الشرق الأوسط

لإثبات حسن نواياهم.. هل تكفي تحقيقات النظام التركي مع جماعة الإخوان؟


على هامش بطولة كأس العالم المقامة في قطر  شكّل لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخاوف عديدة لدى تنظيم الإخوان وبالتحديد جماعة تركيا.

كما اعتبر خبراء أن اللقاء بين الرئيسين هو أول تقارب لوجهات النظر بين مصر وتركيا. وتطرق الاجتماع لعدد من الملفات التى كانت تريد القاهرة تطبيقها بشكل فوري، وهو ما حدث.

وبعد عدة أيام من اللقاء قامت المخابرات التركية بشن حملة تحقيقات موسعة ضد جماعة الإخوان الإرهابية على أراضيها وعلاقتها بالتنظيمات المتطرفة. والحوادث فى عدد من البلدان وعلاقتها بتنظيم داعش الإرهابي. 

حصار الإخوان

مسؤولون أتراك وصفوا الجماعة بالإرهابية منتقدين علاقاتها بالتنظيمات المتطرفة. حيث كشفت التحقيقات المكثفة مع عناصر الإخوان في تركيا تورطهم في التخطيط لعمليات إرهابية في مصر. ونقل مقاتلين سوريين إلى ليبيا ومحاولة التربح من الحرب بالوكالة.

وأكدت مصادر مطلعة أن التحقيقات كانت عقب وصول معلومات مصدرها مصر تفيد بقيام بعض عناصر الإخوان بتنفيذ عمليات إرهابية بالتعاون مع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.

وتورط قيادات إخوانية في عمليات غسيل أموال، مستغلين جمعيات إخوانية ذات واجهة اجتماعية. وإغاثية في تلك العمليات المشبوهة الأبرز فى التحقيقات كانت حول تورط عناصر من جماعة الإخوان في قضايا تجسس على الجاليات العربية المنتشرة بكثرة في تركيا. والهدف تجنيد من يصلح منهم للانضمام لتنظيم داعش في سوريا وليبيا. 

حملة تركية على الإخوان 

الحملة التركية على الإخوان تفسر التحول الكبير لتركيا للانضمام لمعسكر مصر والسعودية، من أجل تصحيح المسار. وأن الانقلاب الأمني للسلطات التركية على الإخوان هو الخطوة الأولى الصحيحة لتعديل مسار علاقة الدولة التركية بالجماعة الإرهابية الجانب التركي. أوضح في عدة مرات علي حرصه بأن تعود علاقته مع مصر وتسوية كل الملفات العالقة بينهما. ومنها ملف العلاقات التركية الإخوانية، خاصة وأن أكبر الداعمين للإخوان في العالم هو أردوغان.

فيما أكدت المصادر على أن الجانب المصري قدم لتركيا ملفا خاصا بتحركات الإخوان في تركيا يجهلها الأتراك أنفسهم، ومنها التورط في عمليات إرهابية مع داعش.

وتسهيل انضمام أعضائها بالتنظيمات الإرهابية بسوريا، إضافة لقيام بعض قادة الإخوان بعمليات غسل أموال تمت من خلال مؤسسات وجمعيات تتبعهم في تركيا. وذكرها التقرير بالأسماء، وكان ملف الإخوان المقيمين بتركيا أحد الموضوعات المطروحة.

والتي كانت محل مباحثات بين الجانبين، وأن اللقاء الذي تم بين الرئيس المصري ونظيره التركي كان تتويجا لتلك المباحثات. كما ساهم في التسريع بوتيرة الإجراءات الأمنية ضد أنشطة الجماعة في تركيا. التي تحاول أنقرة من خلالها إثبات حسن نواياها بالنسبة لإمكانية التقارب مع مصر.

المصالح تجبر أردوغان 

يقول سامح عيد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: إن احتضان تركيا للإخوان كان واضحًا بشدة منذ حوالي 10 سنوات بعد ثورة 2013، وبعد التوافق الاخواني التركي. تعاملت الجماعة على أنها تملك مظلتين أساسيتين أولاهما مظلة سياسية في تركيا والأخرى مظلة مالية في قطر.

وأضاف عيد أن قطر بدأت تتدخل كوسيط وتوقف تدفق المال إلى الإخوان. بالإضافة إلى ترتيب المحاولات للتصالح مع مصر بعد طول جفاء، الدافع الآخر للنظام التركي تمثل في المصالح التركية مع مصر وخاصة ملف غاز البحر المتوسط. بالإضافة إلى اقتراب الانتخابات التركية والتي لها عامل كبير في محاولات أردوغان لتحسين علاقاته بدول الشرق الأوسط وحل الأزمات الخارجية.

وأشار الباحث السياسي أن تركيا نفذت بالفعل العديد من الاعتقالات للقيادات الإخوانية على رأسها حسام الغمري، فبدأوا في توسيع التحقيقات والتضييق على العناصر الإخوانية التي تنشط إعلاميًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد مصر. وإجبارهم على تغيير الموضوعات الأساسية وتهديد من يخالف ذلك بعقوبة الحبس.

حسن النوايا

في السياق نفسه، يقول طارق البشبيشى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: إن النظام التركي سوف يتخلص من التنظيم بعدما اقتنع بمدى التكلفة الباهظة التي سيدفعها نتيجة إيواء هؤلاء المجرمين.

وأضاف البشبيشي أنه حتى الآن الثقة في النظام التركي الحاكم مفقودة. ويبدو أنه يقوم ببعض الأمور الاستعراضية لإرضاء مصر في محاولة لتطبيع العلاقة معها.

مضيفًا، أن النظام التركي متورط في دعم الإرهاب وكل ما فعله الإخوان من تخريب وفوضى كان بعلم الحكومة التركية ورعايتها وهي من وظفتهم لتحقيق أهدافها التوسعية. مشيرا إلى أن الجانب المصري والخليجي سينتظر حتى يثبت النظام التركي حسن نواياه وكف يده تماما عن رعاية الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى