سياسة

ميقاتي ينتقد الفصائل الفلسطينية لانتهاك سيادة لبنان


انتقد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الخميس الفصائل الفلسطينية التي تورطت في الاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان قائلا إنه “من غير المسموح أن تعتبر التنظيمات الفلسطينية الأرض اللبنانية سائبة” واعتبر موقف ميقاتي دليلا على نفاد صبر الدولة اللبنانية من تلك الممارسات المسلحة.

وطالب رئيس الحكومة في بيان التنظيمات الفلسطينية المتواجدة داخل لبنان، بالتوقف عن الاقتتال منذ السبت الماضي بين الأمن الوطني التابع لحركة “فتح” وجماعات إسلامية داخل المخيم الذي يقطنه عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

وقال “من غير المسموح ولا المقبول أن تعتبر التنظيمات الفلسطينية الأرض اللبنانية سائبة، فتلجأ إلى هذا الاقتتال الدموي وتروع اللبنانيين، لا سيما منهم أبناء الجنوب الذين يحتضنون الفلسطينيين منذ أعوام طويلة”.
وشدد على أن هذا الاقتتال يشكل “انتهاكا صارخا” للسيادة اللبنانية موضحا أن اللبنانيين الذين ناصروا على الدوام القضية الفلسطينية “طالهم هذا الاقتتال الذي يدور على أرضهم، ودفعوا في السابق أثمانا غالية بسببه”.

ويعتقد اللبنانيون ان نصرتهم للقضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي واستقبالهم للفصائل الفلسطينية منذ سبعينات القرن الماضي كانت وراء كثير من المحطات الهامة والفاصلة التي تعرض لها البلد خاصة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب البلاد بداية الثمانينات.
وفي السياق، أكد رئيس الحكومة اللبنانية على أن الجيش، كما سائر الأجهزة الأمنية “سيقومون بالدور المطلوب، في سبيل ضبط الأمن ووقف الاقتتال”.
وذكر البيان أن ميقاتي تلقى اتصالات هاتفية من ا

لرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، إضافة إلى عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، وسفير فلسطين لدى لبنان أشرف دبور.
ونفى الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله الخميس أي مسؤولية لجماعته عن الاشتباكات التي وقعت بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان.

وقال نصرالله في كلمة متلفزة إن “القناة التلفزيونية التي اتهمت حزب الله بانفجار المرفأ هي نفسها تقول إن ما يحصل في مخيم عين الحلوة سببه حزب الله، وهذه تفاهة”.
والاثنين، اتهمت قناة “إم تي في” المحلية خلال نشرة الأخبار، فريق “الممانعة” (في إشارة إلى حزب الله) بالمسؤولية عما يحصل في عين الحلوة، دون ذكر أدلة.
وأضاف  “نحن لسنا مسؤولين عن معركة مخيم عين الحلوة لا من قريب أو من بعيد، ونحن ضد هذا الاقتتال ونعمل على حله”، وأردف: “أناشد جميع الأطراف المعنيين وقف الاقتتال في مخيم عين الحلوة”.
والثلاثاء، دعا نصرالله في خطاب متلفز إلى الوقف “الفوري” للاشتباكات في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، معتبرا ما يحصل “أمرا مؤلما”.

وعاد الهدوء صباح الخميس إلى مخيم “عين الحلوة” بعد اشتباكات مسلحة وصفت بالأعنف منذ السبت الفائت، خرق خلالها اتفاق وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه لجنة “هيئة العمل الفلسطيني المشترك”.
وأسفرت اشتباكات أمس عن سقوط قتيل يحسب على حركة “فتح” و4 جرحى، لترتفع حصيلة ضحايا الاشتباكات منذ السبت الماضي إلى 12 قتيلا وأكثر من 60 مصابا، وفق تصريحات مصدر طبي.

ويعد “عين الحلوة”، الذي تأسس عام 1948، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تقدر إحصاءات غير رسمية سكان المخيم بما يزيد عن 70 ألف نسمة على مساحة محدودة.
ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيما تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى