نجاح جهود الوساطة الخامسة لدولة الإمارات في أسرى حرب أوكرانيا
وساطة إماراتية جديدة ناجحة لتبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، تعد الخامسة وتتوج جهودا إنسانية ودبلوماسية متواصلة من أجل السلام.
واليوم الجمعة، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن نجاح جهود الوساطة التي تقوم بها الدولة في إتمام عملية تبادل أسرى حرب جديدة بين روسيا وأوكرانيا، والتي تم بموجبها الإفراج عن 150 أسيرا من كلا الطرفين.
وقالت الوزارة إن هذه الوساطة – وهي الرابعة منذ مطلع العام الجاري التي تنجح دولة الإمارات في تحقيقها – جاءت نتيجة تسخير الدولة علاقاتها المتميزة لدى الجانبين للوصول إلى هذا الاتفاق.
وأكدت الوزارة على تواصل مساعي دولة الإمارات في دعم كافة الجهود التي تعمل على إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، منوهة إلى أهمية اللجوء إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد، والتخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، استعادة 75 جنديا من الأسر الأوكراني، وذلك نتيجة مفاوضات بوساطة من دولة الإمارات العربية المتحدة.
الرابعة في 2024
وساطة ناجحة تتوج جهود القيادة الإماراتية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، وتضاف لما أثمرته تلك الجهود من نجاح الدولة في إجراء صفقات سابقة لتبادل للأسرى بين البلدين، جرت في:
– 3 يناير/كانون الثاني 2024: وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير.
– 31 يناير 2024: عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثل من روسيا.
– 8 فبراير/ شباط 2024: استعادت روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثل من روسيا.
وفي فبراير 2023، أثمرت وساطة إماراتية عودة 63 أسير حرب “من الفئة الحساسة” إلى روسيا، مقابل 116 أسيرا لكييف.
صفقات أثمرتها سلسلة وساطات إماراتية ناجحة في عدد من دول العالم تتوج جهود الإمارات الإنسانية والدبلوماسية المتواصلة لحل الأزمات ودعم الاستقرار ونشر السلام بالعالم.
كما ترسخ النجاحات الإماراتية المتتالية مكانة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة كشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والدولي.
وتجسد وساطة الإمارات الناجحة أيضا ثقة العالم وتقديره لقيادة الإمارات وجهودها ووساطاتها القائمة على إعلاء قيم المحبة والتسامح والسلام.
ويأتي نجاح الوساطة الأخيرة فيما تتواصل جهود الإمارات، على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه، لوقف التصعيد بين روسيا وأوكرانيا والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في فبراير 2022، يقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعلى أكثر من صعيد، جهودا للدفع بحل سلمي ينهي الأزمة، حيث سبق أن أجرى مباحثات عدة بشأن الأزمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارات متبادلة من الجانبين.
كذلك أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية في نفس الإطار مع الرئيس الأوكراني.
وأعرب الرئيسان الروسي والأوكراني عن شكر وتقدير بلديهما إلى رئيس دولة الإمارات لنجاح جهود الوساطة التي بذلتها بلاده.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية.
وأكد استعداد دولة الإمارات القيام بأي دور لحل الأزمة الأوكرانية وتخفيف تداعياتها الإنسانية، مشددًا على أن “دولة الإمارات دائما ستكون موجودة”، لتهدئة الوضع ودعم الاستقرار في تلك الأزمة.
جهود إنسانية
وبالتوازي مع جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، تنشط أيضا الجهود الإنسانية لدولة الإمارات عبر تسيير جسر جوي إنساني لدعم اللاجئين الأوكرانيين والمتضررين من الأزمة.
ففي مارس/أذار الماضي، أرسلت دولة الإمارات طائرة تحمل على متنها 50 طنا من المواد الغذائية إلى أوكرانيا، في إطار الدعم الإغاثي المتواصل لمساعدة المتضررين هناك، والتخفيف من حدة التداعيات التي تواجه الشعب.
وقبل ذلك بشهر، أرسلت دولة الإمارات، طائرة تحمل على متنها 55 طنا من المساعدات الإغاثية والطبية، تشمل أكثر من 360 من المولدات الكهربائية الشخصية، و5 آلاف كمبيوتر تعليمي محمول، وملابس شتوية، وبطانيات ودفايات ومستلزمات طبية، لمساعدة المتضررين في أوكرانيا.
وفي 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت دولة الإمارات إرسال طائرة مساعدات تحمل على متنها 100 طن من مولدات الطاقة للمدنيين المتضررين نتيجة للأزمة المستمرة في أوكرانيا، وذلك لمساعدتهم على مواجهة ظروف الشتاء القاسي.
وتضمنت المساعدات 1640 من مولدات الطاقة المنزلية، مختلفة القدرات لتساهم في توفير الطاقة لمنازل المدنيين.
وقامت دولة الإمارات بنقل جزء من المولدات الكهربائية إلى العاصمة البولندية وارسو، قبل نقل باقي المولدات لاحقا.
يذكر أن دولة الإمارات قدّمت منذ بداية الأزمة إمدادات إغاثية عاجلة للمدنيين المتضررين في أوكرانيا، بينها:
• مساعدات إنسانية إغاثية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي.
• تدشين جسر جوي تضمن إرسال طائرات حملت على متنها أطنانا من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية ومولدات كهربائياة وسيارات إسعاف وأجهزة كمبيوتر محمول وآلاف الحقائب مدرسية.
• إرسال باخرة حملت على متنها 250 طناً من الإمدادات الإغاثية.
• تسيير طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
حول العالم
إضافة لوساطاتها الناجحة بين روسيا وأوكرانيا، أنجزت الإمارات العديد من الوساطات الناجحة حول العالم منها:
• في 14 أغسطس/آب الماضي، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالاً هاتفياً من الشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء بنغلاديش أعربت خلاله عن بالغ شكرها وتقديرها للدور المهم الذي قامت به دولة الإمارات في الإفراج عن موظفي منظمة الأمم المتحدة المختطفين في اليمن لأكثر من عام وأحدهم من رعايا بنغلاديش.
• سبق أن نجحت وساطة إماراتية في تأمين سلامة الجنود المصريين في السودان، لتتوج سجل أبوظبي الحافل في جهود نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم.
وأعلنت دولة الإمارات في 20 أبريل/ نيسان 2023، نجاح الوساطة التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع مصر لتأمين سلامة الجنود المصريين الموجودين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى سفارة القاهرة بالخرطوم.
إنجازات دبلوماسية وإنسانية تتزايد وإشادات دولية تتوالى تبرز التقدير العالمي لمكانة دولة الإمارات والثقة الدولية المتزايدة في سياستها الخارجية ودبلوماسيتها الإنسانية، والتي باتت مصدر إلهام وقوة تأثير ونموذجا يقتدى به.