صحة

وهم الكمال الجسدي.. كيف يُدمّر ضغط المظهر الصحة النفسية؟


في ثقافة مهووسة بالكمال الجسدي، تُكرَّر عبارات مثل “ابدُ أصغر”، “كن أنحف”، و”اخفِ الخطوط” لدرجة أنها أصبحت تُؤخذ كحقائق مسلم بها. لكن معايير الجمال هذه، التي تمجّد النحافة، والشباب، والخلو من العيوب  ليست محايدة. ووفقًا لمعالجين نفسيين متخصصين في اضطرابات الأكل واضطراب صورة الجسد، فهي معايير مبنية اجتماعيا، ومنحازة ثقافيا، ومصممة لخدمة أهداف ربحية، وغالبا ما تكون ضارة.

وبحسب موقع “سايكولوجي توداي” فبدلًا من تعزيز الصحة أو التعبير عن الذات، تعمل هذه  المعايير على فرض السيطرة والتشابه، خاصة على النساء والأشخاص غير الثنائيين. وتزدهر صناعات مثل الموضة، واللياقة، والعناية بالجمال على شعور الناس بعدم الأمان؛ ما يجعلهم ينظرون إلى أجسادهم كمشاكل يجب إصلاحها.

والعديد من الأفراد يتبنون هذه المعايير بعمق لدرجة أنهم يربطون قيمتهم الذاتية بقدرتهم على تقليص أجسادهم أو إخفائها أو معاقبتها. وغالبا ما يُمدح الأشخاص في أسوأ حالاتهم الصحية، عندما يعانون من الجوع، أو الإفراط في التمارين، أو أحيانا القيء، ويُقال لهم “تبدون رائعين”، وهو ما يعزز سلوكيات خطيرة تحت غطاء المجاملات.

العواقب وخيمة

يقول المعالجون النفسيون إن السعي وراء هذه المعايير يسرق من الناس الوقت، والفرح، والهوية، وفي بعض الأحيان، الصحة أو حتى الحياة نفسها؛ إذ تُعد اضطرابات الأكل من أعلى الأمراض النفسية من حيث معدل الوفيات، بعد اضطرابات تعاطي المواد الأفيونية، وكثيرا ما تمر دون تشخيص؛ لأن السلوكيات الضارة غالبا ما تُكافأ اجتماعيا.

ويدعو المعالِجون إلى عدد من الخطوات لمواجهة هذه الثقافة، منها: تسمية النظام كما هو متغير، تجاري، وغير موضوعي؛ تحدي صوت الناقد الداخلي؛ تنويع مصادر الصور التي نراها لتشمل أجساما حقيقية ومتنوعة؛ احترام الجسد بدلًا من إصلاحه، والبحث عن الدعم المجتمعي والعلاجي.

وفي النهاية، يشدد الخبراء على أن الإنسان لا يحتاج إلى الاختفاء ليستحق الحب. ولا يحتاج إلى بشرة ملساء أو جسم نحيف لينتمي. فالحياة الحقيقية بكل فوضاها وواقعيتها  تحدث في أجساد حقيقية.
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى