الإمارات… جهود لخفض التصعيد بالقدس
فيما تواصل الإمارات جهودها لخفض التصعيد بالقدس وبحث سبل دعم الموقف الفلسطيني وحماية المقدسات، كان المتاجرون بالقضية منشغلين بأمور أخرى.
هؤلاء المتاجرون بالقضية وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية وبعض الأطراف بالمنطقة، آثروا استغلال التطورات الأخيرة بفلسطين ومعاناة شعبها لحسابات ضيقة.
وتجاهل المتصيدون في الماء العكر الجهود الإماراتية المتواصلة على أعلى المستويات لحل الأزمة ووقف التصعيد وحماية المقدسات ووقف انتهاك حرمة المسجد الأقصى، وأرادوا خلط الحابل بالنابل، بشن حملات تحريضية ضد الإمارات لدعمها السلام.
مواقف ثابتة
مواقف علق الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات عليها في تغريدة له، الثلاثاء، قائلا: “كم هي محزنة الشتائم المقذعة ضمن حروب أهلية عربية إقليمية لا تنتهي، واستغلال معاناة الشعب الفلسطيني لحسابات ضيقة لا تليق.”
وأكد قرقاش وقوف “الإمارات مع الحق الفلسطيني ومع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومع حل الدولتين ومع دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”، مشددا على أن “هذا موقفٌ تاريخي مبدئي لا يتزحزح”.
المنهج الإماراتي التاريخي في التعامل مع القضية الفلسطينية، حددته كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات، الذي قال فيها: “دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة”.
كلمات تعكس نهج دولة الإمارات وسياستها الثابتة والتزامها الراسخ بدعم القضية الفلسطينية، منذ تأسيسها وحتى اليوم.
نهج التزم به قادة الإمارات من أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من بعده، ويطبقونه على أرض الواقع، عبر سياسة تتسم بالواقعية، لتحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية عبر طريق مختلف عن طرق سلكها العرب على مدى عقود، ولم تسهم في تحقيق نتائج ملموسة.
رسائل هامة
موقف تلو موقف، ويوم بعد يوم، تبرهن الإمارات على أرض الواقع، التزامها الثابت والمستمر بدعم الشعب الفلسطيني، ومساندة حقوقه العادلة.
وفي هذا الصدد، أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الإثنين، عن قلقه إزاء أحداث العنف التي تشهدها القدس الشرقية المحتلة، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين الأبرياء.
وأكد ولي عهد أبوظبي، خلال استقباله في قصر الشاطئ بأبوظبي الدكتور بشر الخصاونة، رئيس وزراء الأردن، إدانته جميع أشكال العنف والكراهية التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
وشدد على أهمية إنهاء الاعتداءات والممارسات التي تؤدي إلى استمرار حالة من التوتر والاحتقان في المدينة المقدسة، مطالبا بوقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك.
رسائل هامة تكشف حرص قيادة حكيمة على القضية الفلسطينية، وتعكس رؤية داعية سلام تستند إلى دعم الاستقرار في المنطقة، وتقديم حلول منطقية وموضوعية، تعتمد على مقاربة شاملة تقود لنزع فتيل التوترات وتسوية الأزمات، وفق قواعد القانون الدولي.
رسائل تقطع الطريق أمام المتصيدين والمتربصين من جماعة الإخوان ومن يدور في فلكهم، الذي يستغلون أي مناسبة، للتحريض ضد الإمارات بسبب دعمها للسلام.
ولطالما أكدت الإمارات أن معاهدة السلام التي وقعتها مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول الماضي لن تكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بل هي لدعم القضية.
وهو تعهد أثبتته المواقف وأكدته الأحداث عبر موقفها الواضح والقوي من التطورات الأخيرة الجارية في القدس.
إدانة مبكرة
وإضافة للتصريحات الواضحة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتأكيدات المتجددة للدكتور قرقاش، صدرت إدانة مبكرة من الإمارات وموقف وقي واضح بشأن التطورات الأخيرة في القدس.
وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان المبارك توترا في محيط المسجد الأقصى، وتصاعد ذلك بسبب طرد العديد من العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.
وكان خليفة شاهين المرر، وزير الدولة الإماراتي، قد أعرب عن قلق بلاده الشديد إزاء أحداث العنف التي شهدتها القدس الشرقية المحتلة، وبين أنها تدين بشدة اقتحام المسجد الأقصى الشريف وتهجير عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، والتي نجم عنها إصابة عدد من المدنيين.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تدين وتستنكر بشدة اقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك.
وأكد ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك.
كما شدد المرر على ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات، بموجب القانون الدولي والوضع القائم التاريخي، وعدم المساس بسلطة وصلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك.
ودعا السلطات الإسرائيلية إلى تحمل المسؤولية في خفض التصعيد، وإنهاء كافة الاعتداءات والممارسات التي تؤدي إلى استمرار حالة من التوتر والاحتقان.
وطالب بضرورة الحفاظ على الهوية التاريخية للقدس المحتلة والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار وتهديد السلم.
لغة الأرقام
دعم إماراتي متواصل على كافة الأصعدة لا يقتصر على الجاني السياسي فقط، بل يصاحبه دعم إنساني وصحي وتنموي تؤكده لغة الأرقام، وتوثقه المنظمات الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية، وتشهد به كل الدول حول العالم.
ولا يمكن أن يزايد منصف على مواقف دولة الإمارات الداعمة للقضية الفلسطينية، التي تعد أحد ثوابت السياسة الخارجية الإماراتية.
وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية لفلسطين خلال الفترة من 2010 حتى الان مبلغ 1.14 مليار دولار أمريكي، منها مبلغ 254 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى “الأونروا”.
وتعد دولة الامارات من أكبر الجهات المانحة للأونروا لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي الفلسطينية.
ورغم الإساءات التي وجهت لها وحملات التحريض التي استهدفتها على خلفية دعمها للسلام من قبل أطراف فلسطينية، تجاوزت الإمارات عن الإساءات، وأعلت لغة التسامح، وواصلت دعمها ، وفي بداية عام 2021، قامت بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة لدعم 10 آلاف أسرة في قطاع غزة حيث قامت بتقديم 808 أطنان من المساعدات الإغاثية.
كما أرسلت دولة الإمارات منتصف مارس/ آذار الماضي شحنة ثانية من اللقاح الروسي “سبوتنيك – في” المضاد لفيروس كورونا المستجد ” كوفيد-19″، إلى قطاع غزة تحتوي على 38700 جرعة، وتسلمتها وزارة الصحة الفلسطينية عبر معبر رفح.
وعبرت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان صحفي، عن شكرها وامتنانها إلى دولة الإمارات على هذا الدعم والذي يعزز من الإجراءات الصحية في مواجهة جائحة كوفيد-19 في قطاع غزة.
وثمنت الوزارة دور كل من ساهم في تسهيل وصول هذه الشحنة إلى قطاع غزة.
وكانت الإمارات أرسلت في فبراير/ شباط الماضي 20 ألف جرعة من لقاح “سبوتنيك – في” الروسي المضاد لكوفيد-19.
مساعدات جاءت في إطار التزام دولة الإمارات المستمر في دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز جهود الكوادر الطبية في مكافحة الجائحة، حيث أرسلت دولة الإمارات في هذا الصدد 3 طائرات مساعدات طبية تحمل 36.6 طن بالإضافة إلى 10 آلاف جهاز فحص كورونا و10 أجهزة تنفس، ليستفيد منها 36.6 ألف من الكوادر الطبية.
ومنذ تأسيسها، لعبت الإمارات دورا بارزا في في دعم الشعب الفلسطيني في محاولة استرجاع حقوقه المشروعة مستندة على سياسة تتسم بالواقعية بعيدا عن إستراتيجية الظواهر الصوتية، التي تنتهجها الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
ولا يخلو أي خطاب سياسي لدولة الإمارات في أي محفل دولي أو إقليمي أو من خلال لقاءات ثنائية أو أي مباحثات مشتركة من التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للإمارات والأمة العربية والإسلامية، والتحذير من مغبة عدم التوصل لحل عادل لتلك القضية، و التأكيد على الالتزام الثابت بدعم القضية الفلسطينية.
وبينما تواصل الإمارات العمل من أجل نصرة القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني عبر السلام، يكتفي المتاجرين بالقضية وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية وبعض الأطراف الفلسطينية وبعض الأطراف في المنطقة بشن حملات تحريضية ضد الإمارات والدول التي تؤيد مواقفها الداعمة للسلام.