نوبات الغضب عند أطفال الاحتياجات الخاصة: ما العمل؟

تعد تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما الذين يعانون نوبات غضب شديدة، تجربة مليئة بالتحديات.
وبالنسبة للعديد من الآباء، فإنهم دائمًا ما يكونون مستعدين لحدوث الانفجار العاطفي التالي، في الوقت الذي يحاولون فيه التعامل مع الأثر العاطفي والجسدي المصاحب لهذه النوبات.
ويواجه الآباء الذين لديهم أطفال مصابون بحالات، مثل التوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، لحظات مرهقة عندما يعاني أطفالهم نوبات الغضب والانفعال.
وعلى عكس نوبات الغضب التي توجه لأهداف محددة. فإن نوبات الانفعال هي ردود فعل عصبية نتيجة للإرهاق الحسي أو الألم العاطفي، مما يجعل الآباء يشعرون بالعجز. يمكن أن تحدث هذه العواصف العاطفية من دون أي تحذير وغالبًا ما تصاحبها مشاعر قوية من الخوف والذنب والعزلة.
-
لماذا يحتاج الأطفال إلى روتين يومي؟ فوائد مذهلة على الصحة والسلوك
-
تربية فتاة واثقة: 8 طرق لبناء قوة عاطفية وثقة بالنفس
ضغط عاطفي كبير
بحسب موقع “سيكولوجي توداي”، يصبح الآباء في حالة تأهب دائم، يبحثون عن علامات التصعيد. هذه الحالة من القلق يمكن أن تؤدي إلى إجهاد مزمن، ومشكلات في النوم، ومشاكل هضمية. وعلاقات متوترة مع الشركاء.
ويعاني العديد من الآباء أيضًا مشاعر الغيرة، إذ يرون أسرًا أخرى تنجز حياتها اليومية بسهولة، في حين أن روتينهم اليومي يتطلب تخطيطًا دقيقًا لتجنب الأزمات المحتملة.
-
تعليم الأطفال التعاطف: 7 عبارات لبناء جيل إنساني
-
“فرط الحركة” عند الأطفال.. طرق احتواء قد تُحدث فرقاً
العيش في بيئة عالية الضغط يمكن أن يجعل الآباء يشعرون أحيانًا بالخوف من أطفالهم. هذا التناقض العاطفي – حب الطفل والخوف من ردود أفعاله – يخلق صراعًا داخليًا حادًا؛ فبعض الآباء يخافون على سلامتهم الجسدية، ولكن في الغالب يكون الخوف عاطفيًا، ناتجًا عن الحكم الاجتماعي أو مشاعر العجز.
ويتفاقم الأثر النفسي ليصبح حالة من العزلة، إذ يبتعد العديد من الآباء عن المناسبات الاجتماعية لتجنب المحفزات.
وينصح الخبراء الآباء بتقبل تعقيد وضعهم، وأنه لا بأس في الشعور بالإرهاق، فالرحلة ليست سهلة، لكن من خلال الاعتراف بصراعات من دون انتظار أحكام الآخرين، يجد العديد من الآباء الشجاعة للاستمرار.
وتُعد نوبات الغضب من التحديات الشائعة التي تواجه أهالي الأطفال المصابين بالتوحد. وغالبًا ما تنتج عن صعوبات في التواصل أو استجابة لمحفزات حسية معينة. يتطلب التعامل مع هذه النوبات وعيًا دقيقًا باحتياجات الطفل الحسية والعاطفية، بالإضافة إلى اتباع استراتيجيات مدروسة تهدف إلى مساعدته على تنظيم مشاعره بطريقة فعالة.
أولًا: التعرف على محفزات الغضب وأسبابه
يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبات في التعبير عن مشاعرهم. مما يجعلهم أكثر عرضة لنوبات الغضب. وقد يكون السبب:
• محفزات حسية مثل الأصوات العالية، الإضاءات الساطعة، أو الألوان الحادة.
• التغيرات المفاجئة في الروتين اليومي.
• الإحباط الناتج عن صعوبة التواصل أو الفهم.
التوصية: ينصح بمتابعة هذه المحفزات وتوثيقها لتحديد الأنماط المتكررة. التي تؤدي إلى نوبات الغضب، ما يُمكن الأهل من اتخاذ إجراءات وقائية تحد من تعرض الطفل لهذه المحفزات.
-
حماية الأطفال في عصر التكنولوجيا: أساليب فعالة ضد الخرف الرقمي
-
دراسة: الوراثة عامل رئيسي في اضطرابات الأكل لدى الأطفال
ثانيًا: تعليم الطفل أساليب تنظيم المشاعر
تعليم الطفل كيفية التعرف على مشاعره والتعبير عنها بطريقة مناسبة. يُعد خطوة مهمة نحو تقليل نوبات الغضب. يُمكن استخدام وسائل بصرية مثل “عجلة المشاعر” لمساعدة الطفل على فهم مشاعره بشكل تدريجي.
أساليب التهدئة المقترحة:
• التنفس العميق ببطء.
• الضغط على كرة مرنة أو وسيلة مشابهة.
• العد التنازلي من رقم محدد حتى يشعر بالهدوء.
ثالثًا: استخدام وسائل الضغط الحسي
تُعد الوسائل الحسية من الاستراتيجيات الفعّالة لتهدئة الأطفال المصابين بالتوحد. حيث تُسهم في تقليل التوتر الحسي وتحقيق الاسترخاء. تختلف الاستجابة لهذه الوسائل من طفل لآخر، لذا من المهم تجربة أكثر من طريقة لمعرفة الأفضل.
أمثلة على وسائل الضغط الحسي:
• الضغط على اليدين أو الاحتضان القوي.
• استخدام غطاء ثقيل أو صدّاريه ذات وزن.
• توفير ألعاب حسية تحفز الاسترخاء وتهدئ الطفل عند شعوره بالغضب.
رابعًا: تحسين أساليب التواصل
يُعد تعزيز التواصل الفعّال مع الطفل أمرًا أساسيًا لتقليل الإحباط الناتج عن عدم القدرة على التعبير. استخدام وسائل تواصل بديلة تتناسب مع قدرات الطفل يُسهم بشكل كبير في تحسين فهمه لمشاعره وتعبيره عنها بطرق مناسبة.
خيارات التواصل الفعّال:
• استخدام الصور أو البطاقات المرئية.
• لغة الإشارة أو الأدوات الناطقة.
• تعليم الطفل جمل بسيطة أو تعبيرات جسدية تُعبّر عن مشاعره قبل أن تتفاقم نوبة الغضب.
-
إنجاب طفلين.. كيف يؤثر إيجابيًا على صحة المرأة العقلية؟
-
ماذا يقول العلم عن شغفنا بقصص الجرائم الحقيقية؟
خامسًا: توفير بيئة آمنة ومنظمة
البيئة الهادئة التي تخلو من المحفزات المفرطة تُساعد الطفل على الشعور. بالأمان وتقليل القلق الذي قد يؤدي إلى نوبات الغضب. يُمكن تصميم بيئة مريحة للطفل من خلال:
• تجنب الأصوات العالية والضوضاء خلال أوقات محددة مثل وقت الوجبات أو الاستيقاظ.
• استخدام القصص الاجتماعية لتوضيح الروتين اليومي ومساعدته على توقع الأحداث المقبلة.
• الاستعانة بوسائل تخفيف المحفزات مثل السماعات العازلة للصوت عند الحاجة.
-
عيد حب مميز للأطفال: أفكار هدايا ستجعلهم يشعرون بالحب
-
كيف أحمي أطفالي من التحرّش أو الاعتداء الجنسي؟
سادسًا: تعليم الطفل مهارات حل المشكلات
إكساب الطفل مهارات التفكير في البدائل والتعبير عن احتياجاته يُساعده على تقليل الشعور بالإحباط والغضب. يُمكن تحقيق ذلك من خلال:
• تقديم نماذج إيجابية لحل المشكلات بطريقة هادئة.
• طرح أسئلة موجهة تساعد الطفل على التفكير في حلول مختلفة.
• تشجيعه على طلب المساعدة عند مواجهة صعوبات.
-
“لا تتحدث مع الغرباء”: نصيحة قديمة بروح جديدة لحماية أطفالك
-
كيفية تقويم الطفل المدلل: نصائح فعّالة من الخبراء
سابعًا: تعزيز السلوك الإيجابي
تعزيز محاولات الطفل في التعامل مع غضبه بشكل إيجابي يُساعد في تطوير مهاراته العاطفية والسلوكية. يُفضل استخدام نظام مكافآت بسيط يعتمد على تعزيز السلوكيات الجيدة بشكل مستمر، مثل تقديم مكافآت صغيرة أو ثناء لفظي لتعزيز السلوك الإيجابي.
ثامنًا: الاستعانة بمختص عند الحاجة
في الحالات التي يصعب فيها التحكم بنوبات الغضب. يُنصح باستشارة مختص نفسي أو أخصائي سلوكي لتقييم الحالة وتقديم استراتيجيات متقدمة لتنظيم المشاعر وتحسين وسائل التواصل. يُمكن أن يُساعد التدخل المبكر في تحسين قدرة الطفل على التعامل مع مشاعره بشكل صحي وتقليل تكرار النوبات.
-
كيف تعرف أن طفلك مستعد لاستخدام الهاتف الذكي؟ علامات يجب مراقبتها
-
كيف نساعد أطفالنا على مواجهة كوارث الطبيعة؟
إدارة الغضب لدى الطفل المصاب بالتوحد هي عملية تتطلب تفهّمًا عميقًا لاحتياجاته الحسية والعاطفية، مع التزام الأهل بتطبيق استراتيجيات فعّالة تساعد الطفل على تطوير مهاراته التنظيمية والعاطفية. بناء بيئة آمنة وداعمة وتعزيز التواصل الفعّال يُمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في تحسين سلوك الطفل وتخفيف نوبات الغضب.