المغرب العربي

هل يتمكن “سيف الإسلام” من الترشح للرئاسة؟


يرى خبراء سياسيون ليبيون أن من حق سيف الإسلام، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة.

لكن الخبراء اختلفوا حول فرص فوز سيف الإسلام، برئاسة ليبيا، عبر صنادق الاقتراع.

ويرى الخبير السياسي الليبي، كمال المرعاش، أن “سيف الإسلام القذافي مواطن مثله مثل الآخرين، ومن حقه الترشح، وليس من حق أحد أن يقصيه أو يمنعه من ذلك”.

وأضاف المرعاش في حديث لـ”العين الإخبارية” أنه “من الضروري أن يعرف الشعب الليبي مصير سيف الإسلام القذافي أولا، حيث لم يظهر من سجنه في الزنتان، وهل كان حرًا طليقا أم مازال مسجونًا؟”.

وأضاف :”من حق الشعب معرفة مشروع سيف الإسلام للحكم، وما إذا كان مختلفًا عن نظام أبيه”.

وحول حظوظه في الفوز بانتخابات الرئاسة، قال المرعاش إنه “سيكون هناك حاجة لعقد تحالفات بين أكثر من مرشح للفوز بمنصب الرئاسة في الجولة الثانية”، مشيرا إلى أنه “لن يتمكن أي مرشح من حسم الانتخابات من الجولة الأولي”.

وتابع أن “تنظيم الإخوان وحلفائه من ميليشيات مصراته والزاوية والأمازيغ، بالإضافة إلى تنظيمات الإرهابي عبد الحكيم بالحاج والمفتي المعزول الصادق الغرياني، لن يسمحوا لسيف الإسلام أو لغيره بأن يحكم ليبيا، وسيرفعوا السلاح في وجه من يفوز عبر صناديق الاقتراع”.

محاولات خبيثة

وكشف المرعاش عن وجود محاولة خبيثة لشرخ الصف الوطني من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي وعبد الحكيم بالحاج والتودد لأنصار النظام السابق، وإرسال إشارات إيجابية بخصوص حق سيف الاسلام في الترشح.

وقال الخبير الليبي في هذا الإطار “هذه الإشارات مخادعة، وهي مصممة فقط لإبعاد أنصار النظام السابق عن تيار السيادة الوطنية الذي يمثله المشير خليفة حفتر، الذي يسعى تنظيم الإخوان وميليشيات مصراته، لاقصائه من الترشح للانتخابات خوفا من انتصاره فيها”.

فيما حذر المحلل السياسي الليبي، مختار الجدال، من وجود تيارات إسلامية تحرك عدد من المليشيات الإرهابية التي لن ترضي بالانتخابات وانتقال السلطة عبر الآليات الديمقراطية، لافتا إلى أن ليبيا دخلت في حالة فوضى بعد عام 2011 وسيطر عليها المليشيات.

وأضاف الجدال في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن تلك المليشيات سترفض ترشح سيف الإسلام، مشير إلى أنها “ترفض أيضا ترشح العسكريين وعلى رأسهم المشير خليفة حفتر”.

وتابع :”في حال توحد أنصار كل من المشير حفتر وسيف الإسلام سوف يكون الغلبة لهم في الانتخابات المقبلة”، مضيفا “من حق سيف أن يترشح منفردا فهو مواطن ليبي ويمتلك كافة الحقوق لأنه لم تتم محاكمته”.

عرقلة المشهد

فيما قال وزير التعليم الليبي السابق، عبدالكبير الفاخرى، إن سيف الإسلام من حقة الترشح لمنصب رئيس ليبيا المقبل.

الفاخري أوضح في حديث لـ”العين الإخبارية” أن سيف الإسلام يمتلك مشروعا معروف لليبيين مسبقا بالإضافة إلى تطوير فكرته وهي “ليبيا الغد” والتي ساندها الشباب قبل سقوط النظام السابق، لافتا إلى أنه “في حال تسجليه في القوائم النهائية للانتخابات، يمكن أن يصل إلى مراحل متقدمة”.

وأشار إلى أن “هناك من يحاول عرقلة المشهد السياسي العام في ليبيا لضمان استمرار الفترة الانتقالية”، موضحا أن “هناك من ينشر الخوف والفزع في نفوس الليبيين من عودة سيف الإسلام والانتقام من البعض ولكن هذا ليس صحيح” على حد قولة.

وأكد الوزير السابق أن “سيف الإسلام يمتلك مشروعا للمصالحة ولم شمل الليبيين مرة أخرى وإعادة توحيد البلاد، بعدما حدث في 10 سنوات من العبث السياسي”.

في المقابل، توقع المحلل الليبي خالد الترجمان أن الليبيين لن يقبلوا رئاسة سيف الإسلام القذافي، وكذلك بعض الدول الخارجية ترفض عودته.

وقال الترجمان، لـ”العين الإخبارية” إن سيف لا يزال مطلوبا لدى المحكمة الجنائية الدولية وللمحاكم في ليبيا، مشيرا إلى أنه “أحد المتهمين فيما حدث في ليبيا والمصالحة مع الجماعات الإرهابية وتنظيم الإخوان والجماعات الليبية المسلحة بعد عودتهم إلى البلاد من القتال في أفغانستان وباكستان، قبل سنوات طويلة”.

وألقي القبض على سيف الإسلام من قبل مليشيات تسيطر على مدينة الزنتان، غرب ليبيا، عام 2011، وأحيل إلى المحاكمة بتهم قتل المعارضين لأبيه معمر القذافي خلال أحداث ومظاهرات فبراير شباط من نفس العام، وحُكم عليه بالإعدام عام 2015.

وفي 2017، حصل سيف الإسلام القذافي على عفو من البرلمان، وخرج من السجن ليختفي عن الظهور الإعلامي، وسط تأكيدات على أن مشايخ وأعيان الزنتان هم من طلبوا منه أن يعيش بحرية دون الظهور في الحياة العامة.

وبالرغم من عدم توقيع ليبيا على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن المحكمة أصدرت مذكرة لاعتقال سيف الإسلام في عام 2011 بذريعة ارتكابه جرائم حرب، في إشارة إلى قمع مظاهرات فبراير شباط 2011.

ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في ليبيا في ديسمبر/ كانون الأول المقبل وفق ما اتفاق سابق توصل إليه فرقاء البلاد في ملتقى الحوار الوطني قبل أشهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى