سياسة

واشنطن توجه تحذيرات للسوداني: أوقفوا هجمات الفصائل


 كشفت مصادر في الإطار التنسيقي أن مسؤولين في الحكومة العراقية تلقوا رسائل أميركية شديدة اللهجة وتهدد باستهداف فصائل مسلحة وحتى قياداتها في حال استمر الهجوم على المصالح الأميركية في العراق والمنطقة، وإذا ما صعدت الفصائل من عملياتها العسكرية ضد إسرائيل.

ويزداد الحديث عن الضغوط أميركية على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشأن وضع حد لهجمات الفصائل، حيث نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله عن قيادي في الإطار التنسيقي قوله أن السوداني تواصل مع مسؤولين إقليميين ودوليين لغرض إبعاد البلاد عن دائرة الصراع في المنطقة.

وأشار إلى أن اجتماعات السوداني مع قيادات الفصائل المسلحة هو للتحذير من استهداف إسرائيل مواقع حيوية كالمصافي النفطية والموانئ العراقية.

وتابع أن السوداني تلقّى أكثر من برقية، الهدف منها إيقاف عمليات الفصائل ضد إسرائيل، لأن هناك احتمالاً بأن تشن إسرائيل غارات على أكثر من أربعين هدفاً داخل العراق، ومنها مقار استراتيجية تتواجد فيها الفصائل، مضيفا أن أغلب قيادات المقاومة غيّرت مواقعها أو انتقلت إلى إيران، بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، لغرض التحوّط من الخطر الإسرائيلي أو إمكانية الوصول إلى مواقعهم، كما أن هناك معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة، خلال الفترة الماضية، جمعت معلومات عن كل ما يخص قيادات الفصائل”.

وتزامن ما نقلته الأخبار اللبنانية، مع ما أوردته وكالة شفق نيوز العراقية، عن مصادر  قالت أن بغداد أخذت رسائل التحذير على محمل الجد، وتعمل حالياً بالضغط على الفصائل لمنعها من أي عمليات ضد الأميركيين سواء داخل العراق أو خارجه في سوريا، وكذلك مطالبتها بتخفيف العمليات العسكرية ضد إسرائيل، وجعلها عمليات إسناد دون إصابة أي أهداف مهمة بقواعد عسكرية وغيرها داخل الأراضي المحتلة.

وأشارت الرسائل الأميركية أن “ما حصل في الجولان قبل يوم، لن يمر دون رد قريب عسكري على الفصائل المتورطة بتلك العملية داخل سوريا أو داخل العراق”.

ويبدو أن مهمة السوداني لن تكون سهلة، حيث أعلنت الفصائل المسلحة العراقية الأحد، قصف ثلاثة مواقع إسرائيلية في الجولان، بعمليات منفصلة.

وجاء في بيان صادر عن ما يسمى بـ”المقاومة العراقية”، أن “مجاهديها هاجموا في الساعات الأولى من هذا اليوم بواسطة الطيران المسيّر، ثلاثة أهداف إسرائيلية بثلاث عمليات منفصلة في الجولان”.

يأتي ذلك، بعد ساعات على نفي الفصائل العراقية، مهاجمة قاعدة عسكرية إسرائيلة في الجولان بواسطة طائرة مسيرة يوم الجمعة الماضي، بعد أن تسببت بمقتل وإصابة 25 جندياً إسرائيلياً.

وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن الجمعة الماضية أن طائرتين مسيرتين محملتين بالمتفجرات استهدفتا قواته في الجولان في وقت مبكر، وأن ضابطين من الكتيبة الثالثة عشرة في “لواء غولاني” قتلا، وأصيب 24 جنديا آخرون، واتهمت اسرائيل فصيلا مسلحا عراقيا مدعوما من إيران بالمسؤولية عن ذلك.

واتهم مسؤولون في الحشد الشعبي وقادة في فصائل “المقاومة العراقية”، إسرائيل بفبركة الهجوم الذي نسب لها بإطلاق طائرات مسيرة مفخخة على هضبة الجولان.

ونقل تقرير لموقع “ميدل ايست آي” البريطاني، عن قادة فصائل مسلحة ومسؤولين عراقيين قولهم إن “ادعاءات اسرائيل حول مقتل اثنين من جنودها في هضبة الجولان بمسيرة عراقية، هو ادعاء تم تلفيقه”.

وذكر التقرير أن “القوى السياسية والفصائل المسلحة العراقية، قررت في الأسبوع الماضي النأي بنفسها عن المعارك بين إسرائيل وحزب الله اللبناني وتركيز جهودها على الدعم الانساني في لبنان وفلسطين.

وأشارإلى أن كتائب حزب الله وحركة النجباء، واصلتا تنفيذ هجمات تستهدف مناطق مختلفة في عمق اسرائيل، وكذلك مرتفعات الجولان، مثلما يؤكد قادة في الفصائل، لكن كتائب سيد الشهداء، وهي فصيل أصغر حجما، تقدم الدعم اللازم للعمليات الهجومية كلما دعت الحاجة.

لكن موقع “ميدل إيست آي”، نقل عن قادة ثلاثة فصائل عراقية، تحديهم الرواية الاسرائيلية، مؤكدين انه لم تتم مهاجمة الجولان في ذلك اليوم.

ونقل التقرير عن كاظم الفرطوسي، وهو أحد قادة كتائب سيد الشهداء، قوله “منذ اكتوبر/تشرين الاول من العام الماضي، نفذت المقاومة الاسلامية في العراق أكثر من 160 عملية استهدفت الداخل الاسرائيلي والمناطق المحتلة في مرتفعات الجولان. ومعظمها لم تعترف بها اسرائيل لأسباب مختلفة”، مضيفا أن “المقاومة تعلن عن العمليات التي تنفذها بمجرد وقوعها، ولم تعلن المقاومة عن هذه العملية أو تتبنى مسؤوليتها كما تردد”.

وأضاف الفرطوسي، فإنه “لو كنا نفذناها لكنا أعلنا عنها”. بينما نقل التقرير البريطاني كذلك، عن قيادي كبير في هيئة الحشد الشعبي إشارته إلى أن اجتماعا عقد الجمعة الماضية بعد المزاعم الاسرائيلية. حيث ضم الاجتماع ممثلين عن كتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء وكتائب سيد الشهداء، حيث حاول المجتمعون تحديد الحقيقة وراء ادعاء الهجوم على الجولان. وبحسب المسؤول نفسه، فان الفصائل العراقية الثلاثة نفت تنفيذ العملية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى