المغرب العربي

ما سر اختفاء قيادات النهضة التونسية؟


يثير اختفاء قيادات حركة النهضة في تونس، على غرار عبد الفتاح مورو الذي زعم في وقت سابق أنه اعتزل السياسة، تساؤلات حول دلالات ذلك، وما إذا كان مؤشرا على مراجعات حقيقية أم مجرد انحناء أمام العاصفة.

وقد واجهت العديد من القيادات داخل حركة النهضة مذكرات اعتقال من قبل القضاء التونسي في عدة قضايا مثل التآمر على أمن الدولة، وملف التمويل الأجنبي الذي حصلت عليه الحركة، وغير ذلك.

وقال المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إنه “في أدبيات وثقافة الإخوان المسلمين هناك مبدأ التقية، وهو مبدأ المخاتلة، وما يقوم به النهضويون الآن هو الاختفاء وراء أسماء أخرى أمثال ألفة الحامدي وغيرها”.

وأضاف الجليدي أن “ما يعد له الإخوان هو مخططات أخرى، والدليل على ذلك نشاطهم في الخارج، فما هو منتظر هو مثل التسعينيات، خروج الإخوان مرة أخرى إلى عالم السياسة ببوابة أخرى وتصورات أخرى وأن يلعبوا على وتر مهم جدا وهو الخارج”.

وأكد أن “الدليل على ذلك هو أن ممولي الحملات الإعلامية ضد تونس الآن هم من الخارج، وهم يجيشون الاتحاد الأوروبي والبعثات الدولية من أجل اتخاذ قرارات ضد تونس، وهو ما يختلف مع خطابهم القديم بأنهم وطنيون”.

وبعد 25 يوليو/ تموز 2021، الذي اتخذ فيه الرئيس قيس سعيد قرارات أسقطت البرلمان الذي كانت تسيطر عليه حركة النهضة والحكومة برئاسة هشام المشيشي آنذاك. واجهت عدة قيادات من الحركة مذكرات اعتقال مثل رئيسها راشد الغنوشي. ونائبه علي العريض، ونور الدين البحيري، وغيرهم.

قيادات الحركة تحاول الظهور عبر واجهات جديدة
محمد صالح العبيدي، محلل سياسي

ومن أبرز الأسماء التي بدأت تغيب عن الساحة المحامي سمير ديلو. إضافة إلى مورو الذي كان مرشح الحركة في الانتخابات الرئاسية في العام 2019.

وبعد خسارته المدوية في الانتخابات الرئاسية زعم مورو أنه سيعتزل السياسة. وأقر في عدة مناسبات بأنه لم يحظ بالدعم الذي كان ينتظره من حركة النهضة في الاستحقاق الرئاسي الذي فشل في الوصول إلى دوره الثاني.

وقال المحلل السياسي التونسي محمد صالح العبيدي. إن “قيادات الحركة بصدد الانحناء أمام العاصفة، وهي تحاول أيضا الظهور عبر واجهات جديدة مثل جبهة الخلاص الوطني. وحزب العمل والإنجاز وغيرها من الحركات السياسية التي انبثقت عن حركة النهضة“.

واعتبر العبيدي أن “حركة النهضة تستمد مرجعيتها من الإخوان المسلمين، وهو فكر مستمر. لذلك لا أتصور أن قيادات النهضة ستستمر في التخفي طويلا وهي تحاول اللعب على أكثر من واجهة من أجل العودة إلى المشهد السياسي في تونس بقوة”.

وأوضح أن “هذه القيادات فشلت في الرهان على صدام مباشر مع السلطة والظهور في ثوب المظلومية كما كانت ترسم في وقت سابق. لذلك فهي الآن تسعى إلى إيجاد آليات جديدة تعيدها إلى المشهد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى