صحة

كيف يغير التفكير المستمر وظائف دماغك وصحتك العامة؟


القلق شعور طبيعي يمر به الجميع، لكنه يتحول إلى حالة خطيرة عندما يستمر العقل في التردد والتفكير المفرط، متوقفًا عند أسوأ السيناريوهات، ويتعثر بين ندم الماضي وتساؤلات “ماذا لو”.

ويرى الخبراء أن هذا النمط من القلق قد يتحول إلى دوامة معقدة تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، مما يجعل الفرد وكأنه محاصر في حلقة لا تنتهي من التفكير.

وعلى الرغم من أن البعض يعتقدون أن هذه الأفكار هي طريقة للاستعداد أو إيجاد حلول، إلا أن الدراسات تؤكد أن الإفراط في التفكير ينعكس سلبًا على الصحة النفسية والجسدية، ويزيد من المخاطر المرتبطة بالتوتر والاضطرابات الصحية.

وفي مقابلة مع HT Lifestyle، شاركت الدكتورة فينايا في. بهانداري (أخصائية الأعصاب واضطرابات العضلات العصبية) كيف يؤدي الإفراط في التفكير إلى التوتر، مشددة على أنه يحاكي أعراض الأمراض الجسدية الخطيرة، مما يطمس الخط الفاصل بين الصحة العقلية والجسدية.

وسلطت الدكتورة بهانداري الضوء على أنه عندما يُفرط المرء في التفكير، تنشط مناطق مُعينة من الدماغ. قائلة “يرتبط الإفراط في التفكير بزيادة النشاط في مناطق مثل القشرة الجبهية الأمامية، والقشرة الحزامية الأمامية، والجهاز الحوفي، وهي مناطق تُعالج المشاعر والانتباه والتوتر. هذا يُبقي الدماغ في حالة تأهب دائم، مما يُصعّب الاسترخاء أو التفكير بوضوح”.

إلى جانب انخفاض الوظائف الإدراكية كاليقظة، فإن التوتر الناتج عن الإفراط في التفكير المستمر لا يسلم الجسم أيضًا، إذ يؤثر على الهضم والمناعة.

وأوضحت طبيبة الأعصاب تأثير الإفراط في التفكير على الجسم قائلة “يُنشّط التفكير المفرط استجابة الجسم للتوتر، حتى في غياب أي خطر حقيقي. ويؤدي إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول (هرمون التوتر)، وتأخر التعافي بعد التوتر، وارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم. هذه التغيرات تُعيق النوم، وتُضعف المناعة، وتُبطئ عملية الهضم، وتُسبب التعب”.

كيف تدير التفكير المستمر؟
حتى لو شعرتَ أن الإفراط في التفكير يُغرقك في دوامةٍ من الأفكار السلبية، فهناك بصيص أملٍ في نهاية النفق. بانفتاحك على طلب الدعم من مختلف الوسائل، يمكنك التوقف عن الإفراط في التفكير وكسر هذه الدائرة.

ومن أكثر الأدوات فعالية العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يساعد على تحديد أنماط التفكير غير المفيدة ويُعلّم طرقًا عملية لتغييرها.

ومن الاستراتيجيات المفيدة الأخرى تمارين اليقظة والتنفس، وتدوين المخاوف لتقليل العبء الذهني، والحد من وقت استخدام الشاشات، وخاصةً في الليل، وممارسة النشاط البدني بانتظام لتنظيم التوتر، وطلب الدعم من معالج نفسي أو طبيب عند الحاجة.

وعلى الرغم من أن التفكير المفرط، عندما يصبح مزمنًا، قد يبدو مستهلكًا ومرهقًا، إلا أن الدعم والأدوات المناسبة يمكن أن تساعدك على التعامل معه بفعالية.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى