تركيا في العراق.. لماذا استهدفت تركيا وإيران بلاد الرافدين؟
كشفت تنفيذ كل من إيران وتركيا هجمات متزامنة على الأراضي العراقية، وقصفاً بعمق كردستان العراق مدى الفساد والخلل السياسي. ووضعت النظام العراقي في موقف محرج حيث نزعت الشرعية عن قادتها وظهروا بمظهر العاجز عن القيام بدوره أو الدفاع عن بلدهم.
ضعف العراق
بمهاجمة العراق، تستهدف إيران وتركيا جمهورهما المحلي، فالنظام الإيراني غارق في احتجاجات مناهضة للنظام في جميع أنحاء البلاد اندلعت بعد مقتل مهسا أميني، المرأة الكردية، في شهر سبتمبر الماضي.
حيث سعت إيران إلى إلقاء اللوم في الاحتجاجات على سكانها الأكراد، للابتعاد عن الأحداث التي تدعو إلى الشعور بالكراهية من ثورة 1979، فيهاجم النظام معسكرات الجماعات الكردية المعارضة الإيرانية الموجودة في العراق منذ عقود.
بالتزامن مع ذلك، بدأت تركيا عملية عسكرية جديدة ضد حزب العمال الكردستاني في العراق ومسلحي قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا. متهمة إياهم بتنفيذ هجوم إرهابي أخير في اسطنبول، على غرار إيران. تسعى الحكومة التركية إلى توليد دفعة من القومية قبل انتخابات عام 2023، حسبما ذكرت مجلة “ذا ناشونال” الدولية.
وتابعت المجلة الدولية أن إيران وتركيا تضغطان ضد الباب المفتوح في العراق خاصة أن الدفاعات العسكرية والسياسية للعراق في طريقها للانهيار.
حيث كان رد فعل العراق على مثل هذه الهجمات ضعيفاً وعاجزاً، ولم يتجاوز بقليل إصدار بيانات. كما أن العراق قد أظهر ضعفًا دبلوماسيًا عندما قدم شكوى ضد تركيا في مجلس الأمن الدولي لقتلها تسعة مدنيين في منتجع سياحي في يوليو، ومع ذلك، لم تجرؤ بغداد على اتخاذ مثل هذه الإجراءات ضد إيران.
تعفُّن النظام السياسي
وأضافت المجلة، أنه عندما قصفت إيران في مارس منزل مسؤول تنفيذي كردي في مجال الطاقة في أربيل بعشرات الصواريخ الباليستية على مزاعم لا أساس لها من الصحة بأنها قاعدة إسرائيلية، انصاع العديد من القادة العراقيين الشيعة للخط الإيراني، وبالمثل.
في الجلسة البرلمانية المغلقة التي عُقدت في 22 نوفمبر لمناقشة الهجمات على كردستان. ألقى العديد من النواب العراقيين باللوم على حكومة إقليم كردستان وبرروا تصرفات إيران.
ولم تتخذ الحكومة العراقية ولا حكومة إقليم كردستان هذا التظلم الذي يضرب به المثل في إعلان إجراءات استدعاء سفير طهران وقنصلها العام أو استدعاء ممثليهما في طهران، كما أن إيران. في أعقاب هجماتها داخل العراق، دعت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإغلاق الجماعات الكردية الإيرانية في العراق.
وتابعت أن مثل هذا الضعف العراقي أمر محرج ولكنه ليس مفاجئًا، لقد تصاعد تعفن النظام السياسي الزبائني الفاسد والمفسد في العراق إلى تهديد للأمن القومي، يتجاوز مجرد الروتين أو الهدر الاقتصادي. وأدى التخلص من الجدارة لصالح المحسوبية الطائفية في الجيش العراقي إلى تدمير قدرته وأدى إلى خسارة ثلث البلاد لصالح داعش في عام 2014. وفي المناورات على السلطة في الداخل، تجد العديد من الفصائل السياسية العراقية في إيران أو تركيا راعيًا وحاميًا. حيث إيران تسيء إلى تقاربها الطائفي وقربها الجغرافي من الفصائل العراقية والكردية.