سياسة

بلطجة أردوغان


تستمر حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أعمال البلطجة والتعامل مع المنتقدين والمعارضين بأسلوب القتلة وقطاع الطرق.

وكان أحد آخِر ضحايا هذه الممارسات هو الصحفي التركي المعارض أحمد دونمز، الذي يعيش في السويد منفيا عن وطنه. 

وقد تعرض أحمد دونمز، لهجوم من قبل أشخاص تربصوا به بالقرب من منزله في ستوكهولم يوم الجمعة الماضي حسبما ذكرت صحيفة نورديك مونيتور.

أعمال البلطجة

و بعدما أصابه البلطجية المتربصون بجروح خطيرة وصدمة دماغية لا يزال أحمد دونمز، تحت الملاحظة في المستشفى، حيث تقول عائلته إنه يعاني من فقدان الذاكرة، ولا يمكنه تذكر أي شيء عن الحادث.

وتشير الصحيفة الاستقصائية إلى أن المهاجمين صدموا سيارة دونمز من الخلف عن عمد، مما جعلها تبدو وكأنها حادث مروري، وهاجموه عندما خرج منها، بعد وقت قصير من اصطحابه لابنته البالغة من العمر 6 سنوات من المدرسة.

كما علمت نورديك مونيتور أن المهاجمين كانوا يراقبون دونمز، وكانوا يتابعون روتين تحركاته اليومية لبعض الوقت، لافتة إلى أنهم نشروا صورًا لـ دونمز. وهو مستلقيا فاقدًا للوعي على الأرض عبر حسابات مجهولة، مصحوبة برسائل تهديد على موقع تويتر، وذلك بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث.

وكان دونمز مراسل أنقرة لصحيفة زمان، الأكثر مبيعًا وانتشارا في تركيا قبل أن تغلقها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان في عام 2016. 

واضطر دونمز لمغادرة تركيا قبل فترة وجيزة من إغلاق الصحيفة، خوفًا من تعرضه للسجن بسبب ما كتبه فيها. خصوصا أنه كشف عن مخططات أردوغان وفساده، والدخل غير المشروع الذي يحصل عليه الرئيس التركي من المناقصات الحكومية، من خلال رجال أعمال مقربين منه.

ولم يكن دونمز صحفيا معارضا عاديا، لأنه كان يكتب عن العلاقات بين وزير الداخلية التركي سليمان صويلو وجماعات المافيا. ليكشف بذلك عن حلقة من ممارسات الفساد والإرهاب في حكومة أردوغان وعصابته. 

وكان وزير الداخلية سليمان صويلو موضوع لسلسلة كشف عنها شريكه السابق وزعيم المافيا سادات بيكر في عام 2021. والذي كشف عن أنه كان يدير عصابة للجريمة المنظمة مدعومة من الدولة التركية.

حسابات مجهولة

ونشر دونمز عددًا من مقاطع الفيديو على يوتيوب حول زعيم عصابات الأسلحة والمخدرات أيهان بورا كابلان، الذي أصبح زعيمًا لإحدى أكبر المنظمات الإجرامية في تركيا من خلال إبعاد مجموعات المافيا المنافسة الأخرى عن الطريق بمساعدة الوزير صويلو.

وفي تغريدة بتاريخ 19 فبراير، كشف دونمز عن تهديد وصله عبر الواتساب من إحسان حزارجي، زعيم الجريمة الشهير في أنقرة، والمساعد المقرب لكابلان.

وقال هيزارشي لدونمز إنه لا ينبغي أن يشعر بالأمان لأنه كان في السويد. وأنه سيقطع رأس دونمز في غضون 24 ساعة.

وغرد دونمز قائلاً: “لقد تعرفت على رجال هيزارجي في السويد، وأبلغت السلطات المعنية بالتهديد والأسماء“.

ونشر دونمز فيديو يوتيوب في اليوم التالي، أوضح فيه بالتفصيل التهديد الذي ذكره على تويتر.

وبالإضافة إلى أتباع هيزارشي، قال دونمز أيضًا: إنه تم استدعاؤه نيابة عن جيش تحرير العمال والفلاحين الأتراك المحظور، والمعروف اختصارا بـ(TİKKO). وطلبوا منه إزالة مقاطع الفيديو الخاصة بـ كابلان. لكنه لم يستطع التحقق من هوية المتصل، حسبما كشف في مقطع فيديو، وقال إنه أبلغ شرطة ستوكهولم والمخابرات السويدية بهذه الأسماء المشبوهة.

كذلك، أشارت نورديك مونيتور إلى أن الأشخاص الذين يتصرفون كرجال هيزارشي في السويد كانوا معروفين باسم حيدر وجوخان. وأنهم كانوا أعضاء في المافيا وفروا من تركيا بسبب جرائمهم.

فيما ردت شرطة ستوكهولم في 8 مارس على دونمز، الذي أوضح في 16 فبراير أنه يتلقى تهديدات من جماعة مافيا مقرها تركيا. بأن التحقيق الأولي قد أُوقف على أساس أن الجريمة المشار إليها ارتكبت في الخارج. وأن الأدلة كانت غير متوفرة في السويد، علاوة على أن شروط المساعدة القانونية الدولية غير موجودة.

وحذرت نورديك مونيتور من أن ستوكهولم أصبحت معروفة بأنها مكان غير آمِن للصحفيين الأتراك المعارضين. ففي أكتوبر 2020 ، تعرض صحفي تركي آخر مقيم في السويد. وهو رئيس تحرير نورديك مونيتور، عبد الله بوزكورت، لهجوم من قبل ثلاثة رجال بالقرب من منزله في ستوكهولم.

وأصيب بوزكورت بجروح في الوجه والرأس والذراعين. والساقين جراء الهجوم الشرس الذي وقع في منتصف النهار بالقرب من مكان لوقوف السيارات بجوار منزله في ضاحية سبانجا في ستوكهولم.

انتظام تهديدات عبر الإنترنت

ويعيش بوزكورت في السويد كلاجئ سياسي منذ عام 2016. عندما شنت الحكومة التركية حملة غير مسبوقة على وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة. وسجنت مئات الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، وأغلقت ما يقرب من 200 وسيلة إعلامية.

وقال بوزكورت: إنه كان يتلقى بانتظام تهديدات عبر الإنترنت، معظمها من تركيا. وفي إحدى الحالات، دعا جيم كوجوك، أحد دعاة الحكومة التركية. خلال برنامج تلفزيوني صراحة. منظمة المخابرات الوطنية التركية (MIT) لاغتياله. وقال إن عنوان منزله في ستوكهولم معروف لدى السلطات التركية وطالب بـ “إبادة” الصحفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى