القصة الكاملة لمقتل الشاب المغربي بدر
قصة مروعة هزت الرأي العام المغربي، ضحيتها بدر طالب في ريعان شبابه، وبالضبط 23 عاماً، يُعد الدكتوراه في أحد التخصصات الأكثر تطوراً.
خرج بدر لتناول إحدى الوجبات السريعة رفقة أصدقائه، قبل أن يعود إلى أهله جثة هامدة. قُتل لسبب “تافه”، فيما خلفت واقعة قتله حالة من الحزن والأسى لدى المغاربة.
التقى أصدقاءه على عجل، لأن كُل واحد منهم كان مضغوطاً بالسفر إلى الخارج، لإتمام التزاماتهم الدراسية. وبدر واحد منهم، فقد كان إثر حياته، طالبا في السنة الثانية من سلك الدكتوراه، تخصص كهروكيمياء وتوليد الطاقة بكلية العلوم والتقنيات بمدينة المحمدية. وكان ملتزماً بتدريب في إطار تكوينه بدولة كندا.
مشادات كلامية وفاجعة
اختار الأصدقاء الثلاثة أحد المطاعم الشهيرة المُتخصصة في إعداد الوجبات السريعة، المطل على البحر بمدينة الدار البيضاء. أخذ كُل واحد منهم طلبه، وجلس الجميع يتبادلون أطراف الحديث، قبل أن ينشب نقاش بينهم وأربعة شباب آخرين كانوا بنفس المطعم، بعد أن ادعى أحدهم أن الفقيد حاول معاكسة رفيقته.
تدخل الحاضرون، وهدأت الأمور بعد أن انفض الشجار، أو ربما هُيئ للناس ذلك. فحين توجه بدر وصديقه صوب سيارتهم بمرآب السيارات التابع للمطعم، سيفاجأ الاثنان المجموعة ذاتها تُهاجمهم دون سابق إنذار، وتوجه ضربة للشاب بدر ضربة على مستوى الرأس، سببت جرحاً غائراً.
لم يكتف المهاجمون بذلك، ليركب أحدهم سيارته الفارهة، بعد أن أزال لوحات ترقيمها، ثم يتجه نحو الشاب بدر، ويدهسه بها مرتين. الأولى على مستوى الرأس، والثانية في بطنه. ليلفظ أنفاسه فوراً، أمام أنظار المارة وعدسات هواتفهم. قبل أن يلوذ الفاعل بالهروب بسرعة خيالية.
العدالة لبدر
قضية بدر انتشرت بسرعة كبيرة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أطلقوا حملة رقمية للمطالبة بالعدالة لبدر، واعتقال المتسببين في وفاته في أقرب الآجال، وإنزال الجزاء القانوني المترتب على فعلهم الشنيع.
المبادرة الرقمية، عرفت تفاعلاً كبيراً، ليعتلي هاشتاغ “العدالة لبدر” باللغتين العربية والفرنسية، الترند في المغرب، خلال ساعات قليلة من إطلاقه.
ووفقاً لما عاينته “العين الإخبارية” من تدوينات عبر هاشتاغ “العدالة لبدر”، فإن المغردين عبروا عن غضبهم الممزوج بالصدمة إزاء هذه الجريمة، مُؤكدين تضامنهم مع أسرة الفقيد وأصدقائه، وضرورة مُعاقبة المتورطين في هذه الجريمة، والقصاص للشاب الهالك، وفقاً للقوانين الجاري بها العمل.
حزم أمني يُفشل الفرار
لم يتأخر رد الشرطة المغربية في التفاعل مع نداءات المغاربة وأسرة الفقيد. فبعد بلوغ خبر قتل الشاب بدر إلى علمها، المديرية العامة للأمن الوطني، تفتح تحقيقاً تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للوقوف على ملابسات الواقعة وتفاصيلها.
الجهود الأمنية، وصلت إلى المشتبه الرئيسي فيه، خلال فترة قياسية. ليُعلن ذلك بيان للمديرية يؤكد “توقيف المشتبه فيه الرئيسي المتورط في قضية الإيذاء والتسبب بشكل عمدي في صدم أحد الأشخاص بواسطة سيارة مما نجم عنه وفاة الضحية وإصابة مرافقه بجروح”.
المشتبه فيه الرئيسي، بحسب البيان، كان قد لاذ بالفرار مباشرة بعد ارتكابه لهذه الأفعال الإجرامية بمرآب للسيارات تابع لمطعم للوجبات السريعة بمنطقة عين الذئاب بمدينة الدار البيضاء”.
وأشار إلى أنه قد تم توقيف صهره أيضا وذلك للاشتباه في ضلوعه في “ارتكاب أعمال المشاركة والتستر”.
وأوضح المصدر ذاته أنه “تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية وتوقيف باقي المتورطين فيها، وكذا الكشف عن خلفياتها ودوافعها الحقيقية، والتي ترجح المسارات الأولى للبحث إلى ارتباطها بخلاف عرضي تطور إلى جريمة مكتملة الأركان”.