كيف يؤثر تغير المناخ على الحمل؟
تغير المناخ بات أكثر قسوة وتأثيرا على مختلف جوانب حياتنا وهذا معلوم للجميع، لكن ما لا يدركه البعض هو كيفية تأثيره على الحوامل والرضع.
تتعدد الآثار السلبية لتغير المناخ على النساء والأجنة خلال فترة الحمل، وتتخطى كونها تؤثر على الصحة الجسدية إلى تأثيرات تهدد الصحة العقلية.
ووفقا لموقع epa، التابع لوكالة حماية البيئة الأمريكية، تم ربط المخاطر المتعلقة بالمناخ بما في ذلك الحرارة الشديدة والفيضانات وحرائق الغابات ببعض المشكلات الصحية للحوامل والأجنة، مثل فقر الدم وتسمم الحمل وانخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة وحتى الإجهاض.
آثار تغير المناخ على الحوامل والأجنة
في فبراير/شباط 2022 أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) تقريرا ركز على المخاطر التي تواجهها الحوامل والتي ستواجهها بسبب تغير المناخ.
ووفقا لموقع parents، فإن التقرير ذكر أن الدلائل تشير إلى أن الحرارة مرتبطة بارتفاع معدلات الولادة المبكرة وانخفاض وزن المواليد وإملاص وإجهاد حديثي الولادة، بينما ارتبطت الظواهر الجوية المتطرفة الأخرى بانخفاض الوصول إلى الرعاية السابقة للولادة.
بينما استعرضت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) الدراسات الحديثة التي تربط تلوث الهواء والحرارة الشديدة بالولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة والإملاص حتى عام 2020.
ووجدت 19 من أصل 24 دراسة تمت مراجعتها زيادة في خطر الولادة المبكرة بسبب تلوث الهواء، بينما وجدت 11 من تلك الدراسات زيادة بنسبة 11.5% في المتوسط.
ووفقا للدراسات، من المرجح أن تعاني الحوامل بالفعل من الإرهاق الحراري أو ضربة الشمس، لأن جسم الحامل يجب أن يعمل بجهد أكبر لتبريد نفسه، وهذا يرتبط بعيوب خلقية ومشاكل إنجابية أخرى.
ومن أضرار تغير المناخ على الحوامل ربط دخان حرائق الغابات والأعاصير المدارية بمضاعفات مثل الولادة المبكرة، فضلا عن تأثير هذه الكوارث على الصحة العقلية والعاطفية للوالدين أيضا.
وفي هذا السياق، تشير دراسة نشرت عام 2021 في المكتبة الأمريكية للطب إلى أن النساء الحوامل وما بعد الولادة اللائي تعرضن لحرائق الغابات معرضة للإصابة بأعراض تشبه اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
تهديدات المناخ الرئيسية لصحة الحوامل
قالت وكالة حماية البيئة الأمريكية إن عددا من المخاطر المتعلقة بالمناخ تهدد صحة النساء الحوامل والمرضعات من بينها:
1- الأمراض المتعلقة بالمياه
يؤثر تغير المناخ على موارد المياه بعدة طرق، مثلا تؤدي التغيرات في درجات حرارة الماء والهواء لحدوث أمطار غزيرة تستمر لفترات أطول وتتحول أحيانا لفيضانات تحمل معها الأمراض لإمدادات مياه الشرب فتصبح الحوامل أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، وبالتالي فقدان الحمل أو الولادة المبكرة.
2- تأثيرات النظام الغذائي
مع تغير المناخ تحدث الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الفيضانات والجفاف التي تؤثر على جودة الغذاء والإنتاجية وطرق النقل، فتصبح الأطعمة حاملة لأمراض تسببها الليستريات والتوكسوبلازما، وهي مهددة للحياة وتزيد من خطر الإجهاض أو ولادة جنين ميت أو الولادة المبكرة.
3- أمراض الحرارة
للجفاف آثار ضارة في أثناء الحمل وعلى صحة الأطفال حديثي الولادة؛ إذ يسبب الفشل الكلوي والوفاة، كما أن الحرارة الشديدة تؤدي إلى المزيد من المشاكل الصحية والوفيات بين الفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء الحوامل.
4- أمراض الجهاز التنفسي
يؤدي تغير المناخ إلى زيادة ملوثات الهواء مثل الغبار الناتج عن الجفاف ودخان حرائق الغابات، وعند تعرض الحوامل تؤثر على نمو الجنين وقد يزيد من خطر انخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة.
5- آثار الصحة العقلية
الصدمات الناتجة عن أحداث الطقس المتطرفة يمكن أن تسبب ضغوطًا نفسية، وتزيد من سوء الأمراض العقلية، وتضيف ضغطًا عاطفيًا للنساء الحوامل وبعد الولادة.
