلى حياتهم المستقبلية.