سياسة

2023.. عام الصراع في السودان


بدا عام 2023 فرصة مناسبة لوقف الحروب السودانية وتشكيل دولة مدنية وبناء جيش قومي، منذ الإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير في العام 2019.

ومع مضي يناير من عام 2023، سرت الآمال بأطروحة “الاتفاق الإطاري” لحل الأزمة السودانية، ما فتح شهية السودانيين في المواصلة لتطبيقها بعد إخضاعها لـ”ورش عمل” ناقشت، منذ مطلع العام وحتى قبيل منتصف أبريل الماضي، التحول المدني الديمقراطي ومعالجة الإشكالات التي لازمت الدولة السودانية منذ استقلالها في 1956.

دعم دولي

وزار السودان، خلال يناير من العام الماضي، 6 مبعوثين دوليين لدعم الاتفاق الإطاري، الذي كان ترياقاً للأزمة السودانية، بحسب ما ذهب إليه خبراء وسياسيون حينئذ.

كما شاركت الأمم المتحدة والآلية الثلاثية واللجنة الرباعية ودول “الترويكا” والدبلوماسيون المعتمدون في السودان في دعم العملية السياسية، وحث الأطراف للتوقيع على الاتفاق الإطاري.

في شباط/فبراير من العام الماضي، زار وزير الخارجية الإسرائيلي إيدي كوهين العاصمة السودانية الخرطوم، في أول زيارة من نوعها بين السودان وإسرائيل.

والتقى كوهين خلال الزيارة قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، وشغلت الزيارة الأوساط السودانية بشأن علاقة البلدين وخطوات التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب.

أبريل الحزين

وفي آذار/مارس 2023، وجه قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي“، انتقادات حادة للعسكريين من عضوية مجلس السيادة، مشيراً إلى رفضهم التنحي عن السلطة للسماح بانتقال ديمقراطي في البلاد على خلفية تأجيل التوقيع على الاتفاق الإطاري للمرة الثانية.

وبدا في نيسان/أبريل من العام ذاته أن الأوضاع في البلاد تمضي نحو ذروتها في كل شيء، وبينما كان الاتفاق الإطاري يمضي نحو نهاياته، اشتعلت الأزمة المكتومة بين القوات المسلحة والدعم السريع، وظهر على السطح أن حدّة الخطاب بين الطرفين تُنذر بالخطر، وسط تهديدات من عناصر النظام السابق بمنع أي تقدم بشأن الاتفاق الإطاري.

وفي صباح منتصف الشهر نفسه، انطلقت الرصاصة الأولى بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في “المدينة الرياضية”، جنوب العاصمة الخرطوم.

اتفاق جدة ودول الجوار

وقّع طرفا الصراع السوداني في مدينة جدة السعودية، أواخر نيسان/أبريل، في المباحثات التي ترعاها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، على وقف إطلاق النار، لكنه لم يكتمل، ما أدى لتعليق المحادثات لوقت لاحق.

وفي تموز/يوليو من العام الماضي، دخلت مصر على خط الأزمة السودانية بعقد قمة “دول الجوار” التي ناقشت الأزمة السودانية وسبل حلها، بحضور عدد من زعماء جوار السودان، واستؤنفت في الشهر ذاته محادثات جدة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.

عقوبات دولية

وفي أيلول/سبتمبر من العام ذاته، أصدرت الولايات المتحدة، في بيان عن طريق خارجيتها، عقوبات على وزير الخارجية في عهد البشير والأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، وقالت واشنطن إن كرتي أسهم في عرقلة التوصل لاتفاق بين طرفي الحرب في السودان.

نزوح قياسي

وفي الـ7 من الشهر ذاته، أعلنت منظمة الهجرة الدولية ارتفاع عدد النازحين داخل السودان إلى 7.1 مليون شخص بسبب الصراع، ووصفتها بأنها أكبر عملية نزوح داخلية يشهدها العالم.

العلاقات مع إيران

وفي خضم الحرب والمعارك بين الجيش والدعم السريع، أعلنت الخرطوم، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استئناف علاقاتها مع إيران بعد انقطاع دام سبع سنوات، وذهب البعض إلى أن الخرطوم أعادت علاقاتها مع طهران من أجل الحصول على أسلحة وتدريب لمنسوبي القوات المسلحة.

بعثة “يونتامس”

وفي الشهر ذاته، أنهى مجلس الأمن الدولي بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان “يونتامس”.

كما وسعت خلاله قوات الدعم السريع انتشارها، بعد فرض سيطرتها على نحو 90% من العاصمة الخرطوم، إلى ولاية الجزيرة، إذ فرضت سيطرتها على اللواء الأول، كما بسطت سيطرتها لاحقاً على الفرقة الأولى مشاة في مدينة ود مدني والحاميات والمناطق التابعة لها في الولاية، التي اتخذها مئات آلاف السودانيين ملاذاً من حرب الخرطوم.

رحيل عملاق الفن

وتوفي، في الـ13 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عملاق الفن السوداني الموسيقار محمد الأمين، ما أضاف فاجعة أخرى لمأساة الحرب المشتعلة في البلاد.

لقاءات رسمية

وفي أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي، ظهر دقلو في لقاء رسمي مع عدد من الزعماء الأفارقة، بينهم رئيس أوغندا يوري موسفيني ورئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر قيلي.

تدهور العملة

وتراجع سعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، فقد بلغ سعر الدولار الأمريكي، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، 1100 جنيه سوداني، في تدهور قياسي لسعر العملة السودانية منذ استقلال البلاد في العام 1956.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى