ما دور إيران في اغتيال النشطاء العراقيين؟ ولماذا؟
بعد أيام من مقتل الناشطة العراقية ريهام يعقوب في مدينة البصرة، سلط موقع إيران واير المعارض الضوء على دور إيران في اغتيال نشطاء عراقيين مناهضين لتدخلات طهران في بلادهم.
وفي تقرير له، الإثنين، كشف الموقع، ومقره بريطانيا، عن أن المليشيات الموالية لإيران في العراق تستهدف الناشطين عبر قائمة اغتيالات تضم 70 اسما على الأقل، موضحا أن القائمة تستهدف الأشخاص الذين انضموا إلى المظاهرات الشعبية التي طالبت بتحسين الحياة اليومية وتوفير مياه الشرب والكهرباء، فضلا عن التنديد بالنفوذ الإيراني داخل العراق.
وذكر التقرير أن الناشطة المدافعة عن حقوق المرأة ريهام يعقوب (29 عاما) جرى إخبارها أنها مستهدفة من قبل تلك المليشيات الموالية لطهران، لكنها لم تدرك أن مسلحون كانوا على متن دراجة نارية تعقبوا سيارتها قبل أن يطلقوا عليها الرصاص وينهوا حياتها بمنطقة الرضا في البصرة، الأربعاء الماضي، كما أصابوا 3 آخرين بجروح كانوا برفقها.
وانضمت الناشطة العراقية منذ عام 2018 إلى الاحتجاجات المدنية في البلاد وأصبحت من الشخصيات البارزة بالحراك ومنظمي الحركة النسائية في العراق.
وأدى استمرار هذه الاحتجاجات في نهاية المطاف إلى سقوط حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، والتي زعم مسؤولين إيرانيين أنه أطيح بها نتيجة سيطرة عملاء غربيين وأجهزة أمنية أمريكية.
وكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على حسابه عبر موقع تويتر أنه أقال قائد شرطة البصرة ومسؤولين أمنيين بسبب الاغتيالات الأخيرة، معتبرا أن التعاون مع القتلة أو الاستسلام لتهديداتهم أمر غير مقبول، وسنفعل كل ما يتطلبه الأمر من وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية لتنفيذ مهمتها لحماية أمن المجتمع من التهديدات غير المشروعة.
ولفت تقرير إيران واير إلى أن القتلة يلاحقون أسماء النشطاء المدرجة على القائمة واحدا تلو الآخر، حيث اغتيل ناشط قبل 5 أيام، وبعدها بيومين نجا اثنان من محاولتي تصفية جسدية، مضيفا أن عدد قليل من النشطاء تمكن من الهرب خارج البصرة مؤخرا، مشيرا إلى أن ريهام يعقوب كانت تعتزم لفعل نفس الأمر خشية قتلها لكنها تأخرت بسبب ترتيب شؤونها الخاصة.
وتطرق التقرير إلى تحريض وسائل الإعلام الإيرانية ضد النشطاء العراقيين، مستشهدا بتقرير نشرته وكالة أنباء مهر (شبه الرسمية) مؤخرا زعمت خلاله أن 3 نشطاء مدنيين هم خبيرة التغذية ريهام يعقوب، ومصمم الجرافيك هشام أحمد، ومدون الفيديو علي نجيم متهمون بالتواصل لتأمين المصالح الأمريكية داخل العراق، وشن ما سمتها بالحرب الناعمة.
وزعم تقرير مهر أن واشنطن تستخدم هؤلاء النشطاء عبر قنصليتها في البصرة لتنظيم وقيادة وتوجيه الاحتجاجات المدنية والشعبية ضد إيران وحلفائها في العراق.
من ناحية أخرى، يرى مسؤولون إيرانيون وخبراء سياسيين مقربين من طهران أن الاحتجاجات الأخيرة بالعراق نظمها عملاء أمريكيين لإضعاف مكانة إيران بين أبناء الشعب العراقي، على حد زعمهم.
ورجح مصدر عراقي رفض ذكر اسمه، أن إيران تنفذ تلك الاغتيالات لأنها تكبدت تكلفة باهظة لتدريب العناصر والمليشيات التابعة لها في العراق لتستفيد منها يوما ما، حسب التقرير.
ونقلت إيران أكثر من ألف عنصر من الحشد الشعبي إلى أراضيها خلال السنوات الماضية، ودربت هذه العناصر في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية التي شملت أساليب الاستطلاع واكتشاف شبكة اتصالات المعارضة والاغتيالات، وفق المصدر.
وأكد التقرير أن شعارات ومطالب المحتجين هي محاربة الفساد السياسي والإداري والأمني والاقتصادي وتحييد سياسات إيران التي تستهدف إضعاف الحكومة العراقية وتقوية الميليشيات الموالية لها في العراق.
ويبدو أن طهران أكثر قلقا بشأن وضعها الهش والمتراجع في العراق أكثر مما تبدو عليه، ولذا تسعى إلى الحد من نطاق الاحتجاجات وإضعاف قوتها التنظيمية من خلال تصفية القادة الميدانيين جسديا واغتيال نشطاء المجتمع المدني المؤثرين.
يشار إلى هشام الهاشمي، الخبير في شؤون الجماعات المسلحة والمتطرفة قد اغتيل منذ فترة وجيزة؛ فيما يعتقد على نطاق واسع أنها عملية انتقامية هدفها النيل من حكومة الكاظمي لإضعاف سيطرته على الحكم.