الشرق الأوسط

130 يوما لحرب غزة.. رفح تتعايش مع «الرعب» وأمريكا تتمسك بـ«الأمل»


مع دخول الحرب يومها الـ130، يبدو أن مدينة رفح الفلسطينية بدأت مرحلة التعايش مع الرعب، بعد حديث إسرائيلي عن “نقطة تحول”، وتركز العمليات في المدينة.

وصباح اليوم الثلاثاء، شنت إسرائيل غارات كثيفة استهدفت شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، التي تشهد أعنف المعارك وعمليات القصف رغم تكدّس 1,4 مليون نازح فلسطيني فيها.

جاء ذلك بعد قليل من غارات مماثلة استهدفت نفس المنطقة في رفح، التي تقع مباشرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر .

واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وجنديين في معارك جنوب قطاع غزة، وقال إن القتلى هم قائد الكتيبة “630 احتياط”، ونائب قائد سرية وجندي آخر.

وأضاف الجيش الإسرائيلي، إن جنوده قُتلوا في تفجير مبنى مفخخ بجنوب غزة.

وأمس، أعلنت إسرائيل أنّها تمكّنت من تحرير رهينتَين كانا محتجزين في قطاع غزة، خلال عملية عسكرية دامية نفّذتها ليل الأحد-الإثنين في رفح.

وأكّدت وزارة الصحة بقطاع غزة التي تديرها حماس، أمس الإثنين، أنّ العملية أدت إلى سقوط “نحو 100 قتيل”.

وأثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العملية وقال إنها “مثالية.. ومن أنجح العمليات في تاريخ إسرائيل”، مجددا تصميمه على مواصلة “الضغط العسكري” حتى القضاء على حماس التي قال إن رفح هي “آخر معقل لها”، وحتى يعود جميع الرهائن.

وأمر نتنياهو الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي بالتحضير لهجوم على رفح المكتظة بالنازحين الذين فروا من الحرب المستمرة منذ أكثر من 4 أشهر بين إسرائيل وحماس، لكن هذا الاحتمال يثير قلقاً كبيراً في الخارج.

ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة ذلك بأنه مثير “للرعب”.

وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وسمحت الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بإطلاق سراح 105 رهائن في مقابل 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

“لا يزال ممكنا”

وفي هذا السياق، اعتبرت الولايات المتّحدة أنّ التوصّل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس للإفراج عن الرهائن مقابل إرساء هدنة في غزة لا يزال ممكنا وستكون فوائده “هائلة”.

وقالت مصادر مطّلعة على جهود التهدئة إنه من المتوقع أن يصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى القاهرة، اليوم الثلاثاء، لعقد جولة جديدة من المحادثات حول اتفاق بوساطة قطرية، بعد أن رفضت إسرائيل رد حماس الأولي عليه الأسبوع الماضي.

في الولايات المتحدة، دعا السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، الإدارة الأمريكية لوقف عمليات تسليم الأسلحة لتل أبيب، وقال في تصريحات صحفية “على الرئيس عدم تقديم أي أسلحة لإسرائيل ما لم تسمح بمزيد من المساعدات لغزة”.

وأضاف أن “الأطفال في غزة يموتون بسبب الحرمان المتعمد من الطعام، وهذا يمثل جريمة حرب”، مضيفا “على الرئيس أن يطالب نتنياهو بالسماح فورا بمزيد من الغذاء والإمدادات لغزة”.

بدورها، حضّت الصين، إسرائيل، الثلاثاء، على وقف عمليتها العسكرية في مدينة رفح “في أقرب وقت ممكن”، محذّرة من “كارثة إنسانية” في حال تواصل القتال.

وقال ناطق باسم الخارجية الصينية في بيان إن “الصين تتابع عن كثب الوضع في منطقة رفح وتعارض وتدين الأعمال التي تضر بالمدنيين وتنتهك القانون الدولي”.

وأضاف أن بكين تحض إسرائيل على “وقف عمليتها العسكرية في أقرب وقت ممكن وبذل كل الجهود الممكنة لتجنّب سقوط ضحايا مدنيين أبرياء.. لمنع كارثة إنسانية أكثر خطورة في منطقة رفح”.

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28340 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي أحصت أمس الإثنين 164 قتيلاً خلال 24 ساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى