هل يشهد العالم أزمة حقيقية؟ تراجع أعداد الحيوانات المنوية وفقًا لدراسة جديدة
في ظل الحديث المستمر عن انخفاض عدد الحيوانات المنوية على مستوى العالم، يبدو أن العلماء قد بدأوا في التشكيك في صحة هذه الفكرة.
فبدلًا من التركيز على الكمية، اقترح العلماء أن تركز الأبحاث بشكل أكبر على جودة الحيوانات المنوية.
دراسة تكشف مفاجآت
وكشفت البيانات، بناء على دراسة جديدة قام بها مجموعة من الباحثين في المملكة المتحدة وكندا والدنمارك، عن انخفاض أعداد الحيوانات المنوية حول العالم، لتثير بذلك جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية، حتى إن بعض الخبراء أطلقوا عليها “أزمة الحيوانات المنوية” أو Spermageddon، معربين عن قلقهم من التأثيرات السلبية المحتملة على صحة الخصوبة لدى الذكور في سن النشاط الجنسي.
ورغم هذه التحذيرات، فإن الدراسة تقدم صورة مغايرة تمامًا، حيث أظهرت أن انخفاض العدد ليس بالحدة التي كان يُعتقد بها.
نتائج مغايرة
استندت الدراسة الجديدة إلى تحليل بيانات 6758 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عامًا، من أربع مدن دنماركية. وقد تقدم هؤلاء الرجال بطلبات للتبرع بالحيوانات المنوية في أكبر بنك للحيوانات المنوية في العالم، كريوس إنترناشيونال.
وبين عامي 2017 و2022، حلل الفريق العلمي العينات بالطريقة نفسها، ليجدوا أن هناك تغيرات طفيفة للغاية في أعداد الحيوانات المنوية.
نتائج غير حاسمة
في تصريح للبروفيسور ألان باسي من جامعة مانشستر، قال: “كان يُعتقد عالميًا أن عدد الحيوانات المنوية يتناقص، ولكن دراستنا أظهرت عدم وجود تغيير كبير في هذا السياق بين 2017 و2022، ما يعني أنه في هذه المجموعة من المتبرعين في الدنمارك، لم يكن هناك أي انخفاض ملحوظ في تركيز الحيوانات المنوية”.
لكن عند التعمق في النتائج، لاحظ الباحثون تراجعًا طفيفًا في التركيز الإجمالي للحيوانات المنوية بين عامي 2019 و2022، بنسبة تتراوح من 0.1 إلى 5% سنويًا. ورغم أن هذا الانخفاض لم يكن ذا دلالة إحصائية كبيرة، إلا أن الفريق لاحظ انخفاضًا مفاجئًا في حركة الحيوانات المنوية، وهو ما يعتبر مؤشرًا على جودتها وليس كميتها.
جائحة كورونا وتأثيرها المحتمل
كما أشار البروفيسور روبرت مونتغمري إلى أن التراجع في حركة الحيوانات المنوية يتزامن تقريبًا مع بداية جائحة كوفيد-19.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل واضح على تأثير الفيروس على الحيوانات المنوية بشكل مباشر، يعتقد العلماء أن إجراءات الوقاية مثل الحجر الصحي والنظام الغذائي المتغير قد يكون لها تأثيرات غير مباشرة على جودة الحيوانات المنوية.
التركيز على الجودة بدلًا من الكمية
في تعليق على الدراسة، قال الطبيب كريس بارات، الذي لم يكن جزءًا من فريق البحث: “الدراسات السابقة لم تركز بشكل كافٍ على حركة الحيوانات المنوية. لكن هذه الدراسة تقدم بيانات مهمة لأنها تظهر الحاجة للتركيز على جودة الحيوانات المنوية بدلاً من كميتها”.
الخطوات المستقبلية: ماذا بعد؟
أوصى الباحثون بإجراء المزيد من الدراسات حول أنماط الحياة للمتبرعين بالحيوانات المنوية، حيث قد تساعد هذه البيانات في فهم الأسباب المحتملة لانخفاض جودة الحيوانات المنوية، وهو ما قد يسهم في تطوير استراتيجيات لتحسين هذه الجودة على نطاق واسع.