ميقاتي لا يشعر بالقلق إزاء تحذير إسرائيل لحزب الله بأن تجر لبنان إلى حرب
اتهم الجيش الإسرائيلي الأحد حزب الله اللبناني بالسعي إلى التصعيد العسكري في المنطقة الحدودية، محذراً بأن ذلك “سيجر لبنان إلى حرب” على وقع تبادل مستمر لإطلاق النار بين الطرفين، فيما الحكومة اللبنانية “مطمئنة بتدخل الأصدقاء”.
ومنذ نحو أسبوعين، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تبادلا متقطعا لتبادل النيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة و”حزب الله” وفصائل فلسطينية من جهة أخرى؛ ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. غداة شنّ حركة حماس هجوماً دامياً غير مسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل التي ترد بقصف عنيف مستمر على قطاع غزة المحاصر.
والأحد، قررت إسرائيل إخلاء 14 بلدة إضافية على الحدود مع لبنان، ليرتفع إجمالي عدد البلدات التي تقرر إخلاؤها خلال أسبوع إلى 43.
وعلى الجانب اللبناني، دفع التصعيد بآلاف المدنيين إلى النزوح من منازلهم.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس عبر منصّة إكس إن “حزب الله يعتدي ويجر لبنان إلى حرب لن يجني منها شيئاً، إنما قد يخسر فيها الكثير”، مضيفاً أن “حزب الله يلعب لعبة خطيرة للغاية، إنه يصعد الوضع، نرى هجمات متزايدة كل يوم”.
وتساءل كونريكوس “هل الدولة اللبنانية مستعدة حقاً لتعريض ما تبقى من الازدهار والسيادة اللبنانيين من أجل إرهابيي غزة”.
في المقابل، لا تبدي الحكومة اللبنانية قلقا كبيرا لهذا الوضع، وتقول أنها تعمل على وضع “خطة طوارئ من باب الحيطة”.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأحد إن “الاتصالات الدبلوماسية التي نقوم بها دولياً وعربياً واللقاءات المحلية مستمرة في سبيل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديداً، ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة إلى لبنان”. مشدداً “لكننا في الوقت ذاته مطمئنون إلى أن أصدقاء لبنان يواصلون معنا بذل كل الجهود لإعادة الوضع إلى طبيعته وعدم تطوره نحو الأسوأ”.
ويبدو أن التصعيد على الحدود لا يزال ملتزماً بقواعد الاشتباك السارية بين حزب الله وإسرائيل، لكن خبراء يحذرون من احتمال توسع الحرب إلى لبنان عبر تدخل أكبر لحزب الله في حال شنت إسرائيل هجوماً برياً على غزة.
وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم حذر السبت “نحن معنيون ونحن جزء من هذه المعركة، ليكن واضحاً، كلما تتالت الأحداث ونشأ ما يستدعي أن يكون تدخلنا أكبر، فسنفعل ذلك”.
وأسفر التصعيد حتى الآن عن مقتل 29 شخصاً، غالبيتهم مقاتلون من حزب الله، إضافة إلى ستة مقاتلين من فصائل فلسطينية وأربعة مدنيين بينهم مصور في وكالة رويترز للأنباء. وقُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في الجانب الإسرائيلي.
وأوقع تبادل القصف السبت ستة قتلى من حزب الله وعنصر من حركة الجهاد الإسلامي، فضلاً عن خمسة إصابات على الجانب الإسرائيلي، بينهم ثلاثة جنود وعاملات زراعيان تايلانديان. وتجدد القصف صباح الأحد.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “اعترضت مقاتلات الدفاع الجوي طائرة بدون طيار اقتربت من الأراضي الإسرائيلية قادمة من لبنان”. وأشار إلى عمليات تبادل إطلاق النار على جانبي الحدود، بالإضافة إلى غارة شنها الجيش الإسرائيلي على ما قال إنها “خلية” حاولت إطلاق النار على منطقة “زرعيت” قرب الحدود اللبنانية.
وأعلن الجيش أن قواته “رصدت خلية إرهابية تحاول إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه منطقة أفيفيم على الحدود مع لبنان”، مشيراً إلى أن قواته شنت “ضربة على الخلية قبل أن تتمكن من تنفيذ الهجوم”.
وأضاف أن “مسلحين أطلقوا صواريخ مضادة للدروع على منطقة تسيبورن قرب الحدود اللبنانية، وأطلق الجيش النار على مصادر إطلاق النار داخل الأراضي اللبنانية”. متابعا أن “دبابة تابعة له هاجمت مجموعة أطلقت صاروخا مضادا للدبابات عليها، في منطقة جبل دوف مزارع شبعا” وقال إنه “لم تقع إصابات في صفوف قواتنا ولم تحدث أي أضرار”.
كما أطلق مقاتلون من الجانب اللبناني صاروخاً مضاداً للصواريخ على دبابة إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، وفق الجيش الإسرائيلي الذي أعلن عدم وقوع إصابات أو أضرار، كما قال إنه رد باستهداف “الخلية الإرهابية”.
وخاض حزب الله وإسرائيل حرباً مدمّرة صيف 2006. خلّفت أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين. و160 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين. وتسبّبت الحرب التي استمرت 34 يوماً بنزوح نحو مليون لبناني من بلداتهم.
ولليوم السادس عشر. يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت نحو 4385 فلسطينيا، بينهم 1756 طفلا و976 سيدة. وأصابت 13561، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
فيما قتلت حماس أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132. وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة. ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت حماس بالانتخابات التشريعية في 2006.