سياسة

نتنياهو يُشبّه عدم اجتياح رفح بخسارة الحرب ضد حماس


شبّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم اجتياح رفح بخسارة للحرب، متوعدا بتنفيذ ذلك رغم الضغوط الدولية والتحذيرات من كارثة إنسانية في حال استهداف آخر ملاذ للنازحين من الفلسطيني.
وأضاف في كلمة خلال حفل تخريج دورة ضباط أن “الجيش الإسرائيلي سيعمل في كامل القطاع، بما في ذلك رفح آخر معقل لحماس“، وفق هيئة البث الرسمية.

وقال نتنياهو “هناك ضغوط دولية آخذة في التزايد، لكن… لا بد أن نوحد الصف، نحتاج إلى الوقوف معا أمام محاولات وقف الحرب” وتابع “من يطلب منا أن لا نتحرك هناك، يقول لنا أن نخسر الحرب، وهذا لن يحدث”.
وتصاعدت خلال الآونة الأخيرة التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح مع الاستعداد لاجتياحها بريا، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجأوا إليها باعتبارها آخر ملاذ لهم أقصى جنوب القطاع.
وتشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2 إلى 1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي منذ بداية توغّله البري بالقطاع في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مئات آلاف الفلسطينيين شمالا على النزوح إلى الجنوب، مدّعيا أنه “منطقة آمنة”، وهو ما ثبت عدم صحته مع سقوط آلاف القتلى والجرحى في الجنوب، بينهم نازحون.

ومؤخرا، بحثت حكومة الحرب الإسرائيلية خطة “إجلاء” الفلسطينيين من رفح في إطار الاستعداد لاجتياحها، رغم التحذيرات الدولية من أن خطوة كهذه قد تؤدي إلى مجازر بحق مئات آلاف النازحين الذين لا مكان آخر يذهبون إليه بعدما أجبروا على النزوح من كافة مناطق القطاع، تحت وطأة الحرب.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن وفدها غادر القاهرة اليوم الخميس بينما تستمر محادثات وقف إطلاق النار في غزة الذي يأمل الوسطاء تحقيقه قبل بداية شهر رمضان الأسبوع المقبل.

وبعد محادثات استمرت أربعة أيام وتوسطت فيها قطر ومصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 40 يوما قبل شهر رمضان، لا توجد علامات على إحراز تقدم على نقاط خلاف رئيسية، ويتبادل كلا الطرفين الاتهامات.

وقال سامي أبوزهري القيادي في حماس اليوم الخميس إن إسرائيل “أفشلت” كل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفا أن الدولة العبرية ترفض مطالب الحركة بوقف العدوان والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين.

وقال ديفيد مينسر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية اليوم “لا داعي للقول إن إسرائيل ستفعل ما يتطلبه الأمر للإفراج عن رهائننا. كنا واضحين للغاية وكررت الولايات المتحدة أن حماس، للأسف، هي حجر العثرة الآن بعدم إخبارنا من على قيد الحياة ومن يحتجز لديهم”.

القتلى الفلسطينيون تحولوا إلى مجرّد أرقام
القتلى الفلسطينيون تحولوا إلى مجرّد أرقام

ويعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن إبلاغ الكونغرس بأنه أمر الجيش بإنشاء ميناء في غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحرا إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، وفق ما أفاد مسؤولون رفيعون في الإدارة الديموقراطية.

وقال مسؤولون إن الخطوة لن تشمل نشر قوات أميركية في القطاع الفلسطيني، بل سيبقى العسكريون الأميركيون في عرض البحر مع مشاركة حلفاء آخرين في التنفيذ.

وأضاف “نحن لا ننتظر الإسرائيليين. هذه لحظة لإظهار القيادة الأميركية”، وسط إحباط متزايد في البيت الأبيض بسبب امتناع إسرائيل عن السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته “هذا الميناء الذي يشمل أساسا رصيفا موقتا، سيوفر القدرة على استيعاب حمولات مئات الشاحنات الإضافية من المساعدات يوميا”.

وأوضح مسؤولون أميركيون أن تنفيذ هذا المشروع الكبير “سيتطلب عدة أسابيع للتخطيط والتنفيذ”، وسيشمل ممرا بحريا لجلب المساعدات من جزيرة قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وكان المسؤولون الأميركيون حريصين على التأكيد أن القوات الأميركية لن تنتشر على الأرض في قطاع غزة لكنهم لم يحددوا كيفية عمل الميناء في غياب عسكريين أميركيين على الأرض، غير أنهم أشاروا ضمنا إلى أن “شركاء وحلفاء” بالإضافة إلى الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة سيشاركون في تنفيذ المشروع.

وفي هذا السياق، قال مسؤول ثان “يتمتع الجيش الأميركي بقدرات فريدة. ويمكنه القيام بأمور غير عادية من الخارج، وهذا هو التصور العملاني الذي تم إطلاع الرئيس عليه”.

ولفت مسؤول ثالث إلى إن الخطة “تتضمن وجود أفراد عسكريين أميركيين على متن سفن عسكرية قبالة الشاطئ لكنها لا تتطلب نزول عسكريين أميركيين إلى الشاطئ لتركيب الرصيف أو منشأة الجسر”.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من هذا الأسبوع إن اتفاق وقف إطلاق النار في أيدي حماس ويتضمن الإفراج عن بعض الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم. 

وأكد مسؤولون في حماس أن إطلاق سراح الرهائن لا يمكن أن يتم قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وأن يتمكن جميع سكان القطاع من العودة إلى منازلهم التي فروا منها.

وتقول حماس إنه لا يمكنها تقديم قائمة بالرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة من دون وقف إطلاق النار لأن الأسرى موزعون على أنحاء مختلفة من منطقة الحرب.

وقوبلت أخبار مغادرة وفد حماس القاهرة من دون التوصل إلى اتفاق بحالة من اليأس في القطاع الواقع في براثن أزمة إنسانية طاحنة بعد خمسة شهور من الحرب.

وقالت عبير “أنا أشعر بجرعة من اليأس والإحباط”، وكانت قد لاذت مع 12 فردا من أسرتها برفح التي تؤوي أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وأضافت “مطلوب من أميركا أن تضغط باتجاه وقف الحرب أو هدنة طويلة وإدخال الكثير من المساعدات لجميع السكان”.

وواصلت القيادة المركزية الأميركية وسلاح الجو الملكي الأردني اليوم الخميس جهودا مشتركة لإيصال الغذاء ومساعدات أخرى إلى شمال القطاع حيث تقول منظمات إغاثية تابعة للأمم المتحدة إن عددا كبيرا من السكان على شفا مجاعة.

وأنزلت طائرات من طراز سي – 130 أكثر من 38 ألف وجبة في المنطقة في ثالث عملية تنفذها من هذا النوع، إلا أن مسؤولين أميركيين يقولون إن العملية مكلفة وغير كافية مقارنة بإدخال المساعدات في شاحنات.

وقال مسؤولو الصحة في غزة إن عدد الذين تأكد مقتلهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية تجاوز الآن 30800 شخص. وجرى الإبلاغ عن مقتل 83 شخصا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وقال شهود إن القصف الإسرائيلي استمر في خان يونس ومدينة رفح الجنوبية ومناطق في وسط غزة.

وأضافوا أن إسرائيل أعادت اليوم الخميس 47 جثة لفلسطينيين قتلتهم في وقت سابق خلال العملية العسكرية، عبر معبرها في جنوب قطاع غزة، وجرى دفنهم وأظهرت صور جثثا في حقائب زرقاء متراصة تمهيدا لدفنها في مقبرة جماعية غير عميقة.

وقال أيمن أبوحطب العامل في مشرحة مستشفى أبويوسف النجار “جابوهم لنا، الشهداء فقط أرقام، مش معروف مين هم بالمرة”.

وكررت حماس في بيان منفصل اليوم الخميس دعوتها إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وداخل إسرائيل إلى تكثيف التوافد على المسجد الأقصى خلال رمضان لزيادة الضغوط على إسرائيل “لتوافق على مطالب وقف إطلاق النار”.

ويضغط مفاوضون من أجل التوصل إلى اتفاق قبل رمضان، وذلك لأسباب منها الخوف من تحول ساحة الأقصى إلى بؤرة عنف خلال رمضان وتقول إسرائيل إن المستويات التي ستسمح بها لدخول الموقع لن تتغير عن السنوات السابقة، وذلك دون تحديد أرقام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى