الشرق الأوسط

كيف حولت إسرائيل جنوب غزة لبؤرة الكوارث الإنسانية؟


لأكثر من 200 يوم، كانت الحياة عبارة عن صراع لا يمكن تصوره، ومعظم الفلسطينيين بالكاد قادرين على عيشه، يكاد يكون من المستحيل الحصول على أبسط ضروريات الحياة، ومنذ أن أمرت إسرائيل بإخلاء أجزاء من رفح، أصبح الوضع في مواصي وسواحل خان يونس غير القابل للعيش بالفعل وأسوأ بشكل خطير. 

 
أوضاع كارثية 

وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن النازحين من رفح لا يجدون مياه للشرب أو طعام، بعد سيطرة إسرائيل على معبر واستمرار العمليات العسكرية بشكل كبير؛ ما أدى إلى وقف مصر إرسال شاحنات المساعدات. 

وتابعت الصحيفة، أن الظروف المعيشية في خان يونس مزرية بالنسبة لعشرات الآلاف من الوافدين من رفح الباحثين عن المأوى والملجأ، الازدحام لا يطاق، وفي الخارج، تنتشر في الشوارع آلاف الخيام، المليئة بعائلات بأكملها، بعض النازحين ينامون في العراء لعدم توفر أي شيء لاستخدامه كخيمة، أو حتى لو كان لديهم خيمة لا يوجد مكان لوضعها بسبب الازدحام.

وتتدفق مياه الصرف الصحي إلى الشوارع وبين الخيام لأنه لا يوجد مكان آخر تذهب إليه. ويؤدي نقص الصرف الصحي إلى الإصابة بالأمراض، وتلوث المياه، يتغذى البعوض والحشرات على الأحياء؛ مما يسبب مشاكل صحية لا تحصى، وينشر المزيد من الالتهابات، حيث يخوض النازحين حربًا غير مرئية ضد المرض والعدوى والمجاعة. 

وأضافت الصحيفنة أنه حتى في ظل الظروف المأسوية، ينتظر أهل المواصل وصول المزيد من الأشخاص من رفح، على أمل أن يتمكنوا من الحصول على وسائل النقل لإجلائهم – ولكن ما تزال العديد من العائلات محاصرة. 

 
تكلفة مرتفعة 

وأكدت الصحيفة، أن تكلفة الفرار مرتفعة للغاية، حيث إن وسائل النقل محدودة، ولا يستطيع معظم المرضى والجياع والجرحى السفر على الإطلاق، فهم يجلسون في منازلهم أو خيامهم وينتظرون مصيرهم، ولا يعرفون ما إذا كان سيكون قنبلة أم رصاصة إسرائيلية. 

وتابعت: أن ندرة الدواء والعلاج من أصعب الأمور التي يمكن تحملها، حيث قال أحد النازحين: “كان على أختي الحامل أن تلد بعملية قيصرية دون مخدر، وكانت تشعر بكل شق يحدث في جسدها. أصيب أخي بالتهاب الكبد بسبب عدوى، لا يمكننا سوى تخمين السبب، ولكن من المحتمل أن يكون ذلك بسبب الظروف غير الصحية التي نعيش فيها،  وحتى الحالات الشائعة مثل مرض السكري أو مشاكل التنفس، التي يعاني منها والداي، تسبب ألمًا لا داعي له ويمكن أن تكون قاتلة إذا لم يتم علاجها”.

وأشارت إلى أن أكثر ما يثير الذعر هو أزيز الطائرات بدون طيار الذي لا ينتهي فوق رؤوس النازحين والخوف من الخروج هو أمر عالق في ذهن كل فلسطيني بسبب القصف العشوائي للشوارع والمنازل. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى