هل هي مؤامرة غذائية؟ كشف العلاقة بين إنفلونزا الطيور والاقتصاد العالمي

مع ارتفاع أسعار البيض والحليب في الأسواق الأمريكية بسبب تفشي إنفلونزا الطيور، اتهم ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي السلطات بالتلاعب بإمدادات الغذاء ضمن “مؤامرة” لإحداث أزمة غذائية مفتعلة.
وشهدت السنوات الأخيرة انتشارا واسعا لإنفلونزا الطيور حول العالم؛ ما أدى إلى إعدام ملايين الدواجن للحد من تفشي الفيروس.
ووفقا لوزارة الزراعة الأمريكية، أصيبت المواشي في 16 ولاية أمريكية، لكن نسبة الوفيات بين الأبقار المصابة لم تتجاوز 2%؛ إذ يمكنها التعافي من الفيروس، على عكس الدواجن التي تتطلب إعداما سريعا للحد من انتشار العدوى.
ووسط هذه التطورات، انتشرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتساءل عن سبب استهداف الدجاج والأبقار تحديدا، دون تأثير واضح على الطيور البرية مثل البط والنوارس والنسور.
وادعى بعض المعلقين أن السلطات تستخدم إنفلونزا الطيور كذريعة “لإحداث أزمة في الإمدادات الغذائية”، بينما ذهب آخرون إلى أن عمليات الإعدام الجماعي للطيور والمواشي هي “خدعة لنشر الذعر والتحكم في أسعار الغذاء”.
-
كوريا الجنوبية : وفاة العشرات بعد تلقيهم لقاحا ضد الإنفلونزا
-
الصين تكشف عن تحقيقاتها بشأن «المرض الغامض»
الخبير في الأمراض المعدية، مايكل أوسترهولم، أوضح أن إجراءات إعدام الدواجن ليست مرتبطة بعوامل العرض والطلب، بل تهدف إلى منع انتشار العدوى. وأضاف أن الأبقار المصابة لا تحتاج إلى الإعدام؛ لأنها قادرة على التعافي؛ وهو ما يفسر استمرار وجود الحليب في الأسواق رغم ارتفاع أسعاره.
وأشار أوسترهولم إلى أن القضاء على الطيور البرية المصابة ليس خيارا عمليا، نظرا لأعدادها الكبيرة وعدم إمكانية احتوائها، مؤكدا أن هذه الطيور غالبا ما تموت من العدوى بشكل طبيعي.
وبينما تواصل السلطات اتخاذ تدابير للحد من انتشار إنفلونزا الطيور، تبقى نظريات المؤامرة حاضرة في النقاشات العامة؛ ما يعكس تصاعد الشكوك في بعض الأوساط تجاه السياسات الحكومية المتعلقة بالأمن الغذائي.
-
حصن نفسك من الإنفلونزا بهذه الأطعمة
-
تقرير عالمي يحذر من مرض شبيه بالإنفلونزا قد “يبيد” 80 مليون إنسان
ويؤكد أصحاب “المؤامرة” أن استهداف الماشية والطيور، التي يستهلكها البشر بانتظام، هدفه “الحصار الغذائي”، ويرون أن عمليات الإعدام والتخلص تحديدا من الطيور والأبقار المصابة، هو “احتيال” في سبيل نشر الخوف.
لكن إدارة صحة الحيوان التابعة لوزارة الزراعة الأميركية “APHIS” تقول إنه في حين “أن قتل الطيور البرية بالقتل الرحيم أمر نادر لأسباب علمية، إلا أنه تم القيام به، وبالنسبة للطيور الداجنة والحيوانات المصابة، فإعدامها أكثر الطرق فعالية لوقف انتشار المرض”.
العلاقة بين إنفلونزا الطيور والاقتصاد العالمي:
تؤثر إنفلونزا الطيور بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، خاصة في قطاعي الزراعة والصحة العامة.
- قطاع الدواجن: تؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن، مما يقلل من الإنتاج ويزيد من أسعار البيض واللحوم.
- التجارة الدولية: قد تُفرض قيود على صادرات الدواجن والمنتجات ذات الصلة، مما يؤثر على التجارة العالمية.
- السياحة: تخوفات من انتقال الفيروس إلى البشر قد تؤدي إلى انخفاض في حركة السياحة، خاصة في المناطق المتأثرة.
- الصحة العامة: في حالة انتقال الفيروس إلى البشر، قد يتطلب ذلك استثمارات ضخمة في الرعاية الصحية واللقاحات، مما يضغط على الموارد المالية للدول.
-
تحديات الفيروس مستمرة
-
الأنفلونزا: هل الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء؟
هل هي مؤامرة غذائية؟
لا توجد أدلة علمية تدعم فكرة أن إنفلونزا الطيور هي مؤامرة غذائية. تُعتبر المرض ناتجًا عن فيروس طبيعي يصيب الطيور، وتعمل المنظمات الصحية العالمية على مراقبته والحد من انتشاره.
التكلفة الاقتصادية المحتملة:
وفقًا لتقديرات البنك الدولي، قد يؤدي وباء إنفلونزا الطيور الشديد إلى تكاليف تتجاوز 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي ما يعادل ما بين تريليون إلى تريليوني دولار في أسوأ الحالات.
التدابير الوقائية:
- المراقبة المستمرة: مراقبة صحة الدواجن والطيور البرية للكشف المبكر عن أي تفشٍ للفيروس.
- التطعيم: تطوير وتوزيع لقاحات فعّالة للحد من انتشار المرض.
- التوعية العامة: تعليم المجتمعات حول طرق الوقاية والتعامل مع الطيور المصابة.
- التعاون الدولي: تبادل المعلومات والموارد بين الدول لمكافحة المرض بشكل فعّال.