4 أغسطس ليس كما قبله.. المؤسسة اللبنانية للإرسال “إل بي سي” تمنع بث خطاب نصر الله
لم تبث المؤسسة اللبنانية للإرسال إل بي سي خطاب أمين عام مليشيا حزب الله حسن نصرالله، لتظهر بذلك حقيقة انفجار مرفأ بيروت، وأشارت إلى أنه بعد 4 أغسطس (يوم وقوع الانفجار) ليس كما قبله.
وأعلنت المؤسسة عن قرارها، وهي التي تفتح هواءها طوال ساعات النهار منذ وقوع الانفجار بنقل وقائع ما يحصل في الشارع اللبناني ومقابلات مع المواطنين، مضيفة: اعتبارا من اليوم، قررنا وقف النقل المباشر للخطابات والمؤتمرات والدردشات والبيانات، لأن ما بعد 4 أغسطس ليس كما قبله.. لأن ما بعد الزلزال ليس كما قبله.
كما وجهت حديثها للمسؤولين، حيث قالت: لأن إهمالكم وتخاذلكم هو أحد الأسباب الرئيسية لِما وصلنا إليه.. لأنه بعد 4 أغسطس المطلوب أفعال وليس كلاما، إنجازات وليست خطابات.. أعمال وليس أقوالا، لا خطابات ومؤتمرات ودردشات وبيانات مباشرة من اليوم: تَغيِّروا لنٌغيِّر.. دعوا إنجازاتكم تتحدث عنكم.. ولا تُلهوا الناس في الحكي.
وتوجهت المؤسسة للبنانيين قائلة: فيما تنتظرون خطابات زعمائكم على أحر من الجمر.. هناك أمهات ينتظرن عودة أبنائهن على أحر من الردم.. الأولوية لهنَّ وليست لكم.
وبالرغم من فرضية أن الانفجار كان عرضيا، فإن ذلك لم يبرئ حزب الله أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، وسط الحديث المتكرر عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بالمادة المتسببة في الانفجار، وأيضا لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ 2013 بالرغم من عدة مطالبات بإعادة تصديرها والتخلص منها.
هذا وحملت مجلة ذا فيدراليست الأمريكية حزب الله مسؤولية الانفجار الكبير الذي شهده لبنان، حيث قالت: إذا كانت هناك جماعة تتحمل المسؤولية الرئيسية عن الأوضاع في لبنان التي أدت إلى الانفجار في بيروت، فهي حزب الله، مشيرة إلى أن حزب الله لطالما استخدم مرفأ بيروت في عمليات غسيل الأموال، ومخططات الاحتيال التجاري الضخمة، وأكدت أيضا بأن مرفأ بيروت كان لعدة سنوات مركزًا للفساد، مع شبكة تهرب ضريبي على درجة عالية من التنظيم متورط بها الطبقة السياسية بأكملها، فعندما تصل شحنات الهواتف المحمولة أو الملابس ذات العلامات التجارية من الخارج، أو الحديد المسلح من إيران، غالبا ما تدخل هذه البضائع دون رسوم جمركية أو ضرائب، ثم تباع بأقل من سعر السوق، وبالطبع يحصل حزب الله على نسبة.
وبذلك، وحسب المجلة، فلا عجب أنه قد تم تجاهل الرسائل الست التي قام مسؤول الجمارك بإرسالها في بداية من عام 2014 بشأن نترات الأمونيوم، وكان لبنان، قد عرف يوم الثلاثاء الماضي، انفجارا كبيرا ناجما عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة “TNT” شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت، الأمر الذي أدى إلى مقتل 154 شخصا وإصابة ما يقارب أربعة آلاف آخرين، وأيضا إلحاق الضرر بنصف العاصمة وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.
وقد اطلق على انفجار يوم الثلاثاء الأسود، هيروشيما بيروت، وذلك لكبر حجمه وشكل سحابة الفطر التي خلفها وأيضا الدمار الذي لحق بالعاصمة، الأمر الذي جعل الكثيرين يشبهونه على أنه يضاهي تفجير قنبلة نووية، ودفع دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة.