باشاغا يبدء عمله في سرت… التفاصيل
صرح رئيس الوزراء الليبي المعيّن من قبل البرلمان فتحي باشاغا، متحدثاً من مدينة سرت الساحلية بوسط البلاد: إنّه لن يلجأ إلى العنف من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس. معلناً أنّ حكومته ستعمل انطلاقاً من سرت اعتباراً من اليوم.
وأضاف باشاغا في كلمة ألقاها أمس أنّه غادر العاصمة طرابلس بعد ساعات من محاولته دخول المدينة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين فصائل متنافسة، حسبما نقلت صفحة الحكومة الرسمية عبر فيسبوك.
وأشار باشاغا إلى أنّه دخل طرابلس من دون حراسة مسلحة. لكنّه تعرض لهجوم من مقاتلين متحالفين مع الدبيبة.
ويوم الثلاثاء أعلن مكتب باشاغا أنّه غادر العاصمة طرابلس بعد ساعات من محاولته دخول المدينة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين فصائل متنافسة.
وتصاعد التوتر بين الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا. والحكومة منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بعد محاولة باشاغا دخول العاصمة طرابلس أمس.
ودوت أصوات أعيرة نارية من أسلحة ثقيلة وأسلحة رشاشة في أنحاء العاصمة طرابلس صباح أمس، وأُغلقت المدارس وخفت حركة المرور في ساعات الذروة التي عادة ما تكون مزدحمة، لكنّ الاشتباكات توقفت بعد انسحاب باشاغا.
ومن المتوقع أن يحاول الدبيبة ممارسة مزيد من الضغط على الفصائل المتحالفة مع باشاغا في طرابلس، بحسب وكالة “رويترز”.
وكان قد أعفى الرجل العسكري القوي أسامة الجويلي من مهامه كمدير لإدارة الاستخبارات العسكرية، بعد يوم واحد من دخول باشاغا إلى طرابلس. ممّا يدل على أنّ الأمور مرتبطة ببعضها البعض.
ومع عدم قدرة أيّ من الجانبين في ما يبدو على تحقيق تفوق عسكري حاسم في أنحاء البلاد، يبدو أنّ ليبيا الآن مهيأة لفترة أطول من الجمود مع تحصن الدبيبة بقوة في طرابلس.
وتهدد الأزمة بإعادة ليبيا إلى قتال مطول بعد سلام نسبي استمر عامين، أو إعادتها إلى التقسيم بين حكومة باشاغا المدعومة من الشرق وإدارة طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
يذكر أنّ خطة لإجراء انتخابات في ديسمبر انهارت وسط خلافات بين الفصائل الرئيسة والمرشحين البارزين حول قواعد الانتخابات، وتحرك البرلمان لتعيين حكومة جديدة.
ورفض الدبيبة رئيس حكومة الوحدة تحركات مجلس النواب. قائلاً إنّ إدارته ما زالت شرعية، وإنّه لن يسلم السلطة إلا بعد الانتخابات.
ودأب باشاغا، وزير الداخلية السابق الذي ينتمي مثل الدبيبة إلى مدينة مصراتة الساحلية، على القول إنّه سيدخل طرابلس من دون عنف، وانتهت محاولاته السابقة للقيام بذلك بعرقلة موكبه من قبل الفصائل المنافسة.
وقال مجلس النواب الأسبوع الماضي إنّ حكومة باشاغا يمكن أن تعمل الآن من سرت، الواقعة في وسط البلاد قرب خط المواجهة المجمد بين الفصائل الشرقية والغربية.
بالمقابل أكد الدبيبة لدى تفقده أمس الأحياء التي شهدت الاشتباكات، فشل من وصفهم بـ”خفافيش الظلام والداعين للحرب” وتوعدهم، مؤكداً “هدوء الأوضاع”.
كما شكر الدبيبة عمداء البلديات خلال اجتماعه بهم أمس في طرابلس لدعمهم عمل الحكومة، و”رفضهم لكل المشروعات الانقلابية المختلفة بصورها كافة”. مشدداً على أنّ “إجراء الانتخابات وتفعيل الإدارة المحلية من أهم أهداف الحكومة”.
في غضون ذلك، أكدت حكومة الوحدة أنّ “أجهزتها الأمنية والعسكرية تعاملت بكل مهنية وحزم” مع ما وصفته بـ”الاختراق الأمني”. بعد “محاولة مجموعة مسلحة خارجة عن القانون التسلل في جنح الظلام للعاصمة، في محاولة بائسة لإثارة الرعب والفوضى بين سكانها، مستخدمين الأسلحة والعنف”، وفق ما نقلت بوابة الوسط.
وأوضحت أنّها تمكنت من “وأد الفتنة والمحافظة على استقرار العاصمة وأمن مواطنيها”. مشيرة إلى أنّ “هذه الحادثة تسببت في خسائر بشرية ومادية ما زالت أجهزة الأمن والإدارة المحلية تعمل على حصرها ومعالجتها”. وتوعدت بالتصدي لـ”أيّ محاولات تسعى لها بعض الأطراف للتمديد لأنفسها، وفرض نفسها بالقوة فوق إرادة الشعب الليبي”.