سياسة

مناورة إخوانية جديدة في السودان.. ما القصة؟


أثارت انشقاقات كبيرة جدًا حدثت داخل الحركة الإسلامية في السودان، وحزب المؤتمر الوطني، الكثير من التساؤلات حول حقيقتها، أم أنها مناورة إخوانية  وتضاربت الآراء والتحليلات حول التعديلات التي أجراها قيادي أطلق على نفسه صفة “رئيس حزب المؤتمر الوطني”، بين كونها انقسامًا وصراعًا داخليًا، أم محاولة لتغيير “جلد” الحزب الذي حكم البلاد أكثر من (30) عامًا، وتمّ إسقاطه بثورة شعبية أطاحت بحكمه.

ويتكون الحزب حاليًا من (3) مجموعات رئيسية متنافسة: وهي “مجموعة المعتقلين” الذين كانوا يخضعون للمحاكمة، وفرّوا من السجن بعد اندلاع الحرب، ومنهم أحمد هارون، ومجموعة “المختفين” التي تعمل في السر وتدير الحزب وتسيطر عليه، وعلى رأسها علي أحمد كرتي وأسامة عبد الله وآخرون، و”مجموعة اللاجئين” الذين فرّوا من البلاد عقب سقوط حكمهم، وعلى رأسهم مدير جهاز الأمن السابق محمد عطا المولى، وزوجته مها الشيخ، وآخر رئيس وزراء في عهد البشير معتز موسى، إلى جانب إبراهيم غندور الذي لجأ إلى إثيوبيا.

سبب الأزمات

وذهبت تحليلات تناولتها وسائط التواصل الاجتماعي إلى أنّ ما حدث “انشقاق” جديد في الحزب، يقوده مساعد البشير السابق، نائب رئيس الحزب، إبراهيم محمود، بينما ذهبت تحليلات أخرى إلى أنّ الأمر ربما يكون “حيلة” من حيل الإخوان السودانيين للعودة إلى الواجهة بأسماء جديدة، واستعداداً لمرحلة ما بعد الحرب.

ويُتهم حزب المؤتمر الوطني بأنّه كان يقف خلف انقلاب الجيش ضد حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، كما يُتهم الحزب بـ “إشعال شرارة” الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، من خلال سيطرة ضباط من الحركة الإسلامية على زمام الأمور داخل الجيش.

خطر الإخوان 

في هذا الصدد يرى عثمان الميرغني الكاتب والمحلل السياسي السوداني. أن قوى الإسلام السياسي الممثلة في جماعة الإخوان بالسودان تحاول في الوقت الراهن سكب المزيد من البنزين على النيران المشتعلة بين الجيش وقوات الدعم السريع. لتمديد عمر الصراع إلى أقصى درجة، ونسف أي سبل للتفاهمات السياسية من شأنها أن تعيق مخططات التنظيم.

وأضاف أن تيارات الإسلام السياسي تحاول في الوقت الراهن تحويل الصراع بين قوتين، إلى صراع أيديولوجي عميق، وهو ما يعقد أزمة السودان. وأن ما يردد عن الانشقاقات في المؤتمر الوطني الإخواني ما هي مناورات كاذبة . 

وتابع: أن تحركات القوى الإسلامية داخل السودان تمثل خطرًا كبيرًا على دول الجوار الإفريقي. خاصة أن أجندة الجماعة عابرة للحدود وتستهدف صناعة الفوضى والعنف بعدة دول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى