تركيا

لاستقطاب أصوات الناخبين.. الرئيس التركي يستثمر التوتر مع السويد


لتصعيد الضغوط على ستوكهولم استثمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المظاهرات المناوئة له في السويد ومن ضمنها تلك التي قادها يميني متطرف وأحرق خلالها نسخة من المصحف الشريف، معلنا أن عليها “ألا تتوقع دعم تركيا لملف عضويتها في حلف شمال الأطلسي”.

ولا تخرج تصريحات أردوغان عن سياق دعائي لانتخابات الرئاسة المقررة في مايو القادم وآخر سياسي. إذ يحاول استقطاب أصوات الناخبين عبر العزف على الوتر الديني من جهة وكذلك الضغط لانتزاع مكاسب سياسية من السويد ورفع سقف مطالبه في المرحلة القادمة لقبول عضويتها في حلف شمال الاطلسي (الناتو). ومتى ما حصل على ما يريد سيعدل عن قرار إغلاق الباب أمام انضمامها للناتو.  

وصرح أردوغان في كلمة ألقاها عقب اجتماع لمجلس الوزراء “أولئك الذين يسمحون بمثل هذا التجديف أمام سفارتنا في ستوكهولم لم يعد بإمكانهم توقع دعمنا لعضويتهم في حلف شمال الأطلسي”.

مضيفا “تريدون دعم المنظّمات الإرهابية وتدعمون من يعادون الإسلام وتريدون منّا أن ندعم انضمامكم للناتو.. هذا الأمر لن يكون إطلاقا”.

وتابع “نقول بوضوح.. لا تنتظر السويد بعد الآن أيّ دعم منّا لانضمامها إلى حلف الناتو.. نقول بوضوح إنّه لا يحق لأحد أن يهين القيم المقدّسة لنا”. مؤكدا أن “حرق نسخة من القرآن الكريم مسألة دينية ووطنية بالنسبة لنا وإهانة للمسلمين”.

وعمد المتطرف السويدي الدنماركي رامسوس بالودان يوم السبت الماضي إلى تنفيذ تهديده بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم وسط حماية كبيرة من الشرطة وحضور إعلامي كبير.

ونسفت هذه الواقعة آخر آمال السويد في إقناع تركيا بالتخلي عن معارضة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

خاصة وأنها تأتي بعد تصاعد التوتر بين البلدين نتيجة تمسك أنقرة بتنفيذ مطالبها التي وصفت بـ”التعجيزية” وتواتر الاحتجاجات التي نظمها ناشطون متطرفون في السويد بالإضافة إلى المظاهرات المؤيدة للأكراد.

 وعمدت تركيا إلى توسيع قائمة شروطها لإعطاء الضوء الأخضر على انضمام السويد إلى الناتو بمطالبتها بتسليمها حوالي 130 ممن تصفهم بـ”الإرهابيين” الأكراد المقيمين في السويد وهو شأن موكول البت فيه إلى السلطات القضائية ولا يدخل ضمن صلاحيات الحكومة.

وتعد هذه ثاني حادثة دبلوماسية بين البلدين منذ مطلع العام، إذ قام ناشطون مؤيدون للأكراد في منتصف يناير بتعليق دمية تحمل صورة أردوغان من قدميها أمام مبنى بلدية ستوكهولم. وندد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون بهذا التحرك باعتباره يقوض طلب انضمام البلد إلى الحلف الأطلسي. ويمثل “إعداما صوريا لرئيس منتخب ديمقراطيا”.

لكن هذه التصريحات أثارت انتقادات عدد من السياسيين في السويد على غرار جيمي أكيسون زعيم اليمين المتطرف الذي دعا إلى عدم التنازل كثيرا للرئيس التركي الذي وصفه بأنه “دكتاتور إسلامي”. قائلا “لا يمكننا المضي بعيدا لأنه قبل كل شيء نظام غير ديمقراطي ودكتاتور مضطرون إلى التعامل معه”.

ونددت تركيا السبت بإحراق نسخة من القرأن الكريم أمام سفارتها في العاصمة السويدية ستوكهولم. وقامت بإلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي بال جونسون إلى أنقرة.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان “نندد بأشد العبارات بهذا الهجوم الدنيء على كتابنا المقدس… السماح بهذا العمل المعادي للإسلام. والذي يستهدف المسلمين ويهين قيمنا المقدسة تحت غطاء حرية التعبير، أمر غير مقبول على الإطلاق”.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى