من بوابة ساحل العاج.. هل تعود فرنسا إلى الساحل الأفريقي؟
يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استغلال التقارب الكبير مع ساحل العاج من أجل العودة إلى الساحل الأفريقي، بعد أن تسببت انقلابات عسكرية شهدتها النيجر ومالي وبوركينافاسو في طردها وقواتها من هناك.
والتقى ماكرون، الثلاثاء، نظيره العاجي الحسن واتارا في قصر الإليزيه، وبحث الطرفان “تداعيات الانقلاب في النيجر”، و”تدهور الوضع الأمني في الساحل الأفريقي”.
وتبنت ساحل العاج مواقف متشددة إزاء الانقلابات العسكرية التي أسقطت أنظمة مدعومة من فرنسا في الساحل الأفريقي، ووصلت تلك المواقف ذروتها بإعلانها، في آب/ أغسطس الماضي، أنها ستخصص قوة للتدخل في النيجر لإعادة الرئيس النيجيري محمد بازوم إلى السلطة، في إطار تدخل واسع كانت تحضر له المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في ذلك البلد.
وقال المحلل السياسي النيجري، عبدول ناصر سيدو، إن “لقاء واتارا وماكرون يُعد استمرارًا لسياسة فرنسا المتمثلة في حياكة المؤامرات ضد النيجر ودول الساحل الأفريقي، وباريس تأمل في قلب الأوضاع لصالحها عبر تلك اللقاءات”، وفق تعبيره.
وأضاف سيدو “لقد خلقت فرنسا، في سياستها الجديدة المتمثلة في الهيمنة، حالة من انعدام الأمن مع الجماعات المتشددة ورؤساء الدول الذين كانوا ملتزمين في السابق بالقضية، وبالتالي إغراق سكاننا في البؤس خاصة، ومعظم هؤلاء السكان الذين لم ينخرطوا بعد في معارك التحرير”.
وتابع: “في مواجهة فشل سياستها والتعبئة القوية في بعض بلدان الساحل الأفريقي اختارت فرنسا زعزعة استقرار بلداننا من خلال استغلال المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا، وفرض عقوبات غير مشروعة، وغير إنسانية، وتنشيط الجماعات المتشددة”.
المحلل السياسي الموريتاني المتخصص في الشؤون الأفريقية شيخاني ولد الشيخ، قال إن لقاء ماكرون مع واتارا “يفتتح حقبة جديدة من التدخل في الساحل الأفريقي ترتبط أساسًا بالمصالح الفرنسية في المنطقة، والأدوات فيه قد لا تختلف عن الأدوات التي استخدمت في تنحية لوران غباغبو عندما انتهت ولايته وأراد الحياد عما يسميه الغرب بالمسار الديمقراطي”.
وأضاف ولد الشيخ: “نذكر بأن غباغبو آنذاك اتخذ خطوات لا تقل جرأة عن الخطوات التي اتخذها العسكر في النيجر، فقد قامت حكومته بسحب أوراق اعتماد سفير فرنسا في ساحل العاج عندما اعترفت الأمم المتحدة وفرنسا بالإضافة إلى دول غربية بفوز الحسن واتارا”.
وأردف قائلًا: “التدخل كان قاسيًا، خاصة أن المروحيات العسكرية الفرنسية حلقت في سماء ساحل العاج، وانتهت إزاحة غباغبو من الحكم باعتقاله في غرفة نومه، وبالتالي لا أستبعد أن يتم نقل كرة النار الملتهبة في العالم إلى الساحل الأفريقي من بوابة ساحل العاج، فاللاعبون هناك.. في الملعب الروس، والمتشددون، والغرب، الكل موجودون، ولم تبقَ سوى صافرة البداية”.