صحة

ما هي “نافذة التحمّل”؟ المفهوم الذي يفسر لماذا نغضب أو نشعر بالخمول المفاجئ


هل تشعر كثيرًا بالقلق أو الحزن أو الغضب دون سبب واضح؟.. قد تكون ببساطة خارج ما يُعرف بـ”نافذة التحمّل”، وهو مصطلح ابتكره الطبيب النفسي دانيال سيغل لشرح الطريقة التي يتعامل بها الجهاز العصبي مع الضغوط، كما توضح بيكا مورافِك، اختصاصيّة العلاج النفسيّ.

وتشرح إيما شاندي أنواي، اختصاصيّة العلاج الأسريّ في كاليفورنيا، أنّ نافذة التحمّل تعبّر عن الحالة التي يستطيع فيها الإنسان مواجهة المواقف المزعجة والتوتّر بطريقة متّزنة، دون أن يطغى عليه الانفعال أو الانهيار.

حيث إننا داخل هذه النافذة نكون في حالة توازن، ونفكّر بوضوح، ونتعامل مع المشاعر من دون أن تسيطر علينا. 

لكن عندما نتعرّض لضغط يفوق قدرتنا، نخرج إمّا إلى فرط الاستثارة، حيث الغضب والهلع والتوتّر، وإما إلى الخمول والانفصال العاطفيّ حيث يشعر المرء بالجمود واللا مبالاة.

وتضيف مورافِك أنّ الهدف ليس التخلّص من المشاعر القويّة، بل تعلّم الشعور بها مع الحفاظ على الهدوء الداخليّ. إلا أنّ بيئة الحياة الحديثة، من التوتّر السياسيّ إلى ثقافة العمل المفرطة، تجعل البقاء داخل هذه النافذة أمراً صعباً.

تقول أنواي: “نعيش في مجتمع يُمَجِّد الإرهاق والسعي الدائم، لذا أصبح من الطبيعي أن تضيق نافذة التحمّل لدى معظم الناس”.

أمّا كارلي كوستيلو، اختصاصيّة علاج الصدمات، فترى أنّ التجارب الماضية والدعم الاجتماعيّ يؤثّران في مدى اتّساع هذه النافذة، فالأشخاص الذين مرّوا بطفولة آمنة يمتلكون قدرة أكبر على ضبط أعصابهم مقارنة بمن عاشوا صدمات مبكّرة.

وللتوسّع داخل هذه النافذة، توصي مورافِك بممارسات يوميّة مثل التأمّل، والتنفس العميق، والمشي، وترك الهاتف لبعض الوقت. فهذه العادات الصغيرة، كما تقول، “تُعيدنا إلى التوازن وتمنحنا مساحة أوسع للهدوء”.

وتختم بقولها: “الإنسان المتعافي ليس من لا يغادر نافذة التحمّل أبداً، بل من يعرف كيف يعود إليها برِفق كلّما خرج منها”.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى