سياسة

ما مصير الأطفال الناجين في غزة؟


في أعماق الدمار الذي خلفته الحرب في غزة، يقف الأطفال الناجون كشهود صامتين على فظائع لا ينبغي لأحد أن يشهدها، هؤلاء الصغار، الذين يجب أن يعيشوا طفولتهم ببراءة وفرح. يحملون الآن عبء النزاعات التي لم يختاروها. ويواجهون حربًا ليست فقط على الحاضر بل على المستقبل أيضًا. 

 معركة البقاء ضد الجوع والمرض

الأطفال الذين نجوا من القصف يواجهون الآن تحديات جديدة: الجوع والمرض. تقارير الأمم المتحدة وشهادات عمال الإغاثة تصف الأوضاع بأنها كارثية. 

تشير تقديرات “اليونيسف” أن أكثر من 17 ألف طفل في قطاع غزة يعيشون بدون ذويهم بعد أن قتلوا أو تفرقوا عنهم. كما أكدت التقديرات أن جميع أطفال غزة يحتاجون لخدمات صحة نفسية ودعم نفسي عاجل، وذلك بخلاف أكثر من 12 ألف طفل قتلهم جيش الاحتلال. بالإضافة إلى 7 آلاف طفل مفقود. 

كما يفقد أكثر من 10 أطفال في المتوسط إحدى ساقيهم أو كلتيهما يوميًا في غزة منذ بداية العدوان العسكري الإسرائيلي. وذلك إثر نقص المعدات والإمدادات الطبية والأدوية مقابل الأعداد المهولة للضحايا.

 
 
التعليم في زمن الحرب.. حق معلق

التعليم، الحق الأساسي لكل طفل، تأثر بشكل كبير في غزة. الأطفال الذين يجب أن يكونوا في المدارس يجدون أنفسهم يبحثون عن الطعام والماء والأمان.  

الحرب قد توقفت، لكن تأثيرها المدمر على التعليم قد يستمر لأجيال .إذا لم يتم التدخل السريع لإعادة بناء ما دمرته الحرب. 

الجروح النفسية: الآثار غير المرئية للحرب

الجروح الجسدية قد تلتئم، لكن الجروح النفسية للأطفال الناجين قد تستمر مدى الحياة. الصدمات النفسية والعاطفية التي تعرضوا لها تتطلب عناية فورية .ومتخصصة لمساعدتهم على التغلب على تجاربهم المؤلمة وبناء مستقبلهم. 

 

يقول دكتور على سالم أستاذ علم النفس الاجتماعي: تأذى أطفال غزة كثيرًا بسبب التصعيد العنيف الأخير، فقد أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بالأطفال. 

وأضاف يجب أن تتوقف الحرب بشكل عاجل لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للأطفال. فالقصف والدماء والجوع جميعها أشياء لا يجب أن يختبرها طفلًا وتؤثر على مستقبله .وحياته إلى الأبد وتحتاج إلى علاج مكثف غير مسبوق. 

 
مسؤولية دولية

من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن مصير الأطفال في غزة ليس مجرد مسألة محلية، بل هو مسؤولية دولية، العالم مدعو للتحرك ليس فقط لإنهاء الحرب. بل لضمان مستقبل يليق بهؤلاء الأطفال. 

وأضاف الوقت للعمل هو الآن، قبل أن تصبح الخسائر لا يمكن تعويضها. مؤكدًا أن معاناة الأطفال في هذا الصراع لا يمكن تصورها ويجب تدخل فوري وعاجل حتى يستطيع العالم مد يد المساعدة لهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى