الشرق الأوسط

هل يحرك “أزعور” مياه الرئاسة اللبنانية؟


على سطح مياه الملف الرئاسي الراكدة في لبنان منذ أشهر، تطفو تطورات تشي بتقدم ملموس قد يفرز توافقا يقطع الطريق أمام حزب الله.

تقدم أحرزته مفاوضات بين فريق المعارضة والتيار الوطني الحر قد يقود نحو توافق على مرشح للرئاسة لقطع الطريق أمام مرشح حزب الله وحلفائه زعيم تيار المردة سليمان فرنجية.

التوافق بين الكتل النيابية

أنباء أكدها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بالقول في عظته الأخيرة: “نود أن نشكر الله على ما نسمع بشأن الوصول إلى بعض التوافق بين الكتل النيابية حول شخصية الرئيس المقبل، بحيث لا يشكل تحديا لأحد، ويكون في الوقت عينه متمتعا بشخصية تتجاوب وحاجات لبنان اليوم وتوحي بالثقة الداخلية والخارجية”، في إشارة إلى الوزير السابق جهاد أزعور.

و”أزعور” الذي يتقلد منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، شغل بالفترة من 2005 وحتى 2008 منصب وزير المال في حكومة فؤاد السنيورة.

توافق وشيك؟

في لقاء جرى الثلاثاء، بحث البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بباريس، ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان.

وينتقد مسؤولون لبنانيون، بعضهم زار باريس مؤخرا، فرنسا لدعمها وصول فرنجية إلى الرئاسة، الأمر الذي ينفيه دبلوماسيون فرنسيون.

وقضى اللبنانيون 7 أشهر بدون رئيس، وذلك منذ مغادرة ميشال عون قصر بعبدا في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد انتهاء فترته الرئاسية.

وعقد مجلس النواب اللبناني منذ ذلك الحين 11 جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، إلا أن تلك الجلسات لم تخرج سوى بورقة بيضاء، نتيجة غياب التوافق، وإصرار حزب الله على فرض مرشحه.

لكن اتفاق المعارضة والتيار الوطني الحر في الملف الرئاسي بات قاب قوسين من الإعلان، ما لم تحدث مستجدات في الداخل أو الخارج تعرقل التوصل لهذا الاتفاق.

وقال النائب إلياس حنكش عضو تكتل الكتائب اللبنانية، في حديث لـ”العين الإخبارية : “نحن فى أواخر مرحلة الاتفاق على اسم بين قوى المعارضة والتيار الوطني الحر، وبالأيام القليلة المقبلة قد يتم الإعلان بطريقة أوضح ما يتم تداوله، وهذا الشيء قد يسرع من وتيرة عقد جلسة انتخاب الرئيس”. 

وأشار حنكش إلى أنه “لم يعد هناك ذريعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري حتى لا يدعو إلى جلسة لانتخاب الرئيس”، لافتا إلى أن “اتفاق أطراف المعارضة مع التيار على اسم مرشح مقبول، وليس كما يصفه الفريق الآخر بالتحدي”.

وهاجم القيادي في حزب الكتائب، حزب الله وحلفاءه، قائلا إن “هذا الفريق لا يزال يتعامل مع الاستحقاق الرئاسي من منطلق المغانم والتعالي وليس من منطلق مصلحة البلد”.

وتابع: “لو كانوا (حزب الله وحركة أمل) يثقون بوجود الأغلبية معهم لكانوا دعوا إلى جلسة، لكن هذا لن يحدث لأن الأغلبية قد تكون لدى فريق المعارضة والقوى الأخرى التي تتقاطع معها حول اسم الرئيس”.

كما أعلن النائب كرم فادي، عضو تكتل الجمهورية القوية، أنه “في الأيام المقبلة، سيصدر الكلام الرسمي لتكتلنا بشأن الملف الرئاسي”.

وقال فادي في حديث تلفزيوني: “كلام الوزير السابق جهاد أزعور عن أنه لا يريد أن يكون مرشح تحد بوجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية غير صحيح، وهو كما نقل عنه مستعد أن يستمر بالمشوار، إذا سار باسمه فريق معين ونتفق سويًا ليكون الإعلان عن ترشيح أزعور مشتركا ومتشابها”.

وإذ يتمهل التيار الوطني الحر في حسم خيار السير مع المعارضة بأزعور، أكد رئيس التيار النائب جبران باسيل أن التيار توافق مع قوى المعارضة على اسم لرئاسة الجمهورية، مشيرا في الآن نفسه إلى أن “المشروع السياسي لم يكتمل بعد”.

وشدد باسيل في تصريحات إعلامية نقلها الموقع الإلكتروني للتيار الوطني الحر، على ضرورة التوافق مع الجميع بمن فيهم حزب الله.

وأوضح أن ما يطلبه من حزب الله بالملف الرئاسي هو أن ينحي جانبا نهج الفرض والمواجهة والتوجه نحو توافق وطني مقبول، أو إلى تنافس ديمقراطي بالمجلس النيابي عبر التصويت، والتيار سيكون أول المهنئين لمرشح حزب الله سليمان فرنجية إذا فاز.

انتقادات

وانتقد باسيل الأداء الحالي من قبل الثنائي الشيعي في الملف الرئاسي وعمل مجلس الوزراء، قائلا إنه يؤدي حتماً إلى مزيد من الاحتقان والفرز الطائفيين.

ومنذ بداية الفراغ الرئاسي، يحاول الثنائي الشيعي “حزب الله” و”حركة أمل”، فرض مرشحهما سليمان فرنجية رئيس تيار المردة على القوى السياسية اللبنانية التي ترفض تكرار سيناريو ترشح ميشال عون للرئاسة.

ومع بوادر اتفاق قوى المعارضة على اسم المرشح الرئاسي، صب فريق الثنائي الشيعي غضبهما على ما وصفه بتقارب قوى “لا يجمعها جامع لتضارب مصالحها وتنازع مشاريعها بعملية التقاء قسري ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي”، وفقا لبيان أصدره المكتب السياسي لحركة أمل.

وأضاف البيان أن “الإمعان في ضرب فرص إنقاذ البلد وممارسة لعبة الهواة في تسميات ليست جادة، ويعملون واحدا تلو الآخر على اللعب بمرشحين مفترضين ليس من أجل تأمين فرص وصولهم إلى سدة الرئاسة، بل من أجل تعطيل المرشح الجدي الوحيد حتى تاريخه”.

من جانبه، غرد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على “تويتر”، قائلا:  “منذ البداية انطلق ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه من عدد وازن وهو إلى زيادة، ويحاول المعترضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً”.

وأردف: “حرروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيقة، وتعالوا ننتخب رئيساً حُراَ ينقذ البلد ولا يكون أسير من انتخبه”.

وفي رده، قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، عبر تويتر: “يعني إما التوافق على مرشح التحدي الخاص بكم، وإما الرضوخ الدائم لإملاءاتكم!؟ لم يعد في قاموسكم إمكانية لخيارات أخرى غير خياراتكم المدمرة!؟ تخبطكم (حزب الله وحلفائه) يجعل منطقكم مضحكًا مبكيًا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى