الشرق الأوسط

محادثات هدنة غزة: فرصة جديدة للتوصل إلى اتفاق رغم العقبات


غداة تبادل إسرائيل وحزب الله هجمات عبر الحدود واسعة النطاق عاد التركيز في الشرق الأوسط يوم الإثنين إلى الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، حيث تشكل حرب إسرائيل المستمرة منذ عشرة أشهر مع حماس قلب التوترات الإقليمية المتصاعدة.

واختتمت أربعة أيام من المحادثات يوم الأحد دون تحقيق أي تقدم، بعد وصول مسؤولين كبار من إسرائيل وحماس إلى القاهرة للقاء الوسطاء.

ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لا يزال الجانبان متباعدين بشأن العديد من القضايا الحرجة، بما في ذلك المطالب الإسرائيلية بالاحتفاظ بوجود عسكري على طول حدود غزة مع مصر، وتعارض كل من حماس ومصر، التي تتوسط في المحادثات إلى جانب قطر والولايات المتحدة، هذه المطالب.

فهل يستأنف قطار المحادثات؟

الإجابة كانت في تصريح للمتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الذي قال يوم الإثنين إن المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ستتواصل على مستوى مجموعات العمل خلال الأيام القليلة المقبلة، إذ تحاول الأطراف تسوية بعض القضايا المحددة.

كيربي أوضح أن إحدى القضايا التي ستتناولها مجموعات العمل ما يتعلق بتبادل الرهائن الذين تحتجزهم حماس والسجناء الفلسطينيين، مشيرا إلى أن أن تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله مطلع الأسبوع لم يكن له تأثير على المحادثات في القاهرة.

الأمر نفسه أشار إليه مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته في تصريحات لـ«نيويورك تايمز»، قائلا إن المحادثات على مستوى رفيع في القاهرة كانت بناءة، وستستمر بمناقشات مجموعات العمل في الأيام المقبلة. ولم يشارك مسؤولو حماس كالمعتاد في الاجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين.

كان المفاوضون في القاهرة يعملون على تحسين اقتراح أمريكي قدم الأسبوع الماضي في الدوحة بقطر، بهدف سد الفجوات الرئيسية بين الجانبين.

وقال أشخاص مطلعون على المحادثات لـ«نيويورك تايمز» إن الاقتراح المزعوم يعتمد على إطار عمل سابق حدده الرئيس بايدن في مايو/أيار الماضي، ويتضمن تعديلات مختلفة تهدف إلى حل الخلافات بين حماس وإسرائيل.

وبموجب الاقتراح، تتضمن المرحلة الأولى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح الرهائن في مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل، وسيتمكن النازحون من شمال غزة من العودة إلى منازلهم، التي دمر الكثير منها. وخلال هذه الفترة ستنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.

وتتضمن المرحلة الثانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، في حين تتألف المرحلة الثالثة من خطة متعددة السنوات لإعادة إعمار غزة وإعادة رفات الرهائن المتوفين.

وفي يوم الخميس، التقى مسؤولون إسرائيليون مسؤولين من الولايات المتحدة ومصر. وفي يوم الجمعة عقد الفريقان الأمريكي والمصري مشاورات ثنائية لوضع الاستراتيجيات اللازمة قبل المحادثات.

نقاط الخلاف

ثم التقى المفاوضون المصريون والقطريون مع حماس لمناقشة مقترح الجسر فقرة فقرة، وسلط مفاوضو حماس الضوء على نقاط الخلاف التي تم عرضها على المفاوضين المصريين والقطريين والأمريكيين والإسرائيليين يوم الأحد.

ومن المقرر أن تستمر المناقشات على المستوى الفني هذا الأسبوع في القاهرة، بهدف التوصل إلى اتفاق قابل للتنفيذ.

ورفض المسؤولون الأمريكيون تحديد نقاط الخلاف بالتفصيل، بحجة أن التفاوض علناً من شأنه أن يؤدي فقط إلى تعقيد الأمور.

لكن من بين القضايا الأكثر صعوبة المتبقية، كما قال مسؤول أمريكي آخر، ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستبقى على الجانب الغزي من الحدود مع مصر، وإذا كان الأمر كذلك فكم عدد هذه القوات.

وقد خفف المسؤولون الإسرائيليون من مطالبهم في الأيام الأخيرة، ووافقوا على قبول عدد أقل من نقاط التفتيش. لكن مصر وحماس -التي تريد انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من غزة- كانتا متشككتين في أي وجود عسكري إسرائيلي على الحدود الجنوبية لقطاع غزة.

وكانت مصر قالت يوم الإثنين، على لسان مصدر رفيع المستوى، قوله إن القاهرة «جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي وجود إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا»، في إشارة إلى أطراف المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى هدنة لوقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وأضاف المصدر «مصر تدير الوساطة بين طرفي الصراع في غزة بما يتوافق مع أمنها القومي وبما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني».

وبحسب مصادر لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن الدولة العبرية أبدت تحفظاتها أيضا بشأن عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، وأصرت على مغادرتهم غزة إذا تم الإفراج عنهم.

خطوات تالية

وفشلت أشهر من المحادثات المتقطعة في التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال الذي اندلعت شرارته في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، فيما شنت الدولة العبرية قصفا مدمرا على غزة، أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألفا.

وقالت حماس إن إسرائيل تراجعت عن التزامها بسحب قواتها من الممر ووضعت شروطا جديدة أخرى، بما في ذلك فحص الفلسطينيين بحثا عن أسلحة أثناء عودتهم إلى شمال القطاع الأكثر اكتظاظا بالسكان عندما يبدأ وقف إطلاق النار.

وقال مسؤول حركة حماس أسامة حمدان لقناة الأقصى التابعة للحركة يوم الأحد «لن نقبل نقاشات حول التراجع عما اتفقنا عليه في الثاني من يوليو/تموز أو شروطا جديدة».

وذكرت تقارير إعلامية عبرية أن فريق التفاوض الإسرائيلي غادر القاهرة أيضا، عائدا إلى إسرائيل لمناقشة الخطوات التالية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونقلت القناة الـ12 الإخبارية عن مسؤولين لم تكشف عن هويتهم قولهم إن المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح، وأن زعيم حماس يحيى السنوار يتعرض لضغوط شديدة لقبول الصفقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى