سياسة

هل تتحرك «عربة الهدنة» بغزة؟


يقف مسار التفاوض بين إسرائيل وحماس، على شفا نقطة تحول جديدة، بعد حديث تل أبيب عن “مقترح معدل” لهدنة لا يعرف محتواه بعد.

وفشلت جهود الوسطاء قبل شهر رمضان. في التوصل لاتفاق يقضي بهدنة لست أسابيع يتخللها تبادل للرهائن والأسرى، إثر تمترس إسرائيل وحماس حول مواقفهما وشروطهما لوقف مؤقت لإطلاق النار.

لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت، اليوم الخميس. إن المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت” منح وفد التفاوض صلاحيات .إضافية بعد اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذوي مجندات محتجزات في غزة.

وقبل يومين، قال مكتب نتنياهو إن وفد التفاوض الإسرائيلي بلور مع الوسطاء في القاهرة مقترحا جديدا سيعرض على حركة “حماس“.

وذكر مكتب نتنياهو أنه “في إطار المحادثات وبوساطة بناءة من مصر صاغ الوسطاء مقترحا معدلا” لهدنة في غزة ولتحرير المحتجزين.

وأضاف أن إسرائيل تتوقع من الوسطاء أن يضغطوا على حماس بقوة أكبر من أجل التوصل إلى اتفاق.

في هذه الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس مواصلة عملياته في وسط قطاع غزة وفي خان يونس جنوب القطاع.

وقال شهود عيان لوكالة “فرانس برس” إنّ الليلة الماضية شهدت قتالاً وغارات جوية في وسط وجنوب القطاع، وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس عن مقتل 62 شخصاً جراء العمليات الإسرائيلية خلال الساعات الـ24 حتى صباح الخميس.

في سياق متصل، يجري الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية الخميس. بعد ثلاثة أيام من مقتل عاملي الإغاثة الأجانب في غارة إسرائيلية في قطاع غزة. ما زاد من حدة التوتر في العلاقات بين واشنطن وحليفتها.

وتعود آخر محادثة بين الزعيمين إلى 18 مارس/آذار. وجرت كذلك في سياق متوتر على خلفية تدهور الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدّد بالمجاعة. وحيث قُتل 33037 فلسطينياً خلال ستة أشهر من الحرب، وفقاً لحركة حماس.

وازداد التوتر في العلاقات مع إصدار مجلس الأمن الدولي في نهاية الشهر الماضي قراراً يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار”. من غير أن تستخدم واشنطن حق النقض (فيتو) ضدّه. الأمر الذي أثار غضب إسرائيل.

ثمّ جاء مقتل العاملين السبعة في منظمة “المطبخ المركزي العالمي” (وورلد سنترال كيتشن) في غارة إسرائيلية الإثنين، ليزيد السخط الأمريكي على إسرائيل. إذ تتخذ هذه المنظمة من الولايات المتحدة مقرّاً، وتقدّم الإمدادات لسكّان غزة الذين يعانون من الجوع.

في إسرائيل، يخضع نتنياهو لضغوط متزايدة من الرأي العام. ويواجه تظاهرات تنظمها المعارضة وتشارك فيها عائلات الرهائن الغاضبة للمطالبة بالتحرك لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وعلى المستوى السياسي، دعا الزعيم المعارض بيني غانتس. عضو حكومة الحرب والمنافس الرئيسي لنتنياهو، الأربعاء إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في سبتمبر/أيلول.

ومنذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. يقدّم بايدن دعماً ثابتاً للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

غير أنّ الديموقراطي البالغ 81 عاماً. والذي يسعى للفوز بولاية ثانية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، يواجه دعوات تزداد إلحاحا للاستجابة للكارثة الإنسانية في غزة.

وحتّى الآن، يرفض بايدن وضع شروط على المساعدة العسكرية لإسرائيل. بينما يطالب بربط أيّ وقف لإطلاق النار بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إثر هجوم نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً معظمهم من المدنيين. بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة. ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى