سياسة

مالي.. استئناف القتال في كيدال يقوض السلام


 استؤنفت المعارك الأحد بين الجيش المالي والمتمرّدين الطوارق في منطقة كيدال (شمال)، معقل الانفصاليين والتي تشكل رهانا أساسيا للسيادة بالنسبة للدولة المركزية، فيما يتحرّك الجيش باتّجاهها، وفق ما أفاد مسؤولون عسكريون ومسؤولون منتخبون.

وتدفع هذه التطورات بقوة اتفاق سلام رعته الجزائر في 2015 إلى انهيار سريع ما يشكل نكسة أخرى للدبلوماسية الجزائرية التي ترتبط بعلاقات جيدة بين طرفي الصراع، لكن المشهد الحالي للوضع في مالي يشير إلى اتساع نطاق النزاع المسلح.

وكان يؤمل من هذا الاتفاق التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة وتجنيب البلاد المزيد من إراقة الدماء، بينما توسع جماعات متطرفة بعضها موال للقاعدة وأخرى موالية لتنظيم الدولة الإسلامية نطاق نفوذها.

وأكد كل طرف إحراز تقدم على الآخر خلال هذه الاشتباكات التي تقع، وفقا لمصادر مختلفة، على بعد عشرات الكيلومترات من كيدال. ويتعذر معرفة حصيلة الخسائر البشرية أو الأضرار المادية أو التكتيكية بشكل مستقل.

وقال الجيش الذي تحرك نحو كيدال نهاية الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي إنه سجل “تقدما كبيرا للغاية” بفضل مشاركة الإمكانات الجوية والبرية. وأكد أنه قام “بتفريق” القوات المعارضة.

من جانبه، أشار “الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية”، وهو ائتلاف من الفصائل المتمردة المسلحة، على شبكات التواصل الاجتماعي إلى أنه قام بمحاصرة جنود ماليين ومرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية التي استعان بها المجلس العسكري الحاكم في عام 2021، في هضبة تبعد 25 كيلومترا من كيدال، مؤكدا أن “كل أجنحتهم عاجزة”.

وتعقّد استحالة الوصول إلى المنطقة بسبب انعدام الأمن وموقعها الجغرافي، الحصول على معلومات عن الأحداث. وقطع الانفصاليون خطوط الهاتف في كيدال الجمعة، استعدادا على ما يبدو لعملية الجيش.

وأفاد مسؤول منتخب طلب عدم الكشف عن هويته لشدّة حساسية الوضع “استؤنف القتال قرب كيدال. نسمع أصوات الصواريخ”.

وأشار مسؤول آخر إلى أنه شاهد طائرات الجيش تحلّق باتّجاه كيدال بينما غادر الجنود على بعد حوالي 110 كيلومترات جنوبا، مزوّدين بأسلحة ثقيلة.

وبدأت المعارك السبت مع تقدّم الجيش باتّجاه كيدال، مؤذنا ببدء المعركة للسيطرة على المدينة الإستراتيجية. وأعلن كل من الجيش والمتمرّدين على السواء التفوّق على الطرف الآخر.

وتوقع عشرات الآلاف من سكان المدينة، المعقل التاريخي لحركات التمرد من أجل الاستقلال والتي تشكل تقاطعا على الطريق المؤدية إلى الجزائر، مواجهة منذ أن عاود الطوارق الذين تمردوا عام 2012 وقبلوا وقف إطلاق النار في 2014، حمل السلاح في اغسطس/اب.

وأصبح شمال مالي منذ الصيف مسرحا لتصعيد بين الأطراف الموجودة هناك (جيش نظامي ومتمردون وجهاديون). وأدى انسحاب بعثة الأمم المتحدة التي دفعها المجلس العسكري الحاكم إلى الخروج، إلى سباق للسيطرة على هذه المنطقة، مع مطالبة السلطات المركزية بإعادة معسكرات ومعارضة المتمردين ذلك فيما يعمل الجهاديون لاستغلال هذا الوضع لتعزيز قبضتهم على المنطقة.

ويشكل تمرد كيدال ومنطقتها حيث مني الجيش بهزائم مذلة بين 2012 و2014، مصدر إزعاج طويل الأمد في باماكو، حتى بالنسبة للعسكريين الذين استولوا على السلطة بالقوة في 2020 وجعلوا من استعادة السيادة على الأراضي شعارهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى