مع يوم الاستفتاء بتونس… الغنوشي يزور قبر السبسي
بينما يتوجه الناخبون نحو مراكز الاقتراع في عيد الجمهورية الذي يتزامن مع يوم الاستفتاء بتونس، هرع زعيم الإخوان راشد الغنوشي نحو مقبرة الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي.
وقد نشرت الصفحة الرسمية على موقع “الفيسبوك” لزعيم إخوان تونس صورتين له من داخل مقبرة قائد السبسي، الذي توفي 25 يوليو 2019. واعتبرها مراقبون للمشهد السياسي “نفاق وكذب”.
نفاق إخواني
فبعد أن غدر الغنوشي بالقائد السبسي على خلفية تحالفه مع يوسف الشاهد رئيس الحكو،مة الأسبق وسحب البساط من تحت أقدام السبسي. هرع اليوم نحو قبره في محاولة يائسة لكسب تعاطف التونسيين.
وقد أصرّ الغنوشي على دعم الشاهد في سنة 2019 ممنّيا النفس بأنّه هو الذي لديه القدرة على ترويضه وفق ما يريد، فكانت نهاية الباجي قائد السبسي الذي مات كَمَدًا. وفي نفسه، كلّ الألم على شعور “الغدر” والتهميش والإهانة التي ألحقها به الإخوان وبأبناء حزبه.
أما الشاهد فانقلب على “أبيه” الرمزي وصاحب الفضل عليه، وارتمى في أحضان الإخوان من أجل مطامع سياسية ومصالح ضيقة.
وكان العنوشي تحالف مع الشاهد لعزل قائد السبسي سنة 2019 بعد أن حاول “السبسي” فتح ملف الاغتيالات السياسية والجهاز السري للاخوان حيث التقى بهيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي قبل اشهر قليلة من وفاته.
وكان أعلن سنة 2019 عن عزمه بشكل مفصل عن فتح ملفات الإرهاب الذي ضرب تونس في السنوات الأخيرة قبل أن تباغته المنية ويتوفى عن 92 عاما بعد وعكة صحية.
لكن في شهر يناير الماضي، فتحت السلطات تحقيقا في ملابسات وفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
ووجهت نوزيرة العدل بفتح التحقيق استنادا لأحكام الفصل 23 من مجلة الإجراءات الجزائية بعد ما أثاره الشيخ محمد الهنتاتي القيادي السابق لحركة النهضة خلال برنامج تلفزيوني “الاختيار” على قناة خاصة حول وفاة الرئيس السابق وملابساته.
ومنذ شهرين، قال الناشط السياسي والمحامي منذر بالحاج علي المقرب من الرئيس الراحل أن قصر قرطاج كان مُخترقا، وأن الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي يمكن أن يكون قد تم تسميمه. مشددا على أنه إلى الآن غير مقتنع بأن قايد السبسي توفي وفاة طبيعية.
وأكد أنه التقى بالرئيس الراحل أياما قبل مرضه وأعلمه بأنه قرر الدخول في معركة مع الجهاز السري لحركة النهضة، مضيفا أن الغنوشي أعلم آنذاك السبسي بانتهاء التوافق بينهم.
وتحدث بالحاج عن اللقاء الذي جمع السبسي برئيس الحركة راشد الغنوشي عندما تم إنهاء التوافق بين “النهضة” وحزب الرئيس الراحل “نداء تونس”. وقال إنه علم من السبسي أن “الغنوشي زاره ليعلمه أن التوافق بين الحزبين انتهى”. وأن الرئيس الراحل قال للغنوشي “احكموا وحدكم مع يوسف الشاهد (رئيس الحكومة الأسبق)”.
وشغل السبسي منصب الرئيس منذ العام 2014، فيما تزعم حزب “حركة نداء تونس” بعد تأسيسه له عام 2012. وعرف السبسي بأنه كان من أبرز خصوم جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي في تونس قبل انتخابه رئيسا.
