هل تريد أن تكتب اسمك على صاروخ أوكراني؟
هل تريد وضع اسمك على صاروخ يحلق في سماء ساحات القتال بأوكرانيا؟ إذا كانت إجابتك نعم، فليس عليك سوى اختيار نوع القذيفة التي تريد كتابة رسالتك عليها.
لكن كيف ذلك؟
الأمر ليس بمزحة، بل إن صورة أو مقطع فيديو سيصل إليك كدليل على تحقيق طلبك. الذي لن يحتاج لإنجازه سوى زيارة موقع Sign My Rocket، الذي أنشأه طالب تكنولوجيا المعلومات الأوكراني أنطون سوكولينكو، لتختار نوع القذيفة التي تريد كتابة رسالتك عليها.
فبدءا من قذائف بسيطة إلى صواريخ مثبتة على طائرة مقاتلة من طراز MiG-29. تتنوع الأسلحة التي يمكن أن تحقق المراد منها، لكن لكل منها مقياس أسعار مختلف.
الخطوة التالية -بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية- تتمثل في “كتابة رسالتك، التي سينقشها الجنود الأوكرانيون بعلامة دائمة على السلاح الذي تختاره، ومن ثم يرسلون لك صورة أو مقطع فيديو كدليل”، على إنجاز المهمة.
وكان سوكولينكو يأمل في جمع 3 آلاف جنيه إسترليني، لشراء طائرة مسيرة، إلا أن حملته تلك التي يجد البعض فيها أزمة أخلاقية، فيما لا يجد آخرون غضاضة فيها، لقيت نجاحًا كبيرا، إلى الحد الذي اقتربت فيه من جمع مليون جنيه إسترليني.
مساعد رئيس المخابرات العسكرية الفنلندي السابق مارتي كاري، كان بين أولئك الذين انضموا إليها، بتوقيعه صاروخًا عليه عبارة “عيد ميلاد سعيد من عائلة كاري”!
ولم يكن كاري حده، بل إن صوفي أوكسانين، أحد أشهر الكتاب الفنلنديين، نشرت تغريدة إلى جانب صورة لبعض قذائف الصواريخ، قالت فيها: “هذا العام، ذهبت الأموال التي كنت سأنفقها على الألعاب النارية لهذا النوع من الصواريخ للدفاع عن أوكرانيا”،
وفيما اعتبرت الصحيفة البريطانية رسائل مارتي وصوفي نتيجة “لإرث العداء بين روسيا وفنلندا خلال الحرب العالمية الثانية”، إلا أنها قالت إن هناك ما يقرب من 200 طلب من بريطانيا تطلب الانضمام إلى تلك الحملة، بتوقيع مجموعة متنوعة من الرسائل. تقول إحداها: “ارقدي بسلام أيتها الملكة إليزابيث الثانية 1926-2022”.
هل فكرة تلك الحملة جديدة؟
تقول “ديلي ميل”، إن “الاستهزاء بالعدو، حتى وإن كان في قضية عادلة، بكتابة رسائل مهينة على القذائف والصواريخ ليس بالأمر الجديد”، مشيرة إلى أن أشهر مثال بريطاني على ذلك كان خلال حرب استعادة جزر فوكلاند.
وأضافت: بعد أسابيع قليلة من اندلاع الصراع، نشرت صحيفة ذا صن صورة في الصفحة الأولى لصاروخ بريطاني مزين برسالة تهين المجلس العسكري الحاكم في الأرجنتين، فيما تعهدت الصحيفة بدفع كلفة الصاروخ.
وفي الأزمنة الغابرة، كان الجنود ينحتون رسائل التهكم على كرات الرصاص التي كانت تطلق من المقاليع، بحسب “ديلي ميل”، التي قالت إن المتحف البريطاني يضم مثالاً من أثينا يعود إلى العام 87 قبل الميلاد: لكرة من الرصاص منقوش عليها كلمة “التقط هذه”.
في القرون التي تلت ذلك، تراجعت شعبية هذه الرسائل، لكن مع انتشار التكنولوجيا الجديدة القاتلة في القرن العشرين، اكتسبت هذه الرسائل شهرة مرة أخرى.
وخلال الحرب العالمية الأولى، على سبيل المثال، رسم الجنود البريطانيون رسومًا كاريكاتورية للقيصر فيلهلم الثاني أو كتبوا: “هذه من أجلك، فريتز!” على قذائف متجهة إلى الخطوط الألمانية.
وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت فكرة نقش الرسائل على القنابل شائعة بالفعل، خاصة بين أطقم الطائرات الأمريكية، فيما يغص أرشيف صور الحرب بالشعارات الساخرة التي تؤكد ذلك.
وتظهر إحدى الصور طيارا يكتب على قنبلة أطلقت في شمال إفريقيا عام 1942 عبارة “اركض يا روميل”، وفي لندن في مارس 1943، أقيم معرض أجنحة أسبوع النصر، لجمع أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني من أجل القوات الجوية الملكية في ميدان ترافالغار بلندن.
وفي الصورة، تقوم مجموعة من المدنيين بفحص قنبلتين سيجرى إسقاطهما على ألمانيا، وقد تم تغطيتهما بطوابع (أجنحة من أجل النصر).